في مسرحية' وجهة نظر' للفنان محمد صبحي شاهدنا فنانين يؤدون ادوارا تمثيلية لمكفوفين, لكننا قريبا سنجد مكفوفين يؤدون ادوارا تمثيلية لمبصرين.. الفرقة مكونة من51 كفيفا من طنطا اختاروا لانفسهم اسما قائما علي المفارقة وهو' فرقة المفتحين المسرحية', والتي من المفترض ان تقدم اول عروضها خلال ثلاثة أشهر. سيد مجاهد-40 عاما خطرت له الفكرة منذ عامين ويؤكد انها فريدة من نوعها ليس فقط في مصر بل علي مستوي العالم, حتي في روسيا صاحبة اكبر واشهر المسارح. يقول مجاهد' فقدنا البصر لكن لدينا العقل, وصحيح ان فقدان البصر نوع من الهزيمة الطبيعية لكننا ننتصر عليها بالدراسة والعمل, وحتي الان فان اقصي تحد قام به المكفوفون هو لعب كرة الجرس او عزف الموسيقي والغناء, لكن لاول مرة سيقدمون عروضا مسرحية. سيد اوضح انهم لا يهدفون لتناول مشاكل المكفوفين او ذوي الاعاقة بل المشاكل التي تهم الانسان بشكل عام ولهذا بدأوا بنص للكاتب المسرحي الشهير نعمان عاشور' الناس اللي تحت' الذي قدم في ستينيات القرن الماضي وهو كما يصفونه نصا صعبا قدمه عمالقة المسرح انذاك من بينهم يوسف وهبي وماري منيب وعبد المنعم مدبولي, مشيرا الي انهم راسلوا الفنانة ايناس عبد الدايم مديرة دار الاوبرا لاستضافة العرض علي مسارح الاوبرا في القاهرة والمحافظات. في فرقة المفتحين يوجد خمسة حاصلون علي درجة الدكتوراه في مجالات علمية مختلفة وكانوا قد اختاروا في البداية اسم' مكفوفون لكن ظرفاء' لكنهم خشوا ان يفهم منه انها فرقة تقتصرعلي الكوميديا, فاختار لهم المخرج سيد فجل الاسم الحالي والذي كان يقصد به المفتحين' عقليا', صحيح انهم لم يدرسوا فن التمثيل لكنهم اكتفوا بموهبة كامنة يريدون اظهارها ليثبتوا للجميع انهم قادرون علي اقتحام كل المجالات.' سيد' يعد المتفرجين بانهم لن يشعروا بان مكفوفين يمثلون امامهم, بل علي العكس فالكل يعلم حركته علي المسرح ومكانه, اما المبصرون في الفرقة فهم المخرج ومسئولو الاضاءة والديكور. د. جمعة دبل أحد ممثلي الفرقة اوضح ان الفرقة بدات بروفاتها في قصر ثقافة طنطا منذ4 اشهر معللا سبب اختيار نصهم الاول بأنه مناسب لجميع العصور, فيقول' بعد كل تلك الثورات مازالت هناك ناس' تحت', ومعاناة المصريين من الفقر لم تستثن احدا سواء متحدي الاعاقة او غيرهم'. فرقة المفتحين المسرحية لا تهمها الشهرة وكل ما يسعي اليه اعضاؤها ان يعلم الجميع انهم كفاقدين للبصر قادرون علي تحدي الاعاقة,وان المجتمع رغم مبصريه تغيب عنه البصيرة والعقل. كل ما يهم الفرقة الان ان تجد راعيا يتبني ويدعم التجربة الجديدة.