سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. مأساة 15 أسرة بمنطقة "قبلى الكوبرى" فى سوهاج.. البيوت من الطين والأسقف من البوص.. والأهالى: "الثعابين والعقارب تهاجمنا.. والمسئولون اكتفوا بالوعود وتركونا فى العراء منذ 40 عامًا"
15 أسرة بمنطقة قبلى الكوبرى بمركز البلينا "جنوب محافظة سوهاج" تعيش مأساة، بيوتهم من الطين، مغطاة بأعواد الذرة وأقفاص الجريد والسعف، فرشهم الأرض، وغطاؤهم بطاطين مهلهلة، يعيشون بلا أى مقومات للحياة ، بيوت المنطقة يسكنها الفقر والعوز ، الأمراض تريح من تصيبه من أهل النجع بالموت، فالموت عندهم أمل وغاية ؛ لتوديع فقر حول صباحهم ومساءهم إلى جحيم، أطفالهم إما يموتون غرقًا بالترعة التى يقيمون عليها، أو تعرضهم لحوادث الطرق من خلال السيارات المارة على بعد أمتار منهم، البلهارسيا والفشل الكلوى والأمراض المستوطنة هى الصديق الوفى لهم، والتى تتلازم معهم فى كل حين. كبار السن منهم من غير القادرين على الكسب أو الحركة ينتظرون رحمة العباد بهم" وأحدهم" لم يجد أمامه إلا إشعال النيران فى بعض من ملابسه للتدفئة من برد الشتاء القارص، والكل عندما تهطل الأمطار،يهرعون بأطفالهم تحت بلكونات العمارات المقابلة لهم ويبيتون تحتها حتى تنتهى الأمطار،وعند عودتهم لأشباه المنازل التى يعيشون بها يجدونها قد تحطمت بفعل المياه . رئيس المدينة - على حد قولهم - عندما يزور أى مسئول المنطقة،يقوم بتهديدهم بإزالة عششهم التى يقطنون بها من المنطقة وأحيانا أخرى يقول لهم عرضنا مشكلتكم على المحافظ "وهانعمل ليكم وحدات سكنية "وهذه الوعود منذ عشرات السنين. فى البداية تقول "فاطمة النحاس" : " أنا مقيمة على حافة الترعة بمنطقة قبلى الكوبرى بمركز البلينا عندى 8 أطفال فى مختلف مراحل التعليم بعدما استبشرنا بالرئيس السيسى خيراً لأننا عارفين أنه دائما فى صف الغلابة لكن المسئولين بالمحافظة إحنا مش فى حساباتهم، المحافظ يجى المنطقة، الوحدة المحلية تقوم بتنظيف الشوارع وعندما نحاول مقابلته يمنعونا وهددونا بإزالة العشش الخاصة بنا ومش كدا بس لكن عملوا لينا كوبرى بالمنطقة تكلف ملايين مع العلم إن المنطقة بها كوبرى علوى وكوبرى عادى والكوبرى الجديد مش بيخدم أى حد، ومنتهى بشارع مغلق. وأضافت: إحنا بنطالب "رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى"بالتدخل والنظر فى حالتنا خاصة أن المسئولين بمجلس مدينة البلينا يقوم بسبنا وشتمنا وضربنا عندما نحاول عرض مشكلتنا، الكوبرى الجديد الذى تم إنشاؤه أخد العشش الخاصة بنا، الأمر الذى جعلنا نقوم بضم العشش كى نقيم فيها جميعا،إحنا متكاتفين مع بعض والحكومة، رغيف العيش بنتقاسمه مع بعضنا البعض، والمسئولين مش حاسين بينا، عايزين شقة تحمينا من برد الشتاء والمطر ومن نظرة اللى رايح واللى جاى على عوارتنا، إحنا من شعب مصر مش جاين من بعيد". أما أكبر السيدات سنا بالمنطقة تقول: " نحن نعيش فى المنطقة من حوالى أكثر من 40 سنة مع الحيات والعقارب، أحفادى 20 يعيشون داخل 8 أمتار فوق بعضهم البعض فى غرفتين على حافة الترعة من الشرق ،والتى نسكن علىيها،والأطفال بتغرق فيها ومن الناحية الغربية الأسفلت التى تأتى منها السيارات المسرعة لتقضى على حياتهم،والراجل زوجى بيسيب البيت وبينام برة علشان مفيش مكان، ومن شدة البرد والصقيع "عم خلف الله" الراجل العجوز بيولع فى جزء من هدومه علشان يحمى نفسه من برد الشتاء طول الليل ومحدش بيسأل فينا أبداً لا مسئول ولا غيره، عايشين على رحمة الناس وعطفهم، لكن المسئولين بسوهاج قلوبهم قاسية زى الحجارة". وتقول لبنى تلميذة بالصف الخامس - تعيش بالمنطقة - نفسى فى سكن؛ العيال فى المدرسة بتعايرنا وتقول لنا ياللى ساكنين على الترعة، ومش ذنبنا أننا طلعنا فقراء والفقر مش عيب، دا أمر ربنا، العيال مش بترضى تلعب معانا وتصاحبنا، لأن أهليهم بيقولوا ليهم إياكم تلعبوا مع العيال اللى ساكنين على الترعة طيب نعمل إيه ارحمونا " طفلة أخرى- بالمرحلة الابتدائية- قالت : أنا بناشد " أبو المصريين الرئيس السيسى " يكلف المسئولين بالمحافظة يوفروا لينا سكن، العيال بتعيرنا بأننا فقراء ومش معانا هدوم جديدة وأننا بنروح المدرسة لابسين شباشب بلاستيك، ومن غير شنط، وفى الفصل قاعدين مع بعض فى الآخر معزولين عن باقى التلاميذ. وتتابع : " هم كل يوم معاهم سندوتشات أشكال وأنواع وإحنا بنروح المدرسة من غير فطار ، يوم سعدنا وإحنا واخدين معانا ساندويتشات جبنة قديمة دا لو زاد لينا عيش بعد الغذاء والعشا.. يارب حد يأخذ بأيدينا علشان نبقى حاجة كويسة زى ولاد الناس الكويسة، ويكون من بيننا طبيب ومهندس وعالم ينفع مصر ". وتقول سيدة حسن- إحدى سيدات المنطقة - والدموع تزرف من عينيها: أنا لم أترك أى عمل إلا واشتغلت به، بعت زجاجات وبرتقال على الأسفلت على ولادى،وتسولت،ومديت أيدى لكل الناس علشان أربيهم،وكنت بنام فى الشارع بيهم والأمراض تعبتنى لحد ما جسمى ورم من شدة البرد،ودخلت المستشفى وخرجت علشان مقتدرتش أدفع ثمن العلاج ،ومعايا بنتى عندها ثقبين بالأذن ومحدش راضى يعالجها،ولما بيجى حد يخطب واحدة منهم ويعرف أننا عايشين على الترعة بيمشى وميرجعش تانى، أنا مش عايزة غير بيت و4 حيطان تحمينى، وتحمى عيالى من البرد ويسترنا من العار، ومن نظرات كل الناس والشباب على الأسفلت إللى بتوصل عينيها حتى لمكان النوم بتاعنا. وتقول علية على- من سكان المنطقة - وهى تحتضن صورة نجلتها التى فارقت الحياة غرقا بالترعة: بنتى سنة و8 شهور طلعت من البيت من غير ما أشوفها وصلت إلى الترعة، ولأنها طفلة و متعرفش حاجة نزلت وغطست بالترعة رحت نزلت عليها الترعة وطلعتها من الترعة،وكان فيها النفس وقبل ما توصل المستشفى توفت، وأنا معرفتش أعملها حاجة، حد يبص على حالتنا وعلى عيالنا اللى بتموت فى الترعة،إحنا بشر ولينا حقوق على الدولة وعلى الحكومة،كل عيالنا على مدار اليوم متواجدين بالترعة، والأمراض أصبحت تحاصرهم والبلهارسيا ملت أجسادهم، وكل شوية عندهم نزلات معوية وإسهال، يا قدرنا نوديهم للدكتور يا تركناهم لرحمة ربنا،حتى الفراخ بتاعتنا لما ملقيتش أكل فى العشش اللى عايشين فيها هربت للترعة تبحث عن الديدان وتتغذى عليها، ولما بذبحها