هل الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن السيارات الكهربائية؟    انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا    أول تعليق من الزمالك على تجاوزات مصطفى شلبي بعد الفوز    محمد عواد يكشف حقيقة رحيله إلى الدوري السعودي ويؤكد: "هذا سبب تراجع مستويا مع الزمالك"    إصابة 13 شخصا بحالة اختناق بعد استنشاق غاز الكلور في قنا    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    روجينا تنعي المخرج عصام الشماع    مجتمع رقمي شامل.. نواب الشعب يكشفون أهمية مركز الحوسبة السحابية    خالد الغندور يوجه انتقادات حادة ل محمد عبد المنعم ومصطفى شلبي (فيديو)    هيثم فاروق يوجه رسالة لحمزة المثلوثي بعد التأهل لنهائي الكونفدرالية| تفاصيل    ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    مطار الملك خالد يصدر بيانًا بشأن حادث انحراف طائرة عن المدرج الرئيسي    إصابة 17 شخصا في حادث مروري بالمنيا    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    عيار 21 الآن يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 في الصاغة    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    رابطة العالم الإسلامي تعرب عن بالغ قلقها جراء تصاعد التوتر في منطقة الفاشر شمال دارفور    «مسلم»: إسرائيل تسودها الصراعات الداخلية.. وهناك توافق فلسطيني لحل الأزمة    نتنياهو يعيش في رعب.. هل تصدر محكمة العدل الدولية مذكرة باعتقاله؟    أول رد رسمي من الزمالك على احتفال مصطفى شلبي المثير للجدل (فيديو)    مدحت شلبي يقدم اقتراحا لحل أزمة الشحات والشيبي    عامر حسين: إقامة قرعة كأس مصر الأسبوع القادم بنظامها المعتاد    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    شقيقة الفلسطيني باسم خندقجي ل«الوطن»: أخي تعرض للتعذيب بعد ترشحه لجائزة البوكر    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    برلمانية: افتتاح مركز البيانات والحوسبة يؤكد اهتمام الدولة بمواكبة التقدم التكنولوجي    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    التهديد الإرهابي العالمي 2024.. داعش يتراجع.. واليمين المتطرف يهدد أمريكا وأوروبا    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    "بلومبرج": الولايات المتحدة تضغط من أجل هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    قرار عاجل من الزمالك بشأن احتفال مصطفى شلبي    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    الأرصاد الجوية تكشف حالة الطقس اليوم الإثنين وتُحذر: ظاهرة جوية «خطيرة»    فيديو.. سامي مغاوري: أنا اتظلمت.. وجلينا مأخدش حقه    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    هل مشروبات الطاقة تزيد جلطات القلب والمخ؟ أستاذ مخ وأعصاب يجيب    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    هل يؤثر تراجع الطلب على الأسماك في سعر الدواجن.. مسئول بالاتحاد العام للدواجن يجيب    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    4 مليارات جنيه لاستكمال المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة لعام 24/25    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    ندوة حول تطور أذواق المستهلكين بالمؤتمر الدولي للنشر بأبوظبي    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    في أحد الشعانين.. أول قداس بكنيسة "البشارة" بسوهاج الجديدة |صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خريطة المستشفيات المتعطلة بالمحافظات.. الحلقة الأولى.. قلوب تتوقف بفعل الإهمال ومليارات تم إنفاقها على 101 مستشفى ووحدة صحية معطلة ب8 محافظات.. ومواطنون يلفظون أنفاسهم الأخيرة على أبواب المستشفيات
نشر في اليوم السابع يوم 02 - 09 - 2015


نقلا عن العدد اليومى...
من المعايير التى توضع فى الاعتبار عند قياس حجم تحضر الدول، ونجاح حكوماتها، معيار «الصحة» ومنظومتها، وكم ينفق عليها من ميزانية الدول، وإلى أى مدى تقدم المستشفيات خدمة طبية متميزة للمواطنين.
فى مصر لا يمكن القول إن هناك حكومة جاءت لهذا البلد، ونجحت فى فتح ملف المنظومة الصحية ومعالجة المشاكل المتراكمة التى تعانى منها تلك المنظومة باستمرار، لا سيما ملف المستشفيات المتعطلة، أو المستشفيات التى تخضع لعمليات تطوير منذ سنوات ولم تنته بعد، والذى يعد شاهد عيان على كثير من الفشل، بل فى بعض الأحيان الفساد.
ففى الوقت الذى نعانى فيه من كارثة نقص عدد المستشفيات، وموت العشرات من المرضى لعدم وجود أماكن تكفى لعلاجهم، هناك مبانٍ تقف على جدران فقط بداخلها أجهزة طبية، لا تعمل لسنوات طوال، فى انتظار انتهاء التطوير الذى يجرى فيها، ورغم الملايين التى أنفقت على هذه المستشفيات، فإن أعمال التطوير لم تكتمل، وكأن المسؤولين أمنوا أنه لن يتم سؤالهم عنها.
101 مستشفى ووحدة صحية فى 8 محافظات فقط تم إنفاق مليارات عليها.
