سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حولوا الفن إلى وسيلة عصرية للتعبير عن مشاكلهم.. فرق المعاقين تتحدى "الحرمان من الحواس" بالعروض المسرحية.. المكفوفون يحفظون بطريقة "برايل".. والصم والبكم يتواصلون ب"الطرق على العظام"
اتخذوا من الفن وسيلة للتعبير عن مشاكلهم، واستخدموا المسرح والموسيقى والرقص والغناء فى نقل معاناتهم لمجتمع طالما تجاهل حقوقهم، الفن بالنسبة لهم حياة وعمل معا. مكفوفون وصم وبكم وقصار القامة، أنشأوا فرقا مسرحية واستعراضية، ولاقوا اهتمام البعض أحيانا، والتجاهل أحيانا أخرى. «اليوم السابع» التقت ثلاث فرق من ثلاث فئات مختلفة لكل منهم أدواته فى استخدام الفن ونقله للجمهور، البداية مع فرقة «إحنا المفتحين» وهى أول فرقة مسرحية للمكفوفين فى مصر، الفرقة التى أسسها مجموعة من المكفوفين منذ عامين وبدأت الفكرة بعرض مسرحى اسمه «الناس إلى تحت». الفرقة عانت من عدد من المشاكل يذكرها مؤسسها «سيد مجاهد» حيث يقول «أسسنا الفريق نتيجة تقصير الإدارات مع متحدى الإعاقة وخاصة من المكفوفين، فلدينا مشاكل دراسية واجتماعية». الوزارات المعنية ويتابع مجاهد حديثه قائلا: «قمنا بتكوين أول فريق لضعاف البصر لطرح مشاكلنا على خشبة المسرح لجميع المسؤولين سواء فى وزارات التعليم أو الإسكان أو الثقافة، ورغم ذلك لم يقدموا يد العون لنا». وتساءل مجاهد قائلا: «أخاطب الوزارات المعنية ماذا فعلتم لفريق المفتحين وغيره من الفرق المشابهة، لماذا لم تقدموا لهم الدعم المادى اللازم». انفعال مجاهد لعدم دعم الوزارات المعنية لهم عبر عنه فى كلمتين هما «كفاية تهميش» ليعبر عن استمرارهم فى تقديم العروض المسرحية الخاصة بالفرقة ونقل مشاكلهم، على الرغم من أن العرض المسرحى الذى تعمل عليه الفرقة الآن وهو «حواديت مصرية» يعد العرض الثانى للفرقة حيث سبقه «الناس إلى تحت». أحد أعضاء الفرقة إبراهيم حلمى مدرس مساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة طنطا والمستشار الإعلامى للفرقة قال «تأسست الفرقة بسبب تجاهل وسائل الإعلام لمشاكلنا، ففكرنا فى نقل صوتنا للمجتمع من خلال عمل مسرحى، وهذا لأن فن المسرح هو واحد من أهم الفنون التى تؤثر فى المشاهدين». وعن الطريقة التى يستخدمونها فى التمثيل يقول: «الكفيف» لديه قدرات أخرى متمثلة فى السمع والحركة والقدرة على حفظ الأماكن، لذا نستطيع حفظ الأماكن على المسرح بسهولة، أما حفظ النصوص فيتم عن طريق التسجيل الصوتى أو طريقة «برايل المكتوب». وتواجه الفرقة صعوبة فى وجود أماكن لإجراء البروفات، وعن ذلك يقول حلمى «بدأنا فى قصر ثقافة طنطا ويتم إجراء البروفات هناك وبسبب التعنت فى توفير مسارح لإجراء البروفات خاطبنا وزارة التربية والتعليم، للسماح لنا بإجراء البروفات فى مسارح الوزارة». فرقة الصامتين ويضيف «حلمى»: تتم البروفات على يد مخرج متمرس وبمساعدة مخرج مساعد وكممثل فى الفريق لا أشعر باختلافى عن غيرى فأستطيع التحرك بسهولة، إضافة لذلك يوجد مجموعة من المبصرين يقدمون يد العون لنا فى العمل، ولكن لدينا مشاكل فى التمويل الخاص بالديكور والأدوات المسرحية كما أن مشكلة الكفيف أكبر من المبصر وتتمثل فى ضرورة وجود شخص يصطحبه فى البروفات. من فرقة «إحنا المفتحين» إلى فرقة الصامتين، والتى يقدم أعضاؤها عروضا استعراضية وهى مكونة من فتيات وصبيان عمرهم تحت 18 سنة، يبحثون عن التعبير عن أنفسهم من خلال الفن، عن الفرقة يقول مؤسسها «رضا عبدالعزيز»: نعمل على الدراما الحركية، ونعتمد فى عروضنا المسرحية على لغة الجسد، وليس لغة الإشارة. ويضيف «عبدالعزيز»: عروضنا كلها تتبنى قضايا وترتبط بمشاكل المجتمع مثل «رفقا بالقوارير»، التى تدعو لوقف العنف ضد المرأة و«نيران صديقة» التى تدعو لمكافحة الإدمان، و«أجنحة صغيرة» وهى تعبر عن معاناة أطفال الحروب، و «كليوباترا» وهو عرض من الحضارة والتاريخ، إضافة إلى عروض أخرى من الفلكور. الطريقة التى يعمل بها الفريق يشرحها «رضا» باختصار، وهى «الاتصال العظمى»، وتعتمد على توصيل الموسيقى التى سيرقصون عليها بالنقر على الكفوف أو الأكتاف، فى المناطق العظمية فيشعرون بالموسيقى عليها، وفى نفس الوقت تكون الحركات مصممة على الموسيقى التى يشعرون بها، فيشكلون بذلك عنصر إبهار للمشاهدين بتقديم فن مسموع وهم فاقدين للسمع بالأساس. ويضيف عبدالعزيز «شعار الفرقة هو أن نتحدث للعالم بالفن والإبداع» فهذه هى طريقتنا للتواصل مع الجمهور»، لافتا إلى أن تجربة فرقة الصامتين بدأت عام 2005، ومقرها مركز الإبداع بالمحلة الكبرى، وهى الفرقة الوحيدة الراقصة وأعضاؤها من الصم والبكم. ومن المكفوفين والصم والبكم إلى سارة طه وهى واحدة من قصار القامة اتخذت من الفن وسيلة أيضا للتعبير عن مشاكلها من خلال الفرقة الخاصة بها هى ومجموعة من زملائها، حيث قاموا بتأسيس فرقة «فنون شعبية» لقصار القامة، استطاعوا من خلالها نقل مواهبهم للجمهور. وتقول «سارة طه» إن تأسيس هذه الفرقة رسالة فى حد ذاتها، لأن المجتمع ينظر لها ولزملائها باعتبارهم لديهم مشكلة ولا يستطيعون تقديم شىء، ولذا قدموا لهم عملا مختلفا، مضيفة أنها تعمل حاليا على تأسيس فرقة مسرحية لقصار القامة. موضوعات متعلقة - القضاء الإدارى بالبحيرة" تنتصر لحقوق ذوى الاحتياجات الخاصة والأقزام.. المحكمة تلغى قرار رئيس وحدة محلية بإغلاق ورشة معاق فتح باب رزق ل22 أسرة.. وتهيب بالمشرّع أن يضع متحدى الإعاقة ضمن اهتماماته