بنأكلها بأمراضها ،وربك هو الستار. "حسنية" سيدة مسنة تكالب عليها المرض ، بالرغم من فقدان عين من أعينها ،إلا أنها تتحمل الصعاب وتقوم بالحبو على يديها ورجليها بالشوارع لتجمع الأسلاك الكهربائية،وقطع الحديد من الشوارع وتقوم بسلخها بعد حرقها وبيعها لكى تشترى علاج لعينيها . وتقول :" تعرضت لحادث العام الماضى وسقطت من الحائط ورجلى اتكسرت ،وأنا محتاجة شرائح ومسامير ومش معايا فلوس أجيب علاج، وأتلقى العلاج فى الجامعة،لكن مين يودينى ومين يصرف عليه،مفيش حد بيسأل عليه، عينى راحت وودانى مش بسمع بيها، وليل نهار الكحة مش سيبانى ،ومليش حد إلا ربنا هو اللى بيساعدنى،واللى بيعطف على من أهل الخير عايزة علاج،المرض صعب ومر ومفيش أجيب منين، خلاص لا صحة ولا نظر ولا قوة زى زمان شوف حالنا يا محافظ شوف حالنا يا وزير ." واستمرارا لعطف الأهالى، عقب استمرار تجاهل المسئولين بسوهاج قام وسام الورادانى،أحد شباب مركز ومدينة البلينا بمشاركة عدد من أصدقائه بتدشين حملة على صفحات موقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك" لجمع عدد كبير من البطاطين والسلع الغذائية وتوزيعها على أصحاب العشش بمنطقة قبلى الكوبرى التى لاقت استجابة كبيرة من بعض أصحاب القلوب الرحيمة التى أرسلت كميات من السلع والمواد الغذائية للأهالى. أما شعبان حسن قال: نحن نعيش فى خطر بسبب، الترعة الأسفلت، المسئولين قالوا هانبنى الكوبرى ونبنى ليكم شقق وأنا راجل كنت بشتغل شيال أصبت بجلطة وبعدها انزلاق بالفقرات ومقتدر تش أشتغل كل شهر عايز علاج للجلطة وعلاج للفقرات وعايز أجيب أكل لعيالى الستة عايز حد يعملى علاج على نفقة الدولة وعايز معاش علشان أقدر أعلم عيالى يمكن التعليم يغير حياتهم ويكون حظهم أحسن من حظ أبوهم وأمهم ، يا حكومة نظرة، يا محافظ نظرة، يا خلق الله نظرة ،حد يحضر لينا ويشوف حالنا وصل فين المرض والجوع والبرد والفقر ملازمينا ليل ونهار. ومن جانبه يقول وسام الوردانى مسئول الحملة بالبلينا :" عندما شاهدنا الحالة المأسوية التى تعيشها تلك الأسر قررنا سرعة التدخل حيث إننا بالرغم من أننا نسكن فى منازل فاخرة اللى أننا نشعر ببروده شديدة فما بالك بأطفال وشيوخ وسيدات وشباب يعيشون فى العراء وسط عشش من الطين وبدون سقف فى بعض الأحيان وكل ذنبهم أنهم فقراء والمسئولون بالمحافظة والحكومة أداروا ظهروهم لكافة مشاكلهم التى يمكن حلها من خلال بناء مساكن إيواء لهم على أرض أملاك الدولة وما أكثرها ." وعلى جانب آخر وجه الوردانى نداء للمهندس شريف إسماعيل ،رئيس مجلس الوزراء للتدخل وإصدار ما يلزم من تعليمات بشأن تطوير تلك المنطقة التى يعيشون بها وتكليف وزارة التضامن الاجتماعى بربطهم على معاش الضمان ووزارة الصحة بإرسال قافلة طبية من أجل فحصهم وعلاجهم ووزارة التربية والتعليم بتبنى أبنائهم بمراحل التعليم المختلفة قائلا :" لأن تلك العشش خرجت طالبة بكلية العلوم وأخرى بكلية التمريض،وهناك تلاميذ بالمرحلة الابتدائية يحتاجون إلى رعاية لأنهم على قدر من الذكاء ويحاولون تغيير واقعهم لكن ظروفهم أقوى منهم ."