صراع عادى جدا يحدث بين آلاف الأزواج على حضانة طفل تحول إلى تبادل اتهامات بالتجسس لإسرائيل وتلفيق قضايا وتهديد بالقتل واستعانة ببلطجية بل وبالمباحث الفيدرالية الأمريكية لحل الأزمة. الغريب أن تحرك المباحث الفيدرالية كان أسرع من إجراءات الجهات المعنية فى مصر رغم أن المشكلة جرت فى محاكمها، وهذا ما أكدته التقارير التى أرسلتها المباحث الفيدرالية للعازف العالمى شريف مصطفى الضبع الذى يحمل الجنسية الأمريكية منذ عام 2002. القصة بدأت أثناء جلوس الضبع بمحكمة الأسرة بمدينة نصر لمتابعة النزاع القضائى بينه وبين مطلقته على حضانة ابنهما فادى (10 سنوات) حيث فوجئ بأفراد تابعين لإحدى الجهات السيادية يلقون القبض عليه لإخضاعه للتحقيق فى البلاغ المقدم ضده من زوجته السابقة والذى تتهمه فيه بالتجسس على مصر لصالح إسرائيل، وهروبه من أداء الخدمة العسكرية، واستمرت التحقيقات معه لمدة 4 أيام، وتم إخلاء سبيله مؤقتاً بعد أن تدخلت السفارة الأمريكيةبالقاهرة. الضبع يبلغ من العمر (39 عاماً) والتحق بمعهد الفنون لدراسة الموسيقى لكن تم فصله لرسوبه أكثر من مرة، وبعدها علم أن هناك مسابقة موسيقية ستقام بالولاياتالمتحدةالأمريكية فتحمل نفقات السفر، وهناك حصل على التصنيف الثالث على مستوى العالم فى العزف الموسيقى، ليكون أول عربى يحصل على هذا التصنيف فى الشرق الأوسط، لذلك صدر قرار من الولاياتالمتحدةالأمريكية فى 16 سبتمبر 2002 بمنحه الجنسية الدائمة الفخرية. وعندما قرر شريف أن يتزوج اختار زميلته فى المعهد داليا حسن حسنى "شقيقة المطرب حسام حسنى" وأنجب منها الطفل فادى الذى ولد بالولاياتالمتحدةالأمريكية وحمل الجنسية الأمريكية أيضاً، وتحدد للطفل راتب شهرى من الحكومة الأمريكية قدره ألف و181 دولاراً أمريكياً، وعاشت معه الزوجة فترة طويلة فى أمريكا، لكنه لم يكن يعلم أنها تبحث عن الجنسية الأمريكية من خلاله كى تتركه بعدها، وبدأ فى إنهاء إجراءات منحها الجنسية، وفى هذه الأثناء كانا فى إجازة فى مصر وافتعلت الزوجة مشاجرة ساخنة معه وأخذت حقيبتها، التى تحمل جوازات السفر والتأشيرات، واستقلت الطائرة هى وابنها فقط إلى أمريكا. ولم يكن أمامه سوى اللجوء للمباحث الفيدرالية التى ألقت القبض عليها بعد 4 أيام من وصولها لأمريكا وتم إلغاء إجراءات منحها الجنسية الأمريكية وقدمت للمحاكمة بتهمة السفر بدون إذن زوجها وتم ترحيلها إلى مصر هى وطفلها بعد أن صدر ضدها حكم أمريكى بسجنها لمدة 20 عاماً وغرامة 250 ألف دولار أمريكى. وبعدها اشتعلت النزاعات بين الزوجين حتى وصلت للطلاق، وبعدها استقرت الأوضاع بينهما لفترة التحق خلالها فادى بمدرسة خاصة للغات بمدينة نصر، ووصل للصف الرابع الابتدائى، لتعود المشاحنات بين الزوجين مرة أخرى ولتنتهى بالطلاق. وفجأة اختفت الزوجة وطفلها بعد أن دخل الزوجان فى نزاع على حضانة الطفل الذى أخذته أمه من المدرسة بحجة أنه مريض بالجدرى وعجز الزوج عن الوصول لمكانهما ولم يحصل إلا على حكم رؤية من محكمة الأسرة، ولم يجد الزوج أمامه سوى اللجوء للمباحث الفيدرالية مرة أخرى. وتولى الضابط هالى ريان بمقر ال"FBI" بواشنطن، التحقيق فى هذه الواقعة، وطلب من الزوج فى إحدى المراسلات عبر "الإيميل" أن يرسل له صورة ضوئية لحكم الرؤية، واستفسر عن كيفية هروب الأم من مصر دون تنفيذ هذا الحكم. وبعد أيام معدودة وصل إلى الزوج تقرير كامل من مكتب رعاية الأطفال بالمباحث الفيدرالية يفيد معرفتهم بمكان فادى، حيث توجهت مجموعة من ضباط المباحث الفيدرالية إلى مدينة "الشارقة" بالإمارات واصطحبوا معهم القنصل الأمريكى، وذهبوا إلى محل إقامة المطلقة والطفل، ووصفوا له طبيعة المسكن الذى يقيمان فيه وسهلوا إجراء مكالمة تليفونية بين الزوج وابنه استمرت لعدة دقائق، وبعد أيام أرسلوا له تقريراً آخر يضم جميع أرقام التليفونات الخاصة بالطفل فى الإمارات بالإضافة لأرقام الزوجة فى مصر، بعدها توصل الزوج لتورط مطلقته فى واقعة زنا مثبته فى اسطوانة مدمجة، فأجرى اتصالاً بأهل زوجته لحل الأزمة، لكنه فوجئ باختطافه وإجباره على توقيع مجموعة أوراق على بياض، فأسرع بتقديم بلاغ لنيابة بولاق الدكرور وحرر محضراً بالواقعة، قيد برقم 29936 إدارى بولاق الدكرور، واتهم شقيقة زوجته (أميرة حسنى). وتم عمل أمر ضبط وإحضار للزوجة (داليا حسنى) أكثر من 4 مرات ولكن دون فائدة، وبالكشف عن الزوجة فى مصلحة الجوازات تبين أنها تحمل أربعة جوازات سفر بأسماء مختلفة. الغريب أن النهاية كانت بصدور قرار من النيابة بحفظ المحضر استنادا إلى شهادة محامى الخصوم ويدعى (محمد عوض عبد الفتاح)، وهو نفسه الذى بدأ فى تحريك دعاوى تبديد ضد الزوج، فقد أقام ضده الدعوى رقم 909 لسنة 2008 لتحريره إيصال أمانة بمبلغ 50 ألف جنيه. وأثناء حضور الزوج جلسة النزاع الأسرى بينه وبين مطلقته فوجئ بمجموعة من البلطجية يعتدون عليه ويستولون على حقيبته التى تضم ألف دولار و"سى دى" يثبت واقعة الزنا المتورطة فيها الزوجة وتليفوناً محمولاً، وتم تحرير محضر بالواقعة بقسم شرطة القاهرةالجديدة. وفى الموعد الثانى للجلسة فوجئ شريف بإلقاء القبض عليه بتهمة الهروب من أداء الخدمة العسكرية والتجسس لصالح إسرائيل، وتم تحرير محضر قيد برقم 67 لسنة 2008 جنايات شمال القاهرة وبعد تدخل السفارة الأمريكية تم إخلاء سبيله مؤقتاً لحين انتهاء التحقيقات بعد التحفظ على بطاقته الأمريكية وجواز السفر الخاص به.