تسأل قارئة عن خطورة إصابة والدها بالقدم السكرية، وقد أخبرها الأطباء أن الحل الوحيد هو البتر، فهل يوجد علاج آخر غير البتر؟ تجيب على السؤال الدكتوره إيناس شلتوت، أستاذ الأمراض الباطنة والسكر بطب القاهرة: توجد ثورة جديدة فى علاج القدم السكرى، وفيها تستخدم الهندسة الوراثية فى استخدام مواد حديثة مثل عامل النمو المنتج من الصفائح الدموية، ويسمى بيكابليزمين، ويستخدم كدهان موضعى على قُرح القدمين، ويساعد على التئامها، ويؤدى استخدام عوامل النمو إلى سرعة شفاء الجروح المسببة للقدم السكرى فى مرضى السكر. حديثا تم إنتاج أجزاء من الجلد المصنّع عن طريق الهندسة البيولوجية لتغطية أماكن القرح والجروح فى مرضى القدم السكرية، إضافة إلى العلاج المنتشر حاليا، وهى الجراحة المعروفة بالبتر. أما عن مرض القدم السكرية فهو من أخطر مضاعفات مرض السكر، حيث يصاب بها من (10 – 25 %) من مرضى السكر، وهى أهم أسباب دخول المريض المستشفى، وأهم أسباب بتر القدمين، حيث يحتاج 1% من مرضى السكر سنويا إلى إجراء عمليات البتر. وتنتشر الإصابة بالمرض فى الرجال عنها فى السيدات بنسبه 2 : 1، وأكثر سن عرضة للإصابة بين 40 – 60، وغالبا ما ترتبط الإصابة بالقدم السكرى بطول مدة الإصابة بمرض السكر، وفى بعض الأحيان يصاب مريض السكر بالقدم السكرى قبل تشخيص مرض السكر نفسه. تحدث أعراض القدم السكرية نتيجة لنقص كمية الدم الواصلة للقدمين نتيجة لإصابات الأوعية الدموية، بالإضافة إلى حدوث التهابات الأعصاب الناتجين عن الإصابة بمرض السكر، ويتعرض المريض للإصابة بالمضاعفات إذا أهمل علاجه، ولم يهتم بضبط نسبة السكر فى الدم، وبالتالى تتأثر الأوعية الدموية وتحدث المضاعفات. مرض مثل اعتلال الشبكية الذى يؤدى إلى نقص حدة الإبصار أو مضاعفاته على الكليتين التى تؤدى إلى اضطراب وظائفها، وتشير د.إيناس شلتوت إلى أن الإصابة بمرض السكر تؤدى غالبا إلى إصابة الأوعية الدموية الطرفية، وضيق فى شرايين القدمين، مما يؤدى إلى نقص سريان الدم للقدمين، وبدوره يقل وصول الأوكسجين والغذاء لأنسجة جلد القدمين، ويسبب ذلك عدم التئام الجروح وحدوث القرح والالتهابات فى قدم مريض السكر، مما يشعره بضعف الإحساس فى القدمين. وشعوره بشكشكة أو تنميل أو بوخز الإبر وفى المراحل المتقدمة قد يفقد المريض الإحساس بالقدمين تماما، ولا يكون قادرا على الإحساس بالآلام أو تغييرات الحرارة، وقد تصاب القدمين بجروح لا يستطيع المريض ملاحظتها أو الشعور بها، وتكون أكثر عرضة للتلوث. وهناك طرق تشخيصية حديثة لاكتشاف إصابة الأوعية الدموية قبل أن تبدأ الإصابة أو فى مراحلها الأولى، وذلك باستخدام ميكروسكوبات خلوية أو عن طريق الليزر لدراسة سريان الدم وسرعته داخل الشرايين. والوقاية من المرض تتطلب فحص الطبيب لمريض السكر دوريا، والكشف على قدمه فى كل زيارة، وعلى المريض وأهله أن يتابعا القدمين بصفة مستمرة لاكتشاف البثور والخدوش والمناطق التى تغير لونها ويفضل استخدام المرآة حتى يستطيع المريض رؤيته أسفل قدمه، وينصح أيضا مريض السكر باستخدام أحذية مجهزة من خامات تتوائم مع الضغط على القدمين، وتستخدم فى صناعتها مادة البرستازوت، ويفضل لمريض السكر أن يكون حذاؤه عريضا من الأمام ليعطى الراحة اللازمة للأصابع وتجنب المشى حافى القدمين، مع ضرورة غسل القدم يوميا بالماء الفاتر والصابون وتجفيف القدم جيدا، ولكى يتغلب مريض السكر على مضاعفات المرض، يجب أن تصل نسبة السكر الصائم بالدم إلى أقل من 110 – 130، وأن يكون مستوى الهيموجلوبين السكرى أقل من 6,5 – 7%، والتحكم الجيد فى نسبة الكوليستيرول فى الدم بحيث لا يزيد عن 180 ملليجرام، وألا تزيد نسبة الدهون الثلاثية عن 150 ملليجرام، وتوجد بعض الأدوية الآن التى يبدأ استخدامها مع بداية الإصابة بمرض السكر لكى تمنع الإصابة بالمضاعفات على الأوعية الدموية، ويفضل تناول قرص إسبرين يوميا. تواصلوا معنا بإرسال أسئلتكم واستشاراتكم على [email protected]