رغم صدور قرار محافظ سوهاج رقم 394 لسنة 2010 بتكليف مديرية الزراعة بإزالة الزراعات التى تسربت إليها مياه الصرف الصحى والثابت عدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمى والحيوانى طبقا لتحاليل وزارة الزراعة وإعدامها، فإن هذا القرار لم يتم تفعيله حيث إن الأهالى حصدوا محصول القمح والبرسيم دون انتظار تنفيذ القرار، مما يسبب ضررا عليهم وعلى حيواناتهم من جراء تناولهم تلك المحاصيل. وأشارت تقارير معامل وزارة الزراعة إلى أنه تم إجراء التحاليل لهذه العينات وقياس العناصر الثقيلة ووجد أن عينة القمح والبرسيم بها نسبة عالية من الرصاص والكوبلت والكارميو، مما يؤثر على نمو النبات حتى الموت. وأرسلت مديرية الزراعة مذكرة لمحافظ سوهاج توضح فيها حجم المشكلة وتوصى باستصدار قرار بإزالة هذه الزراعات وإعدامها وعدم استخدامها للإنسان والحيوان حيث إنها تعرضت للغمر بمياه الصرف الصحى الملوثة سواء كانت معالجة أو غير معالجة، على أن تتحمل شركة مياه الشرب والصرف الصحى بسوهاج قيمة التعويضات اللازمة لإزالة هذه الزراعات، وكذلك سداد مبلغ 155 جنيها قيمة التحاليل. وشهدت منطقة الكولا بدائرة مركز أخميم كارثة بيئية عندما انفجر خط طرد الصرف الصحى الرئيسى بالمنطقة للمرة الثانية خلال هذا العام. حيث فوجئ الأهالى بنجع الشيخ فهمى التابع لقرية الكولا بسيل من مياه الصرف الصحى يجتاح أراضيهم الزراعية، وامتدت أيضاً إلى المنازل لتدمر أكثر من 240 فدانا من أجود الأراضى الزراعية التى تحوى محاصيل رئيسية ومهمة، مثل القمح والفول والبرسيم، لكن اللجنة المكونة من مهندسين بمديرية الزراعة ومديرين عموم خفضت فى تقريرها المساحة الغارقة إلى 19 فدانا و13 قيراطا على غير الحقيقة. «اليوم السابع» انتقلت إلى نجع الشيخ فهمى بقرية الكولا مركز أخميم والتقت بعض الأهالى المضارين من انفجار خط الطرد. وقال محمود حافظ عطا الله 35 سنة إن انفجار الماسورة لم يكن المرة الأولى بل إن غرق محاصيلنا الزراعية بمياه الصرف الصحى حدث منذ أشهر، ولكن هذه المرة أغرقت جميع الأراضى الزراعية، ولم يتبق قيراط واحد لم تصل إليه مياه الصرف الصحى، مما يتسبب فى كارثة بيئية حيث إن تلك المحاصيل عبارة عن قمح وفول وبرسيم التى يسبب تناولها العديد من الأمراض مثل الفشل الكلوى والأمراض الأخرى. وأوضح محمود على مدرس: انفجرت ماسورة صرف قبل ذلك لكن المسؤولين لم يعلنوا تلك المنطقة منطقة كوارث، حيث إن الزراعات دمرت بمياه الصرف الصحى، مما يجعل المواطنين عرضة للكثير من الأمراض بالإضافة إلى انتشار البعوض الحامل للأمراض المعدية، ونطالب المحافظ بتحويل المسؤولين للتحقيق خاصة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بسوهاج وصرف تعويضات عن تلك المحاصيل وإرسال فرق طبية لمسح المنطقة وتحديد الأمراض التى يتوقع أن تنتشر بعد ارتفاع درجة الحرارة. ومن جانبه أوضح المهندس عزت إبراهيم الصياد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى أن التلفيات انحصرت فى 3 أفدنة فقط وليس أكثر، وأن سبب غرق تلك الزراعات هو تسرب من الساتر الترابى المحيط بالأحواض وأنه تم عمل اللازم وتوجيه جميع المسؤولين وسيارات الكسح إلى المنطقة المضارة وتم شفط جميع الكميات الموجودة من المياه، موضحا أن المياه التى أغرقت الأرض الزراعية مياه معالجة وليس منها أى ضرر على النباتات أو الحيوانات أو حتى حياة الإنسان.
