تسيطر حالة من الركود الشديد على أسواق الذهب، وانخفضت القدرة الشرائية لمعظم المستهلكين فى ظل الظروف المعيشة الصعبة، بالإضافة إلى مواسم الامتحانات التى تلتهم النسبة الأكبر من ميزانية الأسر. ورغم ذلك فإن عدداً من تجار الذهب أرجعوا حالة السوق إلى استمرار أزمة اليونان المالية التى تسببت فى عدم استقرار أسعار الذهب، حيث شهدت ارتفاعاً حاداً خلال الأسبوعين الماضيين فارتفع من 175 إلى 195 جنيهاَ لعيار 21 ثم انخفض إلى 183 جنيهاً، الأمر الذى أثار التخوف لدى المستهلكين من الإقبال على الشراء. ويؤكد تجار المصوغات الذهبية أن السوق تعانى من ركود تام بسبب عدم استقرار أسعار الذهب، بالإضافة لموعد الامتحانات. وأضاف التجار أن موسم الصيف الذى كان يشهد دائماً انتعاشاً فى الأسواق، لن تكون له جدوى نظراً لأن الصيف أصبح مثل الشتاء فقد انتهى عصر المواسم فى تجارة الذهب. قام اليوم السابع بجولة داخل الأسواق، حيث التقى العديد من تجار المشغولات الذهبية، أكد أحدهم ويدعى أحمد حميدة أن السوق تمر بحالة من الركود الشديدة، مضيفاً أن أزمة اليونان هى التى تسببت فى عدم استقرار أسعار الذهب فقد شهد ارتفاعا ثم انخفاضا، والأن الأسعار تتغير كل لحظة، وتزامن ذلك مع مواعيد امتحانات "الترم" الثانى. وأشار إلى أن عدم استقرار الأسعار يؤدى إلى حالة من الركود، فمن يريد الشراء ينتظر انخفاض الأسعار وفى المقابل من يريد بيع الذهب ينتظر أيضاً الارتفاع، وهذا الأمر يقلل من حركة السوق موضحاً أن الأيام الأخيرة ارتفع عدد الذين يقومون بالبيع لتحقيق مكاسب من وراء ذلك. وأضاف أن سوق الذهب ستظل فى ركود حتى تثبت الأسعار، مؤكداً أن جرام الذهب لو وصل سعره إلى 2000 جنيه وثبت السعر على ذلك ستنتعش حركة البيع والشراء، موضحاً أن عدم استقرار أسعار الذهب هى التى تؤدى إلى ضعف عملية البيع والشراء. وعن موسم الصيف الذى دائماً يعول حركة انتعاش بسبب إقبال العديد من الشباب على الزواج، أكد حميدة أن موسم الصيف أصبح مثل الشتاء، خاصة الشباب الذى يقبل على الزواج أصبح شراء الشبكة يقتصر على شراء دبلة وخاتم فقط لا غير، فالأمر اختلف عن الأول تماماً، فكان فى الماضى يتم شراء الشبكة كمية كبيرة من الذهب، الأمر الذى كان ينعش الأسواق، فضلاً عن تحقيق مكاسب لدى تجار الذهب. وأشار حميدة إلى أن العيار الأكثر بيعاً هو عيار 18 لأن به أشكالا عديدة تنال إعجاب المستهلكين ويليه العيار 21 أما عيار 24 فلا يوجد بالسوق، نظراً لعدم تصنيعه لدينا وذلك على حد قوله. وتوقع أن أسعار الذهب الأيام القادمة سوف تشهد ارتفاعاً حادا، حيث سيجل الجرام ل 200 جنيه، مؤكداً أن هذه التوقعات من الممكن أن تكون غير صحيحة نظراً لأن الذهب سلعة مرتبطة بالبورصة العالمية. وأكد هانى عبد الفتاح تاجر ذهب أن حركة البيع والشراء فى ركود تام، ورغم ضعف عملية البيع والشراء إلا أن الأسعار تتجه نحو الارتفاع، وجميع التوقعات تشير إلى حدوث ارتفاع فى الأسعار خلال الأيام القليلة الماضية. وأشار إلى أنه قبل الأزمة المالية العالمية كان سعر الذهب يرتفع، ولكن مع ذلك كانت توجد حركة فى عملية البيع والشراء، مضيفاً أن الذهب سلعة غريبة، فعندما يرتفع سعره يزيد الإقبال عليه وعندما ينخفض تقل حركة البيع. من جانبه أكد مينا إبراهيم تاجر ذهب أننا نعانى من ركود فى عمليات البيع والشراء، وذلك بسبب الظروف والعومل الاقتصادية التى تعيشها الأسرة المصرية. وعن الاستعداد لموسم الصيف، أوضح مينا أن الاستعداد لموسم الصيف يعتبر مجازفة لأن السوق تعيش حالة من الركود، الأمر الذى أثر على عملية البيع والشراء بالسلب، مؤكداً أنه لا توجد مواسم فى تجارة الذهب. وعن حدوث انخفاض فى أسعار الذهب الأيام القليلة القادمة نظراً لعدم الإقبال عليه، قال مينا إنه لا يستطيع أحد التحكم فى أسعار الذهب لأن سعره يخضع لأسعار البورصة العالمية التى تحدد سعره، فنحن ليس لدينا دخل فى تحديد أسعار الذهب.