افتتح مهرجان كان السينمائى مساء الأربعاء دورته الحادية والستين بمشاركة عدد كبير من النجوم وسط أجواء سياسية مع عرض فيلم "بلايندنس" (العمى) أول الأفلام المتنافسة على السعفة الذهبية. افتتح المهرجان السينمائى الفرنسى كلود لانزمان (82 عاماً) مخرج فيلم "المحرقة" الذى يتناول المحرقة النازية. وقال "كما أنه ليس هناك إلا إنسانية واحدة، فليس هناك إلا سينما واحدة" معتبراً أن عظمة مهرجان كان تكمن فى أنه يصل بين "طرفى الطيف" من "جاكى براون" لكوينتن تارنتينو إلى "المحرقة". كان رئيس لجنة الحكام الأمريكى شون بن أطلق "نداء إلى موزعى الأفلام من أجل دعم الأفلام التى لا تحصل على جوائز"، تميزت سهرة الافتتاح كذلك بحضور رمز آخر من فترة الستينيات هو المغنى ريتشى هافنز الذى غنى "فريدم" على المسرح، كما حدث فى مهرجان وودستوك الهيبى عام 1969 وألهب حماسة الحضور. سبق الحفل صعود درجات المهرجان الشهيرة وخصوصاً مع فريق عمل "بلايندنس" ومن بينهم المخرج البرازيلى ميريلس والأمريكيان جوليان مور ودانى غلوفر والمكسيكى غايل غارسيا برنال ليكونوا أول النجوم الذين وطأوا السجاد الأحمر لمهرجان كان الحادى والستين. وبعد ست سنوات على عرض فيلمه "مدينة الله"، خارج المنافسة الرسمية حول حرب العصابات فى ريو والذى حقق نجاحاً باهراً، يخوض ميريلس المنافسة لنيل السعفة الذهبية مع فيلمه المقتبس عن رواية "العمى" التى تتحدث عن انتشار وباء غامض يصيب بالعمى للكاتب البرتغالى جوزيه ساراماجو الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 1998، امرأة واحدة لا يصيبها الوباء تحتفظ بأخلاقياتها فى عالم تنهار روابطه الاجتماعية والأخلاقية. أكد ميريلس خلال مؤتمر صحفى أن قوة التاريخ تنبع من القراءات المختلفة الفلسفية والسياسية والأخلاقية لهذه الرواية التى تكشف "هشاشة الحضارة". وقارن غلوفر الممثل الملتزم بين العمى فى الفيلم ولا مبالاة العالم إزاء المآسى التى تشهدها دول مختلفة. وقال "فى هذا العالم لا نرى الآخرين. الفيلم يتحدث عن مدى قدرتنا على رؤية ما يجرى حولنا". ينطلق المهرجان فى وتيرته الحثيثة ليكشف عن فيلمين آخرين مترقبين هما "فالتس ويز بشير" للإسرائيلى أرى فولمان و"ليونورا" للأرجنتينى بابلو ترابيرو قبل بدء عرض أول الأفلام الفرنسية الثلاثة المشاركة فى المسابقة الجمعة. وسيعرض الجمعة أول الأفلام الفرنسية الثلاثة المتنافسة على السعفة الذهبية "أن كونت دو نويل" (قصة عيد الميلاد) للمخرج ارنو ديبلوشان. ويروى هذا الفيلم قصة عائلية مضطربة من بطولة كاترين دونوف التى تجسد دور والدة ماتيو امالريك الذى يؤدى دور ابن يعانى من حرمان عاطفى تتمحور حوله الخلافات.