فى مثل هذا اليوم 17 ديسمبر 1273م شيع الآلاف من الأشخاص من مختلف الديانات جثمان الشاعر جلال الدين الرومى، الذى جمَّعهم رغم اختلافاتهم، فقال النصارى: "لقد فهمنا عيسى من خلال مولانا" وقال اليهود: "لقد فهمنا موسى من خلال مولانا"، فقد شغل "الرومى" بفكره وشعره مفكرى العالم، بجميع دياناتهم وطبقاتهم، وذلك من خلال دراساتهم حول شخصيته، وعن كتبه وما يتوفر بها من البلاغة وسحر الصور الشعرية، لمن يتذوق الأدب الفارسى. عاش جلال الدين الرومى الملقب ب"مولانا"، فى الفترة بين (604ه/1207م -672ه/1273م)، فى القرن السابع الهجرى، حيث ولد فى مدينة بلخ، بافغانستان، المدينة التى عرف عنها بأنها مدينة العلم والعلماء، الأمر الذى ساهم فى ظهوره وبلورته، وكان لوالده محمد بن الحسين الخطيبى البكرى والشهير ب"بهاء الدين"، الفضل فى نشأته، إذا كان من العلماء وقد لقب ب"سلطان العلماء"، فتلقى ابنه على يديه العديد من العلوم والمعارف. وقدم "الرومى" قصائد شعرية ودواوين ورباعيات وكتب وأثرى المكتبة الإنسانية بالعديد من المؤلفات الشعرية حتى أصبحت هذه المؤلفات مع الوقت كنزًا لعاشقيه خلفه على مدار قرون طويلة، حتى أصبحوا يزهدون بالعشق مثله، كان من أشهرها: كتاب المثنوى: صورة رقم "1" "المثنوى" هو ديوان شعرى لمولانا جلال الدين محمد الرومى، فهو ديوان زاخر بالحكمة والمعرفة والنكات الدقيقة فى المعرفة الروحية والاجتماعية والعرفانية، ويعدّ مثالاً أن "الرومى" كان شاعراً من الطبقة الأولى من بين الشعراء الإيرانيين فى عصره. ويُزعَم أن "المثنوى" أكبر عرض شعرى للصوفية كُتب فى أى لغة، فلقد بلغت عدد أبيات "المثنوى" 25632 بيتًا، يناقش من خلالها "الرومى" العديد من المشكلات المُعقدة فى علم ما وراء الطبيعة والعلوم الدينية والأخلاقية والتصوف وغيرها من المجالات الأخرى ويقترح حلولًا لها بالإضافة إلى 424 قصة تشرح معاناة الإنسان للوصول إلى حبه الأكمل الذى هو الله. ول "المثنوى" نسخ وطبعات كثيرة ومتعددة منتشرة فى مكتبات العالم، كما أن له شروحاً كثيرة بلغات مختلفة، منها الشرقى ومنها الغربى. كما يُسلط "المثنوى" الضوء على الجوانب الخفية المُتعددة فى الصوفية وعلاقتها بالحياة الدنيوية، إذا يتمحور الموضوع الرئيسى للعمل حول علاقة الإنسان بخالقه من ناحية، وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان من ناحيةٍ أخرى. توجد المخطوطة الأصلية ضمن مجموعات المخطوطات الخاصة بدار الكتب والوثائق القومية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويحتوى الكتاب على زخارف جميلة ونقوش أنيقة تزين أعالى الصفحات. 2كتاب المجالس السبعة: صورة رقم "2" يتضمن كتاب "المجلس السبعة" لجلال الدين الرومى سبعة مجالس وعظ، ألقاها الرومى على المنابر يقال إنها نبعت من الفترة التى تعرَّف فيها الرومى على التبريزى، ويورد فيها -للاستدلال- آيات قرآنية فى الحكمة والقدرة والعظة الإلهية، مع توجيه التحية للخلفاء الراشدين. يمثل كتاب مجالس "جلال الدين الرومي" السبعة، آفاقًا جديدة رائعة فى الرمزية الإسلامية، وهو بذلك يقدم ضربًا عميقًا من التربية الروحية، فى قالب من المناقشة، يمزج بين القلب والعقل، ويعطى خلاصة الإسلام فى أبعاده الصوفية بلغة مفهومة. موضوعات متعلقة: - صدور كتاب "حيفا.. الكلمة التى صارت مدينة" عن دار الآن