صرح مسئول عراقى رفيع المستوى، أن الاعتداءات التى شهدتها مدن متعددة فى العراق وخلفت أكثر من مائة قتيل "تحمل بصمات القاعدة"، بينما تحدث مسئول آخر عن خرق أمنى ناجم عن تقصير. وقال العسكرى، إن "هذه التفجيرات تحمل بصمات القاعدة"، مضيفاً أن "الاعتداءات هى نتيجة الضربات التى تعرض لها التنظيم فى الأونة الأخيرة من خلال قتل واعتقال رموزه". وكان تنظيم القاعدة خسر أبرز قياداته الشهر الماضى، بينهم بالخصوص أبو عمر البغدادى ومساعده أبو أيوب المصرى فى عملية شمال بغداد. وأضاف العسكرى، أنه "من الطبيعى أن تنفذ (القاعدة) أكثر من هجوم فى مدن مختلفة مثل البصرة وواسط والحلة، على مواقع وأهداف ومعامل مؤمنة لإيصال رسائل أننا نستطيع أن ننفذ أعمالاً فى آن واحد وبمدن متعددة". وأضاف، أن "الهدف من هذه العمليات إيقاف المبادرة للخطة الأمنية العراقية فى ملاحقة الأهداف الإرهابية ومحاولة لتشتيت الأجهزة الأمنية وممارسة الضغوط عليها وإعادتها للخطوط الدفاعية دون أن تنفذ أهدافها الاستباقية والهجومية". وقال العسكرى، "نحن مستمرون فى عملياتنا الاستباقية والهجومية ولن نتوقف عن ملاحقة الأهداف واعتقال الرموز الإرهابية فى القاعدة وسنلاحقهم من مدينة لأخرى". إلى ذلك، اعتبر اللواء حسين على كمال وكيل وزير الداخلية لشئون الاستخبارات أن ما حدث "تقصير بالأداء". وأوضح فى تصريح لصحيفة البيان المقربة من رئيس الوزراء نورى المالكى، أن "ما حدث الاثنين هو نتيجة خرق أمنى بسبب ضعف إجراءات التفتيش فى النقاط الأمنية المنتشرة فى بغداد خاصة والعراق عامة". وأكد أنه "سيتم محاسبة القيادات الأمنية التى وقعت فيها العمليات الإرهابية لمعرفة مدى التقصير"، لكنه تابع أن "التفجيرات لن تؤثر على النتائج المتميزة فى قهر الإرهاب" فى إشارة إلى قتل واعتقال قيادات القاعدة. وأكد أن "الوزارة ستقوم من خلال جميع تشكيلاتها القيام بإجراءات مشددة فى أماكن تواجدها من أجل الحد من العمليات الإرهابية". بدوره، أكد الناطق باسم الحكومة العراقية على الدباغ أن "القاعدة تهدف من خلال هذه العمليات إلى إرباك الوضع السياسى والأمنى خصوصاً خلال الفترة الحرجة التى تمر بها البلاد المتمثلة بتشكيل الحكومة العراقية". وأوضح أن "تنظيم القاعدة يستغل التجاذب السياسى الموجود حالياً فى البلاد للقيام بأعمالها الإرهابية". وأكد أن "الأعمال تستهدف الدولة العراقية وجميع العراقيين والتجربة السياسية فى البلاد"، واعتبر أن "الحل الأمثل لوقف أعمال العنف يتم من خلال تقوية النظام السياسى العراقى والانتهاء من قضية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة". وبحسب مصادر أمنية عراقية، فإن ستين هجوماً وقع أمس الاثنين فى عموم العراق، أحد عشر منها هجوم مسلح استهدف حواجز أمنية فى بغداد، لكن أعنفها الهجوم الذى وقع فى مدينة الحلة الذى نفذ بسيارتين مفخختين وانتحارى وأسفر عن مقتل 53 شخصاً وعشرات الجرحى. وأكد مصدر أمنى فى محافظة ذى قار فى جنوب العراق، أن "معلومات استخباراتية وردت للأجهزة قبل أسبوعين تؤكد تعرض المحافظات الجنوبية إلى أعمال إرهابية منظمة". واتخذت محافظات الجنوبية إجراءات أمنية مشددة تحسباً لتعرضها إلى أعمال هجمات مماثلة للتى وقعت فى البصرة والحلة وواسط. وقتل 110 أشخاص على الأقل الاثنين فى سلسلة من الهجمات فى أنحاء مختلفة فى العراق.
