حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد استهداف شركات التبغ للنساء، خاصة فى الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض، كما حذرت المنظمة من تكرار ما فعلته شركات التبغ فى منتصف الثمانينات عندما أدت الدعاية والأنشطة التسويقية المكثفة لشركات التبغ إلى أن قفزت نسبة المدخنات فى بعض الدول مثل اليابان من حوالى 8% إلى أكثر من 18% فى غضون بضع سنوات. وذكر بيان لمنظمة الصحة العالمية وزعته اليوم، السبت، أن المسح العالمى لاستهلاك التبغ بين الشباب أظهر أن استخدام الفتيات للتبغ ما بين عمر 13 إلى 15 عاماً حول العالم فى تزايد مستمر وأن الفجوة بين الفتيان والفتيات أصبحت ضئيلة وفى بعض الدول يدخن كثير من الفتيات الآن مثل الفتيان. وأشار البيان إلى أن النساء تمثل نحو 20% من المدخنين الذين يزيد عددهم على المليار مدخن حول العالم إذا يبلغ عددهم حوالى 200 مليون، وهذا الرقم فى تزايد مستمر، كما أن نسبة استخدام المنتجات الأخرى للتبغ مثل الشيشة والتبغ غير القابل للتدخين تتزايد بين النساء فى العديد من الدول، خاصة فى إقليم شرق المتوسط. وتحذر اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ من تزايد التدخين والاستخدامات الأخرى للتبغ بين النساء والفتيات حول العالم. وأوضح البيان، أنه كما حدث فى سائر أنحاء العالم، فإن الفجوة بين تدخين الفتيات وتدخين الفتيان فى بعض دول إقليم شرق المتوسط قد تضاءلت فى السنوات الأخيرة وارتفع استخدام التبغ بين النساء فى دول الإقليم، خاصة بين الفتيات حيث تروج شركات التبغ القناعة بأن التدخين يحافظ على رشاقة المرأة ويجعلها أكثر جاذبية وأن استخدام التبغ يمثل رمزاً لتحرر المرأة واستقلالها. ولفت البيان إلى أن نسبة تدخين الفتيات فى سن الدراسة تشهد تزايدا سريعاً، حيث بلغت 19.5% فى إيران و22.4% فى الصومال و26.8% فى سوريا و27.7% فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، و54.1% فى لبنان وغيرها. وذكر بيان لمنظمة الصحة العالمية وزعته اليوم، السبت، أن إقليم شرق المتوسط يمثل ثانى أعلى معدل عالمى لاستخدام الفتيات لمنتجات أخرى للتبغ من غير السجائر والتى بلغت 9% وتشمل الشيشة والتبغ غير القابل للتدخين "الممضوغ أو المستنشق" بنسب تتجاوز 30% فى لبنان و20% فى الأردن، وسوريا والإمارات وفلسطين. وأكد البيان، أنه مع تغير العادات الاجتماعية أصبح المجتمع أكثر تقبلا لاستخدام النساء للتبغ فى كثير من الدول رغم وخامة مشكلة تدخين النساء إذ تفيد الدراسات بأن النساء أكثر استعدادا لإدمان النيكوتين من الرجال مما يجعل إقلاعهن عن استخدام التبغ أصعب. وأوضح البيان، أن استخدام الأم للتبغ يزيد من المخاطر الصحية والسلوكية بين الأطفال والرضع مثل اضطراب ضغط الدم وانشقاق سقف الفم والشفه وفقر الدم ومغص الأطفال ومتاعب فى الصدر ومشاكل فى الجهاز التنفسى والعين والتخلف العقلى واضطراب نقص الانتباه والاضطرابات السلوكية ومشاكل النمو. وأشار البيان إلى أن النساء تعانى من ناحية أخرى من مشكلة التدخين السلبى، فبالرغم من أن معظم المدخنين هم من الرجال إلا أن كثيراً من الأطفال والنساء يتأثرون بالتدخين السلبى الذى يتسبب فى وقوع 600 ألف حالة وفاة مبكرة سنوياً على مستوى العالم معظمها من النساء بنسبة 64% ويعيش الكثير من صغار السن فى إقليم شرق المتوسط فى منازل غير خالية من التدخين وهم معرضون للتدخين السلبى أيضا فى الأماكن العادية. وذكر بيان منظمة الصحة العالمية، أن التدخين السلبى هو مزيج من الدخان الناتج عن احتراق طرف السيجارة والدخان الخارج من زفير المدخن، وهو يسبب سرطان الرئة لغير المدخنين ويزيد من مخاطر التعرض لأمراض الشرايين التاجية ومن المؤسف أن النساء غالباً ما تجد صعوبة فى المطالبة بمكان خالٍ من التدخين حتى داخل منازلهن. ومن المقرر أن يحتفل المكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط باليوم العالمى للامتناع عن التدخين، وذلك يوم 2 يونيو القادم والذى يقام هذا العام تحت شعار "التبغ والجنسين" بمقر المكتب الإقليمى للمنظمة بمدينة نصر. وسيتم خلال الاحتفال تكريم عدد من الوزراء والشخصيات العامة من بينهم مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان، تقديراً لدورهم ومساهمتهم فى مكافحة ومواجهة ظاهرة التدخين. ووجه المكتب الإقليمى الدعوة إلى مختلف القنوات الإعلامية والتليفزيونية والإذاعية والصحف للاشتراك فى هذا الاحتفال الذى يتضمن معرضاً فنياً للصور الخاصة بحملة مكافحة التدخين التى تتبناها المنظمة وعرض أفلام الفيديو التى أنتجتها حول هذا الموضوع لتوضيح المخاطر والأضرار الصحية التى يتعرض لها المدخنون والعمل على مكافحتها والقضاء على هذه الظاهرة الصحية غير السليمة التى تعرض المدخنين لأمراض ومتاعب صحية خطيرة. تواصلوا معنا بإرسال أسئلتكم واستشاراتكم على [email protected]
