"أنا كنت بشتغل فى هيئة النقل العام وعملت عمليتين فى عنيا، دلوقتى بشوف بعين واحده بس، وباخد 300 جنيه معاش ما بيكفوش طبعا مع إنى عايش أنا ومراتى لوحدنا، عندى ابنين فى السعودية، واحد بيشتغل نقاش مع أنه معاه بكالوريوس خدمة اجتماعية، والتانى معاه ليسانس آداب.. والله ما أعرف بيشتغل أيه هناك، أنا معرفش الدنيا بقت عاملة كده ليه، بس نفسى تبقى أحسن من كده، والعيال يتعينوا ويشتغلوا، ويزودولنا المعاش حبة، ويبقى فيه تأمين صحى يعمل لنا نضارات" هذه هى كل أحلام الحاج محمد عبد العزيز (73 سنة)، وهذه هى البدائل التى يراها حلولاً سحرية لحل كل مشكلات مصر التى يصر على أنها "أم الدنيا". المواطن المصرى أقدر الناس على معرفة مشاكله التى لا تنتهى، والناس فى الشوارع وعلى المقاهى والأرصفة يثرثرون عن همومهم، يطرحون حلولاً وبدائل تصيب وتخطئ، لكنهم فى حاجة إلى من يسمعهم، لأنهم وحدهم يعيشون الأزمات ويحترقون بنارها. "والله العظيم كتر خير الريس ألف مرة، والوزرا وكل الناس، إحنا 75 مليون بنى آدم، هو إحنا مليون ولا اتنين، الحمد لله طبعا، عندنا الأنفاق والكبارى اللى مش عند حد، هو الريس هيعمل أيه تانى"، هكذا تحدث الحاج مصطفى متولى(75 سنة)، قائلاً: كنت بشتغل فى الحديد والصلب، رجلى دى الدم مبيوصلهاش لحد الركبة، ورجلى التانية ما بقدرش أقف عليها وعندى السكر، باخد معاشى 225 جنيهاً، وبصرف منه على 6 أنفار، هاعمل أيه؟ بس والله الريس هيعمل أيه تانى؟ أنا عندى ولدين ما بيشتغلوش عشان مفيش تعيينات وأنا بحاول أحوط عليهم وأديهم مصروف عشان أبعد عنهم الغلط، بس هو إحنا فى عهد عبد الناصر ولا السادات كنا بناخد كام؟ وبعدين ما الحكومة زودت الأسعار علشان تدينا العلاوة، يعنى هتعمل أيه تانى؟ الحل أن الواحد يبص للبلاد اللى فيها مجاعات، ويقول: الحمد لله. الجواز هو المشكلة الأساسية فى حياة المصريين، كما يرى محمد السيد، (35 سنة)، بائع، مضيفاً: "ياريت تشوفوا حل فى الجواز، الناس تتجوز إزاى يعنى، أنا لحد دلوقتى مش عارف أتجوز. ارتفاع الأسعار والكلام ده موجود فى الدنيا كلها، وأنا شايف أن الحل أن الحال يتعدل شوية ونعرف نتجوز. "الناس ما بتتعاملش بطريقه كويسة، والأسعار ارتفعت كتير، والمسئولين وضباط القسم بيتعاملوا مع البياعين على أنهم "زبالة"، والحل كما يراه جمال هو "شوية ضمير قد كده والدنيا كلها تبقى أحسن"، وحدد نصف عقلة إصبعه بإصبع آخر. أم عصام (60 عاماً)، ليس لديها إلا مشكلة واحدة، وهى ابنها الأمى المريض البالغ من العمر (24 عاماً)، "عاطل وعايزة أجوزه، والدولة مش بتساعدنا فى حاجة، أنا رأيى أنهم يبنوا مصنع فى سينا ولا فى الصحرا ويلموا فيه الشباب العاطل، بدل المشاريع اللى بنسمع عنها كل يوم والتانى وما لهاش فايدة". أحمد الشيمى، شاب يقضى وقته على المقهى، يلخص مشكلة هذا البلد فى جملة واحدة، مستشهداً بالآية الكريمة: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، ويقول: البلد دى مشاكلها كتيرة ومش هتتحل إلا لما الناس تفوق، والناس "الكبار" ما لهمش دعوة، هم ما لهمش شغلة غير أنهم يطلعوا قرارات، المهم إحنا رد فعلنا أيه على قراراتهم. عم حسونة عبد الجيد غازى (57 سنة)، سائق توك توك، يقول: الدنيا اتقل خيرها.. فقر ومرض وعلل، والحكومة لازم تعمل لنا معاش يخلينا نربى عيالنا ومستشفيات مجانى، لكن فين يا حسرة، أنا لو بأيدى أرفد الوزرا دول، وأعين مكانهم ناس يكونوا عارفينا وعارفينهم، بس يبقى رأيهم من دماغهم ومن اللى شايفينه بعينهم. سيد عبد الهادى الشهير بأبو رحمة يقف على عربة فول، يقول: لو بس الحكومة تتقى الله فينا ويبقى فيه قانون يتطبق على الوزير قبل الغفير مصر هاتكون أحسن بكتير، أنا عشان أقف الوقفة دى بدفع للقسم والمرافق والحى وبتوع الكارتة، يعنى اللى بيجى باليمين بيروح بالشمال. الحاج رأفت الشعراوى موظف بالوحدة المحلية يرى أن البديل يكمن فى حرية الرأى والتعبير "الناس لازم تتكلم وما تخفش بس يتكلموا بحدود، الناس لو أتكلمت صوتهم هيوصل بس يختاروا الطريق الصح". محمود محمد بسيونى طالب الثانوية العامة يرى أن البديل فى السياسيين "ياريت اللى بيتكلموا فى السياسة يروحوا للناس يفهموا منهم ويساعدوهم بدل ما يطلعوا فى التليفزيون ويسافروا بره وبس".