ذكرت صحيفة "ساينس دايلى"، أنّ وكالة "ناسا" للفضاء الأمريكية أطلقت "مُراقب النشاط الشمسى" الجديد SDO، الذى بعث بمجموعة صور لنجم الشمس، وذلك لتعزيز قدرة العلماء على فهم وتفسير العمليات الديناميكية النشطة المستمرة، التى تحدثُ داخل الشمس، وهى تلك النشاطات الشمسية التى تؤثر على الكرةِ الأرضيةِ وعلى كل نشاطٍ فيها. وتحملُ الصورُ الحديثة التى أرسلتها المركبة الفضائية تدفقَ مواد وانبعاث هالاتٍ مضيئة خارج إطار الشمس، كما تعرضُ الصورُ المُكبرة نشاطاً عظيماً يظهرُ على سطح الشمس. وأشارت الصحيفة إلى أن المراقب الشمسى استطاع إجراء أول تقييم للانفجارات الشمسية والأمواج الهائلة للأشعة فوق البنفسجية. ومن جهته أوضح "ريتشارد فيشر" مدير قسم الفيزياء الشمسية لوكالة ناسا الفضائية، أن هذه الصور الجديدة التى تكشفُ حركة الشمس ونشاطاتها هى الأولى من نوعها بعد أربعين عاماً من الأبحاث الخاصة بالشمس، كما أعلنَ أن مُراقبَ نشاط الشمس SDO سوف يغيرُ مفهومنا للنجم الملتهب وما يحدثُ فيه من تفاعلات تؤثرُ على حياتنا وعلى مجتمعات الأرض بدون استثناء، وسيكون لتلك المهمة الفضائية أثرٌ كبيرٌ على العلم، شأنه فى ذلك شأنَ تلسكوب الفضاء "هابل" الذى أثر على فيزياء الفلك الحديثة. ويُعتبرُ SDO أكثرَ سفن الفضاء تقدُماً وأعظمها دقة فى دراسة الشمس، إذْ انطلقت فى فبراير 2010 وستستمرُ مهمتها طيلة السنوات الخمس القادمة، التى ستقوم فيها بدراسة المجال المغناطيسى للشمس، فضلاً عن تقديم فهماً أفضلَ للدور الذى تقوم به الشمس بكيمياء الغلاف الجوى للأرض وتأثيرها على المناخ المحيط. هذا ويتمتع SDO بميزة هامة وفريدة من نوعها، حيث يوضح كيفية حدوث المجال المغناطيسى وكيفية تحولهِ إلى صواعق ورياح وانفجارات شمسية عنيفة وسُحب هائلة مُرْسلة قد تُسببُ عواصفَ مغناطيسية عظيمة بالغلاف الجوى للأرض. وتوضح الصحيفة، أن مهمة SDO ستكونُ الأولى من نوعها ل"ناسا" كبرنامج لمراقبة نجم، وتتصدرُ كلَ العمليات الخاصة بدراسة الشمس وبيئة الفضاء بهدفِ تزويد العلماء بتفسير علمى ضرورى للموضوعات المرتبطة بنظام (الأرض – الشمس) والتى تؤثر بدورها على حياتنا.