وإذا كان الحال يتعلق كذلك بملف المستشفيات المعطلة، فإن الأمر أكثر كارثية، خاصة فى الأقاليم، حيث البعد عن الأضواء والكاميرات والمسؤولين، وحيث الفقر المدقع والإهمال فى حياة البشر التى لا تساوى شيئا، حيث تعانى أقاليم كاملة من عدم وجود وحدات صحية أو مستشفيات لعلاجهم، لأن الأماكن المنوط بها تلقى العلاج فيها مغلقة وتحولت لخرابات. «اليوم السابع» تفتح ملف المستشفيات المغلقة والمعطل العمل بها فى 25 محافظة على مستوى الجمهورية، لتكشف كارثة من العيار الثقيل، عن عدد كبير من المستشفيات المغلقة لأكثر من سبب، وعن أرقام خيالية لملايين الجنيهات تم صرفها دون جدوى، وأعوام مرت دون أن تنتهى اعمال التطوير. المؤلم أكثر كانت حكايات وقصص مأساوية لعشرات الآلاف من المواطنين الذين ماتوا لأنهم لم يجدوا مكانا يعالجون فيه، وبعضهم رحلوا بسبب لدغات الثعابين والعقارب التى لم يتم إسعافهم منها بسبب تعطل الوحدات الصحية والمستشفيات القريبة من قراهم، أو عدم وجود المصل بها.
فى ملف «المستشفيات المتعطلة» رصدنا حكايات مرضى الفشل الكلوى الذين يقطعون المسافات للغسيل بسبب تعطل وحدات الغسيل بمستشفياتهم، رصدنا كذلك معاناة مرضى السرطان وكل مآسى أصحاب الأمراض المزمنة بسبب توقف او تعطل الوحدات الصحية والمستشفيات القريبة من محل سكنهم.
فى ملف الوحدات الصحية المتعطلة نعرض قصص مبانٍ سكنتها الأشباح، وأخرى تحولت لوكر لمتعاطى المخدرات، وثالثة أنفقت عليها الدولة الملايين ولم تعمل، ورابعة تم الإعلان عن بدء تشغيلها والعمل بها إلا أن الأوضاع على الأرض تقول إنها توقفت بسبب عجز الأطباء وأطقم التمريض لتصبح مكاناً أبوابه مفتوحة ولكنه لا يقدم أى خدمة علاجية. «اليوم السابع» تضع هذا الملف الكارثى موثقا بالأرقام وبالصور أمام أعين المسؤولين فى مصر، كاشفة مأساة مواطنى 25 محافظة غير القاهرة والجيزة من المستشفيات المغلقة والمعطل العمل بها.
الإسكندرية/ بعد إنشائها بنصف مليار جنيه.. مستشفيات المنحة الهولندية ال3 «خارج الخدمة».. «برج العرب» و«سموحة للطوارئ» يعملان بطاقة 25% ومستشفى الأطفال لم يُفتتح بعد
الإسكندرية - جاكلين منير
بالرغم من الاحتياج الشديد لمستشفيات جديدة بالإسكندرية لسد النقص وتقديم خدمة طبية جيدة ورفع كفاءة منظومة الصحة ككل، إلا أن هناك بعض المستشفيات التى تحظى بإمكانيات هائلة، معطلة ولا تقدم الخدمة المطلوبة، ومنها 3 مستشفيات جامعية، وهى مستشفى سموحة الجامعى للطوارئ ومستشفى الأطفال بسموحة ومستشفى برج العرب الجامعى، والتى بدأ إنشاؤها منذ عام 1995 بمنحة هولندية قيمتها 500 مليون جنيه إلا أنها لم تعمل حتى الآن، رغم انتهاء أعمال الإنشاءات عام 2004.
ولا يزال مستشفى سموحة الجامعى للطوارئ معطلا وغير مستغل، ويعمل بطاقة 25 % فقط، أى بطاقة 50 سريرا من 210 أسرة، ونفس الأمر بالنسبة لمستشفى الأطفال الذى يحتوى على 400 سرير و47 حضانة، 44 جهاز تنفس صناعيا، و16 غرفة عناية مركزة و4 سيارات إسعاف ووحدة غسيل كلوى ووحدة الأشعة، إلا أنه إلى الآن لم يتم افتتاحه، ولم يختلف الأمر كثيرا فى مستشفى برج العرب التى تعمل على استقبال المرضى بالعيادات الخارجية فقط.
وتعود أزمة مستشفى سموحة للطوارئ إلى الفضيحة الكبرى التى وقعت العام الماضى، والتى كانت السبب فى الإطاحة برئيس الجامعة السابق الدكتور أسامة إبراهيم، بعد تنظيم ما أطلق عليه فى ذلك الوقت «مسرحية افتتاح وهمى» لرئيس الوزراء إبراهيم محلب للمستشفى العام الماضى، وتوقف المستشفى بعد انتهاء الزيارة عن استقبال حالات لعدم وجود أطباء وتمريض.
