نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، فى كشف غموض حادث مقتل والدة سفير مصر بإحدى الدول الإفريقية وأحد أبنائها داخل شقتهما بمنطقة الزمالك، والذى تبين أن عاطل وراء ارتكاب تلك الجريمة البشعة بدافع السرقة، والذى اعترف بسماعه حديث المجنى عليه مع أحد أصدقائه لإيقاظه لأداء صلاة العيد نظراً لوجوده بمفرده، وهو ما دفعه للتسلل للشقة ليلا لسرقتها إلا أنه فوجئ بالمجنى عليه مستيقظا وتعدى عليه بسكين وأصابه، إلا أن المتهم تمكن من الحصول على السكين والتعدى على المجنى عليه وذبحه، وأثناء ذلك فوجئ باستيقاظ والدته فانقض عليها على سريرها وضربها بالعكاز الخاص بها ثم ذبحها هى الأخرى ومن ثم قام بطمس بصماته من المكان وقام بالاستحمام بالبشرة لغسل آثار الدماء وفر هاربا حتى تم ضبطه. تفاصيل تلك الجريمة تعود إلى أول أيام عيد الأضحى حيث تلقى العميد عارف يونس مأمور قسم شرطة قصر النيل بلاغا من "عبد الموجود عبد المحسن موسى" 42 سنة حارس عقار بشارع أبو الفدا فى الزمالك ومقيم منيا القمح بمحافظة الشرقية، بأنه لدى طرقه باب شقة "إقبال محمد حسين" 78 سنة مهندسة زراعية بالمعاش ومقيمة بالطابق الأرضى بالعقار محل البلاغ لتهنئتها بعيد الأضحى المبارك لم تتجاوب، ولعلمه بأنها ينتابها حالات إغماء فتوجه لشرفة المطبخ المطلة على منور العقار فاكتشف مقتلها و نجلها "تامر توفيق سعيد" 48 سنة مهندس حر ومقيم بذات العنوان. وعلى الفور انتقل المقدم محمد السيد رئيس مباحث القسم، ورجال المباحث إلى مكان البلاغ وعثروا على جثة الأولى (مسجاة على ظهرها أعلى سرير غرفة النوم ترتدى ملابسها كاملة، مصابة بجرح قطعى غائر بالرقبة)، كما عثر على جثة نجلها (مسجاة على وجهه بأرضية مطبخ الشقة ويرتدى تيشيرت وعارى الجسد من أسفل، مصاب بجرح قطعى غائر بالرقبة). بإخطار اللواء خالد عبد العال مدير أمن القاهرة، أمر بسرعة تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء هشام العراقى مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وكانت من أهم بنودها إعادة مناقشة حارس العقار عن ظروف وملابسات العثور على جثتى المجنى عليهما، ومحاولة الوصول لشهود رؤية للواقعة وحصر وفحص المترددين على المجنى عليهما وحصر علاقات وخلافات المجنى عليهما وما قد يرقى لأن يكون دافعاً لارتكاب الحادث وحصر وفحص النوعيات الخطرة المشهور عنهم ارتكاب مثل تلك الوقائع وتجنيد المصادر السرية للحصول على المعلومات. ومن خلال التحريات أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة "عبد الله محيى الدين عبد الحفيظ" 27 سنة عاطل مقيم دائرة قسم شرطة المرج والسابق اتهامه فى القضية رقم 9744 لسنة 2011م قصر النيل "شروع فى سرقة مسكن"، وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة أمكن ضبطه وتبين إصابته بجرح قطعى باليد اليمنى. وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بدافع السرقة وقرر بأنه أثناء سيره بالمنطقة محل الحادث تنامى إلى سمعه حديث المجنى عليه مع أحد أصدقائه مفاده طلب إيقاظه لأداء صلاة العيد نظراً لوجوده بالمسكن بمفرده، فاختمرت فى ذهنه سرقته، وتنفيذاً لذلك تسلل لمسكن المجنى عليهما عن طريق تسلق شرفة المسكن وفور دخوله فوجئ بالمجنى عليه مستيقظاً ممسكاً بيده سكين وحال مشاهدته قام المجنى عليه بالصياح مستغيثاً وتعدى عليه محدثا إصابته بيده، ألا أنه تمكن من استخلاص السكين منه وأحدث إصابته بجرح قطعى بالرقبة وقام بضربه على رأسه بآلة حادة "يد هون" (تحصل عليها من المطبخ) حتى تأكد من وفاته. وأضاف المتهم فى اعترافاته، أنه وأثناء ذلك استيقظت المجنى عليها الأولى فقام بضربها على رأسها بعكاز خشبى كان بجوارها ثم تعدى عليها بالسكين محدثاً إصابتها بجرح ذبحى بالرقبة، ثم ارتدى قفازا طبيا عثر عليه داخل المسكن لإخفاء بصماته واستولى على مبلغ مالى 800 جنيه وهاتف محمول وعقب ذلك قام بالاستحمام بحمام الشقة لإزالة آثار الدماء، وفر هارباً من شرفة غرفة نوم المجنى عليه "مكان دخوله" واستوقف سيارة أجرة وتوجه إلى مستشفى شيراتون الكائنة بدائرة سكنه لعلاج إصابته. كما تم بإرشاده، ضبط الهاتف المحمول والملابس التى كان يرتديها وقت ارتكاب الواقعة وبها آثار الدماء وأقر بإنفاقه المبلغ المالى متحصلات الحادث على متطلباته الشخصية وبالاستعلام من مستشفى الشيراتون أمكن التوصل إلى صورته حال دخوله المستشفى بكاميرا المراقبة، وكذا مثبت بالدفتر إيصال بقيامه بسداد مبلغ 130 جنيها، مقابل عمل غرز وغيار وتحرر عن ذلك ملحقا للمحضر الأصلى وأخطرت النيابة العامة التى تولت التحقيق.