«المخدرات لحست دماغه وكانت بتخليه يعمل تصرفات غريبة، وكنا بنحاول تأديبه حتى لا يكرر اعتداءه على والدته وشقيقته».. بهذه الكلمات اعترف الشقيقان سعد ووليد المتهمان بقتل أخيهما الأصغر رضوان فى منطقة الزيتون بالقاهرة بعد تعديهما عليه بالضرب الذى تسبب فى وفاته. سعد ش.أ 39 سنة وشقيقه وليد 36 سنة، أكدا أنهما كانا فى عملهما وفوجئا باتصال هاتفى من أهالى المنطقة يخبرونهما بتعدى شقيقهما الأصغر «رضوان» على والدته وشقيقته بالضرب وتحطيم سيارتيهما بعدما رفضتا إعطاءه الأموال لشراء احتياجاته من المخدرات التى يتعاطاها. الشقيقان أوضحا أنهما أسرعا إلى منزل العائلة ووجدا والدتهم وأختهم نجوى فى حالة سيئة وتبكيان مما فعله معهما رضوان مما دفعهما إلى التفكير فى كيفية تأديب شقيقهما وإعادته لصوابه. فكر سعد ووليد كثيرا فى كيفية تأديب شقيقهما «رضوان» حتى جاءتهما فكرة توثيقه بالحبال وتركه لفترة دون تعاطى المخدرات حتى يتمكنا بذلك من إبعاده عنها لفترة تجعله يقدم على عدم تعاطيها، فأحضرا بالفعل الحبال وشومة خشبية وتوجها إلى منزل شقيقهما وما إن شاهدهما حتى ظل يقاومهما ودخل معهما فى مشاجرة لكنهما تمكنا من السيطرة عليه وتمكنا من توثيقه فى أحد كراسى الشقة. وأضاف الشقيقان أنهما تعديا على شقيقهما بالضرب فى كل أنحاء جسده حتى أحدثا به العديد من الإصابات والكدمات والجروح المتفرقة وسط توسلات منه بالكف عن ضربه وأنه لن يكرر فعلته هذه، وهو ما دفعهما إلى تركه موثقا بالحبال داخل الشقة وتركاه بمفرده دون فك قيده. الشقيقان أوضحا أن عددا من جيران شقيقهما تمكنوا من سماع استغاثته واستجابوا له وفكوا قيده، لكن حالته الصحية كانت سيئة جدا وهو ما دفعهم للإسراع بنقله إلى أقرب مستشفى وكان مستشفى المطرية هو الأقرب وذلك فى محاولة منهم لإسعافه، لكنه توفى متأثرا بإصاباته نتيجة الضرب الذى لاقاه على يد شقيقيه. انتقل المقدم على نور الدين رئيس مباحث قسم شرطة الزيتون إلى مكان الحادث وتبين من التحريات الأولية أن المجنى عليه مدمن للمخدرات عامة والبودرة والهيروين خاصة، وكشفت التحريات واقعة تعديه على والدته وشقيقته بعدما رفضتا إعطاءه الأموال بقصد شراء المخدرات التى يتعاطاها، وهو ما دفعه للانتقام منهما بتكسير سيارتيهما، وتبين أن شقيقيه وراء ارتكاب الجريمة والتعدى عليه بالضرب الذى تسبب فى وفاته. وبالقبض على الشقيقين المتهمين اعترفا بكل تفاصيل جريمتهما أمام اللواء فاروق لاشين مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة وأكدا أنهما كانا يحاولان تأديب شقيقهما المجنى عليه فقط وأنهما لم يقصدا قتله، فتم إخطار النيابة لتتولى التحقيق. وبعرض الشقيقان على النيابة العامة التى تولت التحقيق بإشراف المستشار عبدالخالد عابد، المحامى الأول لنيابات غرب القاهرة، اعترفا بارتكاب الواقعة، وأقرا بأنهما لم ينويا قتله، إنما كان قصدهما تأديبه فقط بعد تعديه على والدتهما وشقيقتهما، وهو ما أقره عدد من شهود العيان أمام النيابة العامة.