وبالرغم من تصريحات الدكتور إبراهيم مخلص، عميد كلية طب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية بالإسكندرية السابقة حول وجود خطة تصاعدية لتشغيل مستشفى سموحة الجامعى للطوارئ، وزيادة عدد استقبال حالات الطوارئ بشكل تصاعدى، لترتفع تدريجيا من 45 سريرا إلى 60 سريرا خلال 3 أشهر، ثم تشغيل المستشفى بكامل طاقته خلال 6 أشهر، وأيضا محاولة التغلب على تلك المشكلات من خلال العمل بنظام الساعة للممرضات، للتحفيز على العمل، وإنشاء مدارس التمريض داخل المستشفيات الجامعية، إلا أن المستشفى لم يشهد أى تحسن ولم يعمل بكامل طاقته إلى الآن، بل وأصبحت الخدمة فى المستشفى سيئة جدا.
وشكا أهالى المرضى المترددون على المستشفى من سوء الخدمة والمعاملة، وقال زوج إحدى السيدات وهو يبكى ويشكو من الإهمال الشديد إن زوجته تم وضعها 15 يوما داخل غرفة العناية المركزة دون أن يراها طبيب واحد طوال تلك المدة، كما شكا والد طفل مريض داخل المستشفى من إجراء عملية لنجله تسببت فى تشوه الوجة، وشكا ثالث وهو طالب من وفاة ثلاثة من أصدقائه تم نقلهم إلى المستشفى نتيجة الإصابة فى حادث سير، واتهم إدارة المستشفى بالإهمال والتسبب فى وفاة زملائه داخل المستشفى، كما شكا من سوء معاملة الإدارة وردهم المستفز عليه «اللى يموت يموت وإية يعنى».
من جانبه قال الدكتور رشدى زهران، رئيس جامعة الإسكندرية، ل«اليوم السابع»، إن مستشفى الطوارئ يعمل حاليا بطاقة 25%، وكان من المفترض وفق الخطة التشغيلية التى وضعتها الجامعة للمستشفى أن تصل إلى 60%، ولكن عقبات عجز الموارد البشرية والقانونية حالت دون تحقيق ذلك، موضحا أن هناك قوانين تمنع رئيس الجامعة أو رئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية بالإسكندرية من تعيين ممرضات وعمالة بالخدمات المعاونة اللازمة لتشغيل المستشفى بنظام العقد الموسمى، الأمر الذى يحول دون قدرة المستشفى التنافسية لجذب التمريض اللازم أو عمال الخدمات المعاونة مما يمثل عجزا كبيرا يؤثر على الطاقة التشغيلية فى المستشفيات الثلاثة.
وحول عدم افتتاح مستشفى الأطفال بسموحة والتى تدخل ضمن المنحة الهولندية، أوضح «زهران» أن المستشفى كان تحت الإنشاء وتم الانتهاء من البنية التحتية الأساسية لتشغيله إلا أن العقبة الأخيرة كانت فى استكمال نظام التكييفات، بسبب خلاف مع الجانب الهولندى، حيث يساهم الجانب الهولندى بنسبة 47% والجانب المصرى بنسبة 53%.
أما مستشفى برج العرب الجامعى، فأشار «زهران» إلى أنه ينطبق عليه نفس معوقات تشغيل المستشفيات التابعة للمنحة الهولندية، إلا أنه يعمل حاليا فى الفترة النهارية فقط بسبب نقص الموارد البشرية أيضا ويقوم باستقبال المرضى بالعيادات الخارجية.
البحيرة/ 39 مستشفى قرويا «مهجورة» تتحول لوحدات طب الأسرة.. والأطباء استغلوا الوحدات الصحية كعيادات خاصة
البحيرة - ناصر جودة - جمال أبوالفضل
على الرغم من تفاؤل الكثير من أهالى البحيرة، بعد تولى الدكتور محمد سلطان محافظا للإقليم، باعتباره طبيبا وأحد قيادات وزارة الصحة المعروفة، فإن هذا التفاؤل تبدد تماما مع تردى الحالة الصحية بالمحافظة وهو ما يعكسه الواقع على الأرض، خاصة فى القرى الفقيرة.
«اليوم السابع» حاولت رصد تلك المأساة عن قرب، وكانت البداية مع أشرف عبدالله، موظف، الذى أكد أن القطاع الصحى فى المحافظة وصل إلى حد الانهيار، وأصبحت الوحدات الصحية مهجورة تماما لعدم وجود أطباء وانعدام المستلزمات الطبية، خاصة فى وحدات قرى نديبة وحفص والغلالبة، كما أن الكثير من المستشفيات القروية أو ما تسمى بمستشفيات التكامل أصبحت خاوية على عروشها وغير مستغلة بكامل طاقتها.
وقالت إيناس أبوالنصر، معلمة: «الكثير من أهالى القرى لا يعرفون شيئا عن الوحدات الصحية، لعدم جدواها».
