سمعنا جميعاً بالأغانى الحلبية وتعرفنا عليها من خلال صوت الفنان صباح فخرى، لكن كم منا تذوق مأكولات مدينة حلب عاصمة الطرب و"الكبب" كما يقول السوريون لم يعرف كثيرون جمال الحارة الشامية حتى شاهدوها فى المسلسلات التى لاقت نجاحاً عربياً، وأكثر منهم الذين لمّا يعرفوا بعد المطبخ الحلبى لأنه لم تسنح الفرصة لهم بتذوق أشهى مأكولات بلاد الشام التى ورثت فخامة مطابخ سلاطين العثمانيين وأضافت لها النكهة العربية، وصبغتها بالتعدد الثقافى الذى تعيشه مدينة حلب ليضم مطبخها أطباقاً آرمينية وأخرى كردية، بما يتناسب مع مدينة عالمية لطالما كانت محطة على طريق الحرير، ونقطة التقاء الشرق بالغرب. وبات المطبخ الحلبى أغنى مطبخ فى بلاد الشام، فإضافة إلى التبولة والمتبل والحمص وأنواع الكباب والمشاوى والحلويات الشامية، ستكتشف مع المطبخ الحلبى أصنافاً جديدة مثل طبق اللحم بالكرز. الشيف الحلبى محمد حسين هلال المسئول عن المطعم الحلبى فى فندق فورسيزونز دمشق يصف المطبخ الحلبى بالقول "لا يوجد فرق كبير بين المطبخ الحلبى وباقى المحافظات السورية، وهو بالأصل مشتق من المطبخ التركى، وما زالت مأكولات كثيرة تحمل أسماء تركية مثل اليالنجى (ورق العنب المحشى بالرز)، أبلما (شيخ محشى)، شيش برك. تتميز قائمة المأكولات الحلبية بأكلات ذات نكهة فريدة مثل النكهة الحامضة الحلوة فى الكبة السفرجلية (تستخدم فيها فاكهة السفرجل)، وحضور الفلفل الحار فى أكلات مثل اللحمة الحارة، وكباب الخشخاش، ووجود صلصات حارة، إضافة إلى السمكة الحارة التى تستخدم فيها أنواع أسماك نهرية كون مدينة حلب ليست مدينة ساحلية، ولن ننسى فى قائمة الأكلات الحلبية الجبنة الكردية المسخنة، والسلطة الأرمنية (سلطة ناعمة مع الفلفل الحار).
