فشل المطرب السابق مايكل مارتيلى رئيس هايتى خلال سنوات حكمه لأفقر دولة فى الأمريكتين فى التخفيف من معاناة مواطنيه ، لذا يعلق المراقبون آمالا كبارا على الانتخابات الرئاسية غدا الأحد فى اختيار رئيس جديد ينتشل البلاد من مستنقع الفقر الغارقة فيه. ومع ذلك، فانه ومقارنة بتاريخها الحديث، سارت الأمور بشكل لا بأس به على مدار الخمس سنوات الأخيرة فى هايتي، حيث لم تشهد البلاد إلى حد كبير كوارث طبيعية ولم يتم الاطاحة بالرئيس مارتيلى فى أعمال شغب أوانقلاب يطيح به. حتى أن أعمال إعادة الإعمار بعد الزلزال الذى خلف أكثر من 200 ألف قتيل فى يناير 2010 تتقدم ببطء فى العاصمة بور أو برينس وتمكن مؤخرا الالاف من الأشخاص الذين شردوا جراء الكارثة مغادرة الخيام التى كانوا يقيمون فيها من حينها ، ولم تستطع هايتى الاعتماد على نفسها حتى الان ، حيث انها باعتبارها، أفقر دولة فى الأمريكتين، تعتمد على المساعدات الأجنبية ويهيمن الفقر والعنف على الحياة فى الشوارع. ومن المتوقع ان تلقى الأزمة السياسية التى تمر بها هايتى بظلالها على الانتخابات ، عندما يتوجه نحو ستة ملايين ناخب مسجل إلى مراكز الاقتراع غدا الاحد للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وسط آمال دولية بتحسن الأوضاع فى دولة يبدو أنها تعانى مشكلة أبدية ، وصل المغنى السابق مارتيلى الى سدة الحكم فى هايتى عام 2011 ولكنه لم يحدث أى تغيير جوهرى فى الاوضاع المتردية فى بلاده، ويحظر دستور هايتى خوض رئيس البلاد الانتخابات للفوزة بفترة اخرى. وبعد جولة أولى من الانتخابات البرلمانية فى التاسع من أغسطس الماضى حسم أمر القليل من المقاعد، وسوف يختار الناخبون فى هايتى باقى اعضاء البرلمان فى جولة الاعادة المقررة غدا الأحد أيضا، ومن المقرر خلال الانتخابات البرلمانية اختيار انتخاب ثلثى مقاعد مجلس الشيوخ المؤلف من 30 مقعدا وكل اعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 119 عضوا ، إلى جانب اختيار رئيس للبلاد. وتسبب نزاع فى مجلس الشيوخ فى عدم إجراء الانتخابات فى وقت مبكر وبالتالى انتقلت كل صلاحيات البرلمان الوطنى فى يناير إلى الرئيس مارتيلى ليصدر قرارات لها قوة القانون، وبالتالى فان إجراء الإنتخابات غدا يعد نبأ سارا. يتنافس أكثر من 50 مرشحا على منصب الرئيس فى انتخابات شابت حملاتها أعمال عنف ، يعيش أكثر من 58 بالمئة من سكان هايتى البالغ تعدادهم عشرة ملايين نسمة تحت خط الفقر. ورغم عدم التعويل على نتائج استطلاعات الرأى فى هايتي، إلا انها تشير إلى أن جود سيليستين هو الأوفر حظا فى الفوز بالجولة الأولى غدا الأحد، وفى حالة فشل اى من المرشحين فى حسم المعركة لصالحه فى الجولة الاولى ، سيتم اجراء جولة إعادة فى 27 ديسمبر بين المرشحين الاثنين الاعلى اصواتا. خاض سيلستين مرشح حزب (إل ايه بى ايه اتش) بالفعل انتخابات تشرين ثان/نوفمبر 2010 وكان مدعوما من الرئيس رينيه بريفال آنذاك. وبعد تقدمه على مارتيلى وحصوله على المركز الثانى فى الجولة الأولى المتنازع عليها، تم الاعلان عن فوز مارتيلى وسط مزاعم بحدوث مخالفات فى جولة الإعادة فى مارس.2011 ويتوقع مراقبون اجراء جولة إعادة بين سيلستين ومرشح حزب مارتيلى (بى اتش تى كيه) رجل الأعمال الشاب جوفينيل مواسى ، الامر الذى يتطلب قدرا من البراعة والحذر فى ذات الوقت، وبحسب استطلاعات الرأى فإنه فى حال فوز مواسى فانه سوف يواجه السيناتور الشعبوى السابق جون-شارل فى جولة الإعادة. وتنتهى ولاية مارتيلى فى أوائل.2016 ويمكن ان ينظر الى اجراء عملية انتخابية منظمة لاختيار خليفة مارتيلى بمثابة نجاح له وان كان محدودا.