وأوضح شريف شعبان، المشرف العام على مجلة المجتمع الطبى بالبحيرة، أن المشكلة الحقيقية فى القطاع الصحى تتمثل فى غياب الرقابة على المستشفيات والوحدات الصحية، وكذلك العشوائية فى اتخاذ القرارات، مدللا على حديثه بإقامة العشرات من المستشفيات القروية، والتى تكلفت الملايين من الجنيهات فى عهد الدكتور إسماعيل سلام، وزير الصحة الأسبق، والتى يصل عددها ل39 ثم تم تحويلها إلى وحدات لطب الأسرة، بحجة عدم وجود إمكانيات.
وكشف محمد العربى، أن محافظة البحيرة هى المحافظة الوحيدة التى لا يوجد بها مستشفى للتأمين الصحى، وهذا يعكس مدى تدنى الأوضاع الصحية. وتحدث عبدالعظيم محمد، من منطقة النوبارية، عن وجود ترد شديد بالمراكز الصحية فى المناطق الصحراوية، مثل النوبارية وأبو المطامير وقرى الخريجين، مما يؤدى إلى ارتفاع حالات الوفاة بشكل كبير بين الأهالى، مشيرا إلى أن معظم الوحدات الصحية بتلك المناطق شبه متوقفة عن العمل.
أسوان/ 79 وحدة «معطلة» لعدم وجود أطباء.. والأهالى يقطعون 10 كيلو لإنقاذ أبنائهم من لدغات العقارب والثعابين
أسوان - صلاح المسن
تعد محافظة أسوان من أكثر المحافظات المحرومة من الخدمات الطبية، والتى تعانى من الكثير من أوجه القصور، وخاصة فيما يتعلق بعجز الأطباء بالوحدات الريفية، بجانب حاجة العديد من المستشفيات للتطوير وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات وزيادة اعتماداتها كى تتمكن من الوفاء بمتطلبات المرضى، خاصة فى القرى والنجوع والمناطق النائية والجبلية مثل وادى النقرة ووادى خريت بمركز نصر النوبة ووادى الصعايدة ووادى الرديسية ووادى عبادى بمركز إدفو، وهى أودية زراعية فى أحضان الجبال ولا تشملها الخدمة الصحية، رغم وجود وحدات صحية منشأة بالفعل.
وتحدث عدد من أهالى هذه المناطق ل«اليوم السابع» عن معاناتهم الشديدة فى حالات الطوارئ، خاصة إذا تعرضوا للدغات الثعابين والعقارب السامة، حيث يضطرون لقطع عشرات الكيلومترات للوصول لطبيب لإنقاذ مرضاهم، وهو الأمر الذى لا يختلف كثيرا فى باقى قرى المحافظة، حيث يضطر المواطنون لقطع نحو 10 كيلومترات أحيانا وخاصة بمنطقة قرى سلوا بمركز كوم أمبو، ومنطقة بنبان بمركز دراو، للوصول لأقرب وحدة أو مستشفى بها طبيب، كما يشكو أهالى إدفو قبلى شمال غرب المحافظة من سوء توزيع الأطباء.
وتوجد فى أسوان 79 وحدة صحية من إجمالى 218 وحدة صحية بدون أطباء، ورغم إرسال محافظة أسوان ومديرية الصحة الاحتياجات لوزارة الصحة مناشدات لسد هذا العجز الصارخ فى أعداد أطباء الرعاية الأساسية المقيمين بالوحدات الصحية الريفية، إلا أن ما يقرب من ثلث الوحدات الصحية تعمل بطاقم التمريض فقط.
وتقوم مديرية الصحة بأسوان بتعويض العجز بندب أطباء من الوحدات القريبة بنظام الانتداب لمدة 3 أيام بالتبادل والدفع بالقوافل العلاجية، ولكن ذلك لا يكفى.
الشرقية/ 40 مليون جنيه مخصصة لمستشفى الطوارئ تطير فى الهواء بسبب الروتين.. 10 سنوات مرت ومستشفى الأورام لم ينته والحجة زيادة سعر الدولار.. وطبيب يكسر «قُلة» على باب «حميات فاقوس» بعد نقله منها
الشرقية - إيمان مهنى
رغم أن محافظة الشرقية من أكثر المحافظات تعدادا للسكان، فإنها تعانى من نقص فى الخدمات الطبية، بسبب تعثر تطوير عدد من المستشفيات التى تخدم قطاعا كبيرا من المواطنين، منها مستشفى كفر صقر الذى لجأ طبيب لكسر «قُلة» على بابه فرحا بنقلة منه، ومستشفى حميات فاقوس الذى افترش المرضى أرضه، بالإضافة لمستشفى الطوارئ الذى خصص 40 مليون جنيه لتطويره إلا أن ذلك لم يحدث، بسبب الروتين الحكومى.
ومن أبرز المستشفيات التى تعثر تطويرها بمحافظة الشرقية، مستشفى كفر صقر المركزى والذى يخدم 250 ألف مواطن يسكنون 24 قرية وتوابعها، فبمجرد دخولك المستشفى تصدم بالمبانى المتصدعة والشروخ التى أكلت أركانها، والسلالم المحطمة التى تعرض المرضى والطاقم الطبى لحوادث، فضلا عن عدم وجود مكان آدمى لقضاء المرضى حاجتهم، فدورات المياه متهالكة.
