خرج الرئيس الأمريكى جورج بوش خالى الوفاض تماما من زيارته لشرم الشيخ ومشاركته فى منتدى دافوس الاقتصادى الذى بدأ الأحد وينتهى الثلاثاء، وكان خطابه أمام المنتدى القشة التى قضمت ظهر البعير, حيث تمسك العرب ببارقة أمل قد تأتى فى خطاب أمام دافوس تقلل من الأثر السيئ الذى تركه خطابه الأسبوع الماضى أمام الكنيست الإسرائيلى وأظهر فيه دون مواربة مدى الانحياز الكامل لإسرائيل. لكن للأسف لم يرق مضمون خطاب بوش أمام دافوس إلى الطموحات القليلة جدا للعرب، فقد أسهب فى الكلام الذى كرره مرات ومرات دون فعل حقيقى وإذا كان العرب المشاركون غضبوا من بوش فإن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى باعته هى الأخرى، إن جاز التعبير، بثمن بخس عندما أعلنت أمام المؤتمر أن الإعلان عن أى اتفاق مع الفلسطينيين لن يتم قبل الاتفاق بصورة نهائية على البنود الرئيسية، مشيرة إلى أن الاتفاق المنشود مازال الإعلان عنه سابقا لأوانه. ما يعنى أن إسرائيل لن تحقق طموح بوش الذى يسعى إلى تحقيق نجاح فى القضية الفلسطينية يذكره له التاريخ قبل انتهاء ولايته الثانية بنهاية السنة وبالتالى يعتبر رحيل بوش من شرم الشيخ رحيلا مبكرا من مسرح القضية الفلسطينية نهائيا. وجد حضور المنتدى صورة الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) فى أسوأ ملامحها لدى مقابلته بوش ومبارك وعبدالله الثانى خلال المنتدى لدرجة أن بعض مرافقيه أشاروا إلى تفكير أبو مازن الجاد للاستقالة بعد اليأس الذى ألم به نتيجة السياسة الأمريكية الخاطئة جدا فى المنطقة. ورغم الاستقبال الحافل بروتوكوليا لبوش على الجانب الرسمى فى شرم الشيخ، إلا أن المسئولين وعلى رأسهم الرئيس حسنى مبارك انتقدوا انحياز بوش لإسرائيل فى سابقة تعد الأولى التى يذكر فيها مبارك هذا الأمر أمام بوش شخصيا، فيما لم يتحمس الملك عبدالله الثانى الذى حضر إلى المنتدى للقاء بوش أو حتى الاستماع لخطابه أمام المنتدى وهو ما أكد تكهنات بمدى التدهور الذى ألحقته سياسة بوش فى المنطقة بالعلاقة مع أهم حلفائه إسرائيل ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية.
