المشهد: شاب وفتاة، شبه مستلقيين على كورنيش الإسكندرية، وقد دلفت يديه عبر ملابسها، إلى معظم، إن لم تكن كل مناطقها الحساسة، بينما العيون تلقى عليهما النظرات دون اكتراث. نفس المشهد يتكرر بالحدائق العامة، فى دور العرض السينمائية، وما يعرض بها من أفلام، فى الكليبات، الكافتيريات، الجامعات، السيارات، الأتوبيسات، وكل مكان يصلح به تطبيق نظرية "خد وهات".. ولا مبالغة فى ذلك. لم تعد الفتاة تطلب حباً وارتباطاً، ولم يعد الشاب يقدم مشاعر وأحلاماً، هى تطلب الآن إشباعاً للرغبة، فيفضى إليها ما تيسر من الشهوة، هكذا أصبحت العلاقة بينهما واضحة وفاضحة، الكلمات.. ليست إلا تعبيراً عن الرغبات، الأمان.. يتحقق فقط عندما تجمعهما الأحضان، الأحلام.. منتهاها مع لذة وشدة الالتحام. المشاعر تخلت عن موقعها الذى كان بالقلب، وانزلقت إلى النصف السفلى للشاب والفتاة، كلاهما لم يعد يقرأ أشعاراً وروايات عاطفية ليتعلم كيف يعبر عما بداخله من حب، وإنما أصبح يطالع مجلات البورنو ومواقع الجنس على الإنترنت لاختيار الأوضاع المناسبة سهلة التنفيذ. الفتاة التى كانت تسأل حبيبها "متى ستتقدم لطلب يدى؟"، أصبحت تسأله "متى ستأخذنى من يدى إلى مكان يمكننا الجلوس به على راحتنا؟"، وكذلك الشاب لم يعد يغضب من حبيبته إذا ما ارتدت ملابساً غير كاملة الاحتشام، وإنما يغضب بشدة إذا أسرفت فى ارتداء الملابس لدرجة قد تعيقه عن الممارسة المنتظرة. وعندما يجد كل شاب كورنيش، نفسه مطالباً باختيار شريكة للحياة، يصبح أقصى أحلامه أن تكون عذراء فعلاً، ليتزوجها مطارداً بالشكوك، بينما كل فتاة كورنيش تستعد لاستقباله بمنتهى الخجل والاحترام، مدخرة المبلغ المطلوب لإجراء عملية الترقيع، ليلتقيا ليلة الزفاف، وكأنهما بلا خبرة سابقة. أرجوكم، لا تستحضروا شماعات البطالة، والغلاء، ومغالاة أهل العروس فى مطالبها، وعدم قيام الدولة بمسئولياتها، لأن كل هذه الشماعات وغيرها، لا تجرد المشاعر أبداً من ملابسها، وإلا.. فلتسمحوا لشاب الكورنيش أن يجرد فتاته تماماً من ملابسها، ويمارس معها المشاعر "الحديثة" كيفما شاء، لأبعد مدى، ودون أى قدر من حياء.