ويعانى المستشفى من نقص التجهيزات الطبية وعدم وجود وحدة عناية مركزة، فى حين يوجد مبنى تم إنشاؤه منذ أكثر من 12 عاما مكون من عدة طوابق والذى حال استكماله ودخوله الخدمة سيتم توفير غرفة للعناية المركزة التى كانت غير متوفرة بالمستشفى وغرف مناسبة وعمليات مجهزة بأحدث الأجهزة، بالإضافة إلى غرف لائقة للشؤون الإدارية، إلا أن هذا المبنى لم ينته حتى الآن. ومن الوقائع الغربية التى شهدها المستشفى هى قيام طبيب مقيم بقسم النساء والتوليد، ويدعى «لؤى محمد عبدالله»، بكسر «قلة» على باب المستشفى فور صدور قرار نقله منه، ابتهاجا بمغادرة هذا المبنى والذى وصفه وقتها بأنه لا يليق بعلاج الإنسان، بسبب ما يعانيه من قصور.
وقال مصدر مسؤول بالمستشفى، إن المستشفى مدرج ضمن المستشفيات المتعثرة فى وزارة الصحة، وسبق أن زارته لجنة من الوزارة فى فبراير الماضى للوقوف على حالته ورصدت القصور، وإلى الآن لم يتغير الحال.
نفس الأمر يعانى منه مستشفى حميات فاقوس، الذى يخدم قطاع شمال الشرقية، وأصبح مبناه متهالكا عاجزا عن توفير الخدمة الطبية اللائقة، بسبب عدم تطويره منذ عام 1970، وظل كما هو بطاقة 33 سريرا، الأمر الذى تسبب فى تلقى مريض علاجه من الحمى وهو يرقد على «حصيرة بلاستيك» مفروشة على الأرض لعدم وجود سرير.
يأتى هذا فيما توقف استكمال إنشاء ملحق المستشفى الذى بدأ العمل فيه منذ 10 سنوات، وتحول إلى مأوى للكلاب الضالة، وقال الدكتور فكرى حسين، مدير المستشفى: «إننا بالفعل نواجه أزمة بسبب انهيار المبنى القديم وعدم اكتمال المبنى الجديد، وطالبنا عدة مرات وزارة الصحة بتجهيز المبنى الجديد والذى سيحل مثل هذه المشكلات». وفى الوقت الذى يتضاعف فيه عدد المرضى، خاصة الأطفال المصابين بالأورام السرطانية، مضى عامان دون انتهاء تجهيزات وتشطيبات معهد ومستشفى الأورام التابع لجامعة الزقازيق، الذى بدأ العمل منذ عام 2003 وانتهت بعد 10 سنوات أعمال الإنشاءات.
ورغم أنه خصص لمستشفى الطوارئ بمدينة الزقازيق، قطعة أرض بمدخل المدينة من ناحية قرية الشوبك، و40 مليون جنيه للبدء فى أعمال الإنشاءات، فإنه تعطل بسبب الروتين الحكومى.
وحول تعطل المشروعين قالت جامعة الزقازيق، إن زيادة سعر الدولار تسببت فى توقف أعمال التشطيبات بمستشفى الأورام، حيث سبق أن طرحت مناقصات بقيمة 180 مليون لشراء الأجهزة، إلا أنه مع ارتفاع سعر الدولار أصبحت قيمة المعدات 200 مليونا، أما بخصوص تعطل مستشفى الطوارئ فالأرض المخصصة من المحافظة مملوكة لمديرية الأوقاف، ونجرى جهودا لحل المشكلات الإدارية الخاصة بها.
سوهاج/ المستشفيات تعمل «بنصف طاقتها» فى غياب الأجهزة الطبية.. وحدة «سفلاق» تكلفت الملايين دون أن تعمل.. ومواطنون يروون رحلات العذاب وسكك السفر فى رحلة البحث عن مستشفى
سوهاج - عمرو خلف
أصبحت الوحدات الصحية بمحافظة سوهاج قنابل موقوتة على وشك الانفجار، فهناك وحدات بداخلها أجهزة بملايين الجنيهات لا يوجد بها أطباء وتفتح أبوابها فقط أمام الجمهور بلا فائدة، وهناك البعض الآخر معطل عن العمل إما لعمل الترميمات، أو عبارة عن وحدة صحية مع إيقاف التنفيذ ومغلقة، مما جعل المواطنين فى حالة استياء من الإهمال.
ففى مركز «طما» يعانى سكان قرية المواطين من عطل الوحدة الصحية بسبب وجود أعمال ترميمات بالوحدة منذ 10 أشهر، حيث إن الإشراف على أعمال الترميم تابع لمديرية الصحة مباشرة، وعندما اشتكى المواطنون لرئيس الوحدة المحلية أخبرهم المسؤولون بأن الوحدة المحلية ليس لها اختصاص فى الإشراف على أعمال الترميم بهذه الوحدة.
