شن الدكتور مصطفى رفاعى وزير الصناعة الأسبق هجوماً عنيفاً على سياسات دعم الصادرات التى تبناها يوسف بطرس غالى عندما كان وزيراً للتجارة الخارجية، مؤكدا أنها السبب فى أزمة الصناعة فى مصر بشكل عام وصناعة الغزل والنسيج على وجه الخصوص. وأضاف: عندما كنت وزيراً للصناعة، وعند مناقشة قانون دعم الصادرات طالبت بدعم وتطوير المنتج المصرى لأنه لن يستطيع أن ينجح فى التصدير إلا بالاهتمام بجودته، وتم إلغاء هذا الاقتراح فى نفس الجلسة، وتمرير قانون دعم الصادرات وإقرار الميزانية له. وقال الرفاعى خلال الندوة التى ناقشت "أزمة صناعة النسيج فى مصر" فى المنتدى السنوى السابع لتوثيق النشاط الاقتصادى لمصر والشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية أمس السبت "أنا عشت وعاصرت ما حدث فى العشر سنوات الأخيرة، ونحن الآن فى مرحلة جنى ثمار ما حدث فى الماضى، وللأسف الثمار سيئة، ولن يستطيع أحد أن يرفع الضرر الاقتصادى الذى حدث، فصناعة الغزل والنسج فى مصر فى حال انهيار، وهناك انكماش فى صناعة الملابس والسوق مغرق بالملابس المستوردة، وزراعة القطن آخذة فى التناقص، والفلاح المصرى قرر الابتعاد عن زراعة القطن بسبب عدم تشجيع الدولة لزراعة القطن وقلة الدعم المقدم لزراعته لأنها مكلفة جدا، أضف إلى ذلك العجز فى الموازنة وقلة الواردات، فالصورة ليست مشرقة بالمرة". وامتنع الرفاعى عن الحديث بسبب مقاطعة رجل الأعمال محمد قاسم، والذى كان يدير الجلسة، وأبدى الرفاعى استياءه من مقاطعة قاسم له بسبب عدم إعجابه بحديثه الهام لأنه بمثابة شاهد عيان على كل ما حدث، وتدخل دكتور إبراهيم فوزى وزير الصناعة الأسبق بدبلوماسية لحل هذه الأزمة عن طريق مد فترة الجلسة 20 دقيقة إضافية لاستكمال حديثه. وأشار الدكتور إبراهيم فوزى وزير الصناعة الأسبق إلى أن صناعه الغزل والنسيج فى مصر بها عيب استراتيجى فهى صناعة غير مثالية، وعلينا أن نفكر فى طريقة لإصلاح حالها، مؤكدا أن صناعة النسيج هى أكثر صناعة تشغل عمالة وهناك الآلاف من العمال يعملون فى هذه الصناعة بدءاً من الفلاح الذى يزرع القطن إلى العامل الذى يعمل فى المصنع، فلا يجوز اجتماعيا أن نغلق مصانع الغزل والنسيج لأنها صناعة استراتيجية. وأضاف إبراهيم فوزى أن الشركات الصناعية إذا خصخصت لابد أن تباع لمستثمر حقيقى لديه خبرة فى نفس المجال وقادر على ضخ الأموال وزيادة مكاسب هذه الشركات وإبقاء الشركات قطاع عام، وأكد أن ضخ أموال من البورصة لن يحل المشكلة. وأشار الدكتور محمد النجار الخبير الاقتصادى أن ما حدث فى صناعة الغزل والنسيج هو جزء من فشل السياسات الحكومية فى تطبيق سياسة "التحرير" التى سماها سياسات "تخريب".
