أطلق الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، التقرير الكامل حول المسح العالمى لاستهلاك التبغ بين البالغين فى مصر، وذلك بالتعاون مع كل من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية، الذى يرصد الوضع الحالى للتدخين فى المجتمع المصرى. وأكد اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز فى كلمته، أن المسح هو فرصة كبيرة لرسم خريطة واضحة أمام متخذى القرار لظاهرة التدخين من أجل وضع سياسة لمواجهة الظاهرة ومحاولة الحد من آثارها السلبية، لافتاً إلى أن الجهاز بخبرته فى إعداد المسوح الكبيرة حاول أن يكون المسح نموذجاً يحتذى به فى الجودة، مشيراً إلى أن المسح سيكون بمثابة حافز للحكومة أن تستمر فى مراقبة انتشار هذه الظاهرة وتقييم نتائج الجهود المبذولة لمكافحة التدخين فى الفترة القليلة القادمة. وأوضح الجندى، أنه تم تعديل استمارة البحث حتى تتناسب مع واقع المجتمع المصرى على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية استخدمتها فى العديد من الدول الأخرى. ومن جانبه قال الدكتور أحمد عبد الطيف ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر، إن الشىء المميز فى هذا المسح أنه أصبح نموذجاً يحتذى به فى كل مرة سيتم فيها عمل هذا البحث فى المستقبل. وأشار الدكتور نصر السيد مساعد وزير الصحة إلى أن البحث هو تتويج لعمل استمر عامين من تدريب وإعداد برامج التحليل، لافتاً إلى أهمية وجود دور فعال للمجتمع المدنى لتحقيق أهداف هذا المسح وأوصى أن يتم تكرار هذا المسح كل ثلاث أو خمس سنوات، لأن نتائجه مهمة جداً فى برامج مكافحة التدخين. وكشف المسح عن عدة من النتائج الهامة، ومنها أن بلغ معدل استهلاك المصريين لأحد منتجات التبغ حوالى 20% من بينهم 16% يدخنون السجائر و3.3% الشيشة وبلغ معدل انتشار الاستهلاك بين خريجى الجامعات حوالى 16% وارتفعت هذه النسبة إلى حوالى 21% بين فئات غير المتعلمين تعليماً رسمياً، وبلغ متوسط الإنفاق الشهرى للمدخنين على السجائر حوالى 110 جنيهات مصرية، أما متوسط الاستهلاك اليومى للسجائر بين الذكور المدخنين علبة واحدة يومياً مقارنة بنصف علبة بين المدخنات. وارتفعت نسبة الاستهلاك لأحد منتجات التبغ بين الذكور البالغين حوالى 46% بين الفئات العمرية من 25 – 44 عاماً وإلى ما يقرب من 49% فى الفئة العمرية من 45 – 64 عاماً، وقد ذكر حوالى 17% من الذكور البالغين أنهم بدأوا التدخين قبل عمر الخامسة عشر و41% قبل سن السابعة عشر. أما على مستوى الإناث فقد بلغت نسبة استهلاكهم حوالى 1.4% فى الفئة العمرية بين 45 – 64 سنة و1.7% فى عمر 65 سن فأكثر وبدأ معدل استهلاكهن للتبغ فى وقت مبكر لم يتجاوز السادسة عشر. وذكر المسح، أن ما يقرب من 3.5% من المصريين يدخنون الشيشة منهم حوالى 56% يدخنون فى المنزل، بينما يدخن ما يقرب من 36% الشيشة فى المقاهى، وأفاد ما يقرب من 20% من مدخنى الشيشة أنهم يتشاركون فى تدخين نفس الشيشة مع شخص أو عدة أشخاص. وأوضح هذا المسح أنه لأول مرة يأتى استهلاك التبغ الممضوغ - وهو نوع جديد من التبغ غير قابل للتدخين - فى المرتبة الثالثة بين أنواع التبغ المستهلك من حيث الانتشار بعد السجائر والشيشة وذلك بنسبة 3% بعد السجائر 17% والشيشة 4% وارتفعت نسبة استهلاك التبغ الممضوغ بين الفئة التى لم تكمل التعليم الابتدائى مقارنة بمن أكملوا التعليم الجامعى بنسبة 4.4% مقابل 1.6% وارتفعت النسبة فى المدن الحضرية إلى 3% وفى ريف وصعيد مصر إلى 3.5%. وأخطر نوع من التدخين هو التدخين السلبى، فقد كشف البحث أن يسمح ما يقرب من 71% من المصريين بالتدخين داخل منازلهم وقد أفاد أكثر من نصف المصريين يتعرضون للتدخين السلبى أسبوعياً، ويتعرض ما يقرب من 61% من جميع العاملين فى أماكن عمل مختلفة لدخان التبغ السلبى مع إن 59% منهم غير مدخنين. ويتعرض حوالى 80% من مستخدمى المواصلات العامة إلى دخان التبغ السلبى باستثناء مترو الأنفاق، والشىء الأخطر هو أن نسبة التدخين السلبى فى مرافق الرعاية الصحية بلغت حوالى 49%. وأشارت نتائج المسح إلى أن أكثر من 41% من المدخنين حاول الإقلاع عن التدخين وتنوعت الطرق المتبعة للإقلاع عن التدخين حسب الفئة العمرية أو على مستوى التعليمى وقد نجح حوالى 17% من الذكور البالغين فى ذلك، بالإضافة إلى أنه يرغب حوالى 43% من المدخنين الذكور الحاليين وما يقرب من 46% من الإناث فى الإقلاع عن التدخين، وفكر ما يقرب من 45% فقط فى الإقلاع عن التدخين بعد ما لاحظوا التحذيرات الصحية الموجودة على علب السجائر.