فيما توقف العمل فى وحدتى قريتى القاوية وسليم بطما التى يبلغ عدد سكانهما معًا نحو 17 ألف نسمة، وهما مغلقتان تماما مما يضطر المواطنين للذهاب إلى الوحدة الصحية بقريتى الحديقة أو الحسامدة على بعد 7 كيلومترات، ويرجع سبب إغلاق الوحدتين إلى عدم اكتمال تأثيثهما.
أما فى مركز «ساقلتة»، فهناك الوحدة الصحية بقرية «سفلاق»، ولا يوجد بها إلا وحدة صحة الأسرة فقط، وهى وحدة مجهزة على أعلى مستوى وبداخلها أجهزة تقدر بالملايين، ولا يوجد بها أى خدمات ولا طبيب يمارس عمله والأجهزة مخزنة فى الغرف ومغلقة وغير مستخدمة، بالإضافة إلى غرفة عمليات مجهزة، لكنها مغلقة، بينما يطالب الأهالى المسؤولين بالمحافظة بتحويلها إلى مستشفى تكاملى دون جدوى.
أما الوحدة الصحية بقرية الشيخ على، فهى مجهزة على أحدث مستوى، ولكن معطلة تماما، ولا يوجد بها أى أطباء، مما يضطر المواطنين إلى الذهاب إلى مستشفى ساقلتة العام.
وهناك أيضا وحدة صحة قرية التراسية بمركز ساقلتة، وهذه القرية بها أكثر من 8 آلاف مواطن، وهى مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، ولا يوجد بها إلا طبيب واحد ممارس، ولكنه لا يحضر إلى الوحدة إلا كل فترة تصل إلى عدة أشهر، وهناك الوحدة الصحية بقرية عرب بنى واصل يوجد بها طبيب واحد فقط يحضر يومين فقط فى الأسبوع وباقى الأيام الوحدة معطلة عن العمل.
ويعد مركز ساقلتة بسوهاج من أكبر المراكز، حيث إن المركز يعانى من عدم عمل الوحدت الصحية، خاصة أن العديد من المواطنين يعانون من تفشى الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوى وفيروس سى، وذلك لتلوث المياه الشديد وليس هناك أى خدمات طبية مقدمة من الوحدات الصحية أو المستشفى المركزى العام بساقلتة. وفى مركز دار السلام، هناك المستشفى المتكامل بقرية أولاد يحيى الحاجر، وهو مستشفى مغلق نهائيا منذ سنوات، ولا يوجد فيه أى أطباء مما يضطر المواطنين إلى الذهاب للوحدة الصحية بنجع العزبة.
وهناك أيضا المستشفى المتكامل بقرية أولا سال،م ولا يوجد به إلا طبيب ممارس عام وبداخله أجهزة حديثة تقدر بالملايين ولكن لا يوجد به أطباء إلا واحدا فقط، وباقى التخصصات معطلة عن العمل، مما يضطر المواطنين إلى الذهاب إلى مستشفى دار السلام المركزى.
وهناك أيضا الوحدة الصحية بنجع الضبيعة، وهى عبارة عن وحدة صحية مكونة من 3 أدوار، يوجد بها أجهزة تقدر بأكثر من 2 مليون جنيه، ولا يوجد بها إلا وحدة للأسنان وتخصص نساء وولادة فقط، ولا يوجد بها إلا طبيب ممارس عام، أما باقى التخصصات فلا يوجد بها أى تخصص.
أما الوحدة الصحية بنجع القوسة بقرية البلابيش قبلى «الشيخ امبادر» فهى مغلقة تماما رغم أنها حديثة البناء، فلا يوجد بها أطباء ولا ممرضون نهائيا، مما يضطر المواطنين إلى الذهاب إلى مستشفيات نجع حمادى.
وهناك الوحدة الصحية بنجع أحمد على بقرية البلابيش بحرى، وهى تقع أيضا بالجبل ومغلقة تماما ومعطلة عن العمل منذ سنوات، وبداخلها أجهزة، وكذلك الوحدة الصحية بقرية صديق المنشاوى التى تبعد عن مركز دار السلام قرابة 15 كيلو فى الجبل، وهى مغلقة أيضا ومتعطلة عن العمل، كما أن هناك أيضا الوحدة الصحية بقرية أولاد الشيخ شرق، وهى وحدة لا يوجد بها إلا طبيب أسنان وتخصص نساء وولادة وبداخلها أجهزة تقدر بأكثر من 3 ملايين جنيه وبها طبيب ممارس عام.
أما مستشفى دار السلام المركزى فوحدة الغسيل الكلوى به معطلة، مما يضطر المرضى إلى الذهاب إلى المستشفيات الخاصة والمستوصفات بدائرة المركز.
الإسماعيلية/ الخدمات الطبية «ناقصة» والأطباء غائبون و«أبو خليفة» مستشفى مع إيقاف التنفيذ لمدة 12 عاماً
الإسماعيلية - جمال حراجى
محافظة الإسماعيلية بها مستشفى عام يوجد داخل مدينة الإسماعيلية بالطريق الدائرى و5 مستشفيات مركزية بالقنطرة شرق والقنطرة غرب ومدينة فايد ومدينة القصاصين ومدينة التل الكبير، بالإضافة إلى مستشفى الحميات ومستشفى الصدر وعيادة للأمراض الجلدية والتناسلية بالشيخ زايد داخل مدينة الإسماعيلية، وأيضا عيادة للأمراض النفسية والعصبية بالإسماعيلية ومركز للطوارى والإصابات بالكيلو89 طريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوى، وهناك 60 وحدة صحية موزعة على مراكز ومدن المحافظة و48 وحدة رعاية أسرة تتبع مديرية الصحة بالمحافظة هذه هى خريطة المستشفيات والوحدات الصحية بالمحافظة.
معظم هذه الوحدات والمستشفيات تنقصها الإمكانيات ويشهد مستشفى الإسماعيلية العام ضغطا من المواطنين والمرضى ويشاركها المستشفى الجامعى والتابع لجامعة القناة حيث يستقبل المرضى من المحافظة ومن خارجها ومع عدم توفر الإمكانيات وخاصة فى الأدوية وأسرة العناية المركزة الأمر الذى سبب حالة من الغضب لدى المواطنين وهناك مشاكل مازالت موجودة بخصوص الخدمة الطبية المقدمة للمرضى.
أما فى المستشفيات المركزية الخمسة بالمحافظة فهى تعانى من مشاكل متعددة أبرزها مشكلة عدم توفر الإمكانيات وهى مشكلة عامة فهناك غياب الأطباء وخاصة فى مستشفيات القنطرة شرق وغرب وفايد.
ومازال موقف مستشفى أبو خليفة غامضا حتى هذه اللحظة برغم تصريحات المسؤولين وعلى رأسهم محافظ الإسماعيلية بأن المستشفى سوف يتم تشغيله بالتنسيق مع وزارة الصحة للعمل كمستشفى للطوارئ والإصابات ليخدم محافظات إقليم القناة والشرقية ومستشفى أبو خليفة تم إنشاؤه عام 2003 ومر عليه 12 عاما وهو مازال مبنيا.
أسيوط/ مستشفى التكامل معطل منذ 20 سنة بعد بنائه ب10 ملايين جنيه.. والوحدات الصحية بالبدارى ومنفلوط لم يدخلها طبيب منذ 4 سنوات
أسيوط - ضحا صالح
تشهد محافظة أسيوط كارثة كبرى، حيث أدى الإهمال لإغلاق عدد من المستشفيات والوحدات الصحية قبل افتتاحها، فبعد إنفاق الملايين على تلك المبانى، وبدلا من أن تكون مسكنا لعلاج الألم، وتداوى المرضى، أصبحت بيوتًا تسكنها الأشباح والحيوانات. ويأتى المستشفى التكاملى الصحى ب«المعلمين» على رأس المستشفيات المتوقفة، فعلى الرغم من أن مساحته تبلغ 1200 متر، وتم إنشاؤه منذ أكثر من عشرين عاماً بتكلفة 10 ملايين جنيه، ورغم تجهيزه على أعلى مستوى وبتقنيات حديثة فإنه لم يدخل الخدمة.
ونظرا للإهمال الشديد الذى لحق بالمستشفى عقب إنشائه، شكلت محافظة أسيوط والجامعة لجنة من بعض أساتذة كلية الطب فى عام 2013 وكلفتها بعمل دراسة لإعادة ترميمه ودراسة المشكلات التى تواجه افتتاحها.
وفى مركز صدفا، يعانى المستشفى الموجود به من نقص الأطباء والأجهزة وأدوات الإسعافات الأولية.
ويعد مستشفى البدارى المركزى ووحداته الصحية ضمن أكثر المستشفيات والوحدات الصحية إهمالا، كما أن غرفة العناية المركزة به مغلقة منذ فترة طويلة، وهناك العديد من الأقسام بالمستشفى لا تعمل بكاملها مثل الحضانات والعيادات الخارجية، الأمر الذى دفع العديد من الأهالى خلال الفترة السابقة لاقتحام المستشفى والتعدى على طاقم التمريض بها والعمال لعدم وجود أطباء وخدمة. والأمر نفسه بالنسبة للوحدات الصحية بقرية العتمانية.
وفى مركز الغنايم الذى يبعد حوالى 60 كيلومترا عن محافظة أسيوط، لا يوجد إلا مستشفى مركزى واحد، لا يكفى للمرضى، كما أن العديد من وحداته الصحية مغلقة، وفى أبنوب أغلقت الوحدات الصحية بالمعابدة وعرب العطيات ودير الجبراوى، لعدم وجود أطباء. ومن جانبه كشف الدكتور أحمد أنور، وكيل وزارة الصحة بأسيوط، أن المحافظة يوجد بها 53 وحدة طبية بدون أطباء خاصة فى البدارى والفتح وأبنوب.
المنيا/ أقدم وحدة صحية تتحول إلى «خرابة».. 6 وحدات لم تدخل الخدمة.. ومستشفى «برطباط» معطل منذ 18 عاماً بسبب البحث عن «مقاول شاطر»
المنيا - أيمن عيسى - حسن عبدالغفار
تظل معاناة أبناء المنيا من سوء حالة أداء الصحة مستمرة، فالمستشفيات العامه تتعامل مع المرضى على طريقة «فوت علينا بكره»، ومستشفيات التكامل بالقرى تعانى من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وتغلق أبوابها فى وجه الفلاحين فى تمام الساعة الثانية ظهراً، و«الكوسة» هى الطريقة الوحيدة للحصول على أدوية التأمين الصحى وخاصة لمرضى الكبد والحال بالمستشفيات الجامعية لا يختلف كثيراً، فأقسام الاستقبال يتم غلقها كثيرا فى وجه المرضى، إضافة إلى توقف 10 وحدات عن العمل بسبب عجز الأطباء و6 وحدات تصرخ لدخول الخدمة.
وقال الدكتور نصيف الحفناوى، وكيل وزارة الصحة، إن المنيا بها 6 وحدات صحية لم تدخل الخدمة بعد، بينها 3 وحدات تمويل إماراتى فى المنيا وسمالوط وبنى مزار، وهناك مساعى كبيرة لدخول إحداهما الخدمة خلال الأيام القادمة.
وأوضح الدكتور نصيف، أن 10 وحدات صحية متوقفة تماما عن العمل رغم جاهزيتها، وتوافر كل إمكانيات التشغيل، وذلك نظرا للعجز الشديد الذى تعانى منه المحافظة فى أعداد الأطباء.
يقول عيسى محمد، إن مديرية الصحة بالمنيا، أصدرت قرارا مأساوياً بغلق الوحدات الصحية بالقرى خلال الفترة المسائية، التى تبدأ من الساعة الثامنة مساء وحتى الثامنة صباحاً، ويتم الغلق لمدة 4 أشهر بالتناوب بين 42 وحدة جميعها تخدم القرى والعزب والنجوع، ما أثار ردود أفعال غاضبة، خاصة وأن أغلب المترددين على هذه الوحدات من البسطاء.
وأضاف أن الغلابة يواجهون الموت البطىء بسبب وقوع المستشفيات العامة بالمدن، وعدم توافر وسائل المواصلات ليلاً لنقل الحالات الطارئة، فكل وحدة صحية بقرية تخدم أكثر من 70 ألف نسمة معظمهم من الفلاحين، الذين يتعرضون للإصابة بلدغ الحشرات أثناء عملهم بالحقول، كما أن أمصال العقارب والثعابين غير متوافرة بالوحدات الصحية بالقرى.
يقول هيثم يحيى: «تحول مستشفى قرية زهرة الذى تم إنشاؤه على مساحة 3 أفدنة «تبرع»، وافتتحه الملك فاروق فى عام 1943 إلى خرابة، مشيرا إلى أن تلك الوحدة كانت مستشفى متكامل به جميع الأقسام وتجرى به عمليات جراحية ويخدم 7 قرى مجاورة».
بينما أشار جمال خيرى، إلى أنه فى عام 1997 تم إنشاء 26 مستشفى تكامليا ضمن برنامج الإصلاح الصحى، والهدف منها تخفيف الضغط عن المستشفيات العامة، وتكلف إنشاء كل وحدة أكثر من 3 ملايين جنيه، بخلاف الأجهزة الطبية، وبعد مرور أكثر من 13 عاماً على إنشائها صدر قرار وزير الصحة الأسبق الدكتور حاتم الجبلى، بتحويلها إلى وحدات طب أسرة رغم الملايين التى أهدرت عليها.
فى رحلة البحث عن مقاول جيد ضاعت حقوق أبناء 10 قرى بمركز مغاغة بعد توقف مستشفى برطباط القروى الذى توقف العمل به عام 98 للتطوير، وتجسدت المآسى بسبب إعلان انتهاء العمل قبل سنوات وعند الاستلام فوجئ الجميع بأن المقاول لم ينفذ ما تم الاتفاق عليه، بعدها مات المقاول، ودخل المستشفى فى رحلة البحث عن مقاول جيد منذ ذلك الحين حتى الآن، وسط فشل ملحوظ من كل المحافظين ورؤساء المدن الذين تعاقبوا على المنيا ومركز مغاغة التابع له القرية، ما جعل أهالى القرية يعانون الأمرين مع كل حادث أو طارئ للوصول إلى المستشفى الأميرى بمغاغة فى وقت يتعدى الساعة إلا الربع يكون خلالها المصاب فى حادث على مشارف الموت.
من جانبه قال الدكتور نصيف الحفناوى، وكيل وزارة الصحة، «إننا على علم بمعاناة المرضى خاصة فى الأرياف بسبب إغلاق الوحدات الصحية، فى الفترة المسائية، ونحاول التغلب عليها بأن يكون هناك طبيب مقيم 24 ساعة فى قرية كبيرة تضم 3 قرى مجاورة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.