وزير التعليم العالى: ربط الدراسة الجامعية بسوق العمل على رأس أولوياتنا

أكد وزير التعليم العالى الدكتور السيد عبد الخالق أهمية التوجه إلى ربط الدراسة الجامعية بسوق العمل، وكذلك الاهتمام بالتعليم الفنى، وما يشكل ذلك من أولوية خاصة فى المرحلة الحالية التى تشهد فيها مصر إطلاق مشروعات تنموية طموحة.
وقال الدكتور عبد الخالق أنه أجرى الكثير من اللقاءات، على هامش اجتماع اليونسكو، حيث بحث مع مدير معهد التخطيط التربوى بالمنظمة تعزيز التعاون فى مجالات دعم و تدريب كل من وحدة التخطيط الاستراتيجى بالوزارة ووحدة دراسات و بحوث تطوير التعليم العالى.
وتحدث الدكتور عبد الخالق على أهمية أخلاقيات البحث العلمى و التعليم العالى و قضية الأمانة العلمية و بحث كيفية الاستفادة من خبرات اليونسكو فى هذا المجال و اقترح انشاء وحدة فى كل جامعة تختص بأخلاقيات البحث العلمى باعتبارها مسألة فى غاية الأهمية و ذلك للحد من المشكلات المتعلقة بالسرقات العلمية و انتهاك حقوق الملكية الفكرية.
كما ناقش مع الوفد الممثل لمعهد التخطيط التربوى باليونسكو أهمية الربط بين سوق العمل و المناهج الدراسية فى الجامعات و الحد من الدارسات النظرية و التركيز على الجانب التطبيقي.
كما التقى بمدير شعبة السياسات و نظم التعليم باليونسكو لبحث تطوير هيكل وزارة التعليم العالى فيما يتعلق بوحدة التخطيط الاستراتيجى و التدريب وبحث كيفية الاستفادة من ألاف رسائل الماجيستير و الدكتوراه و استخلاص المعلومات القابلة للتنفيذ خاصة فى مجال العلوم التطبيقية.
وكشف الدكتور عبد الخالق انه تم الاتفاق على تنظيم مؤتمر فى يونيو القادم فى مصر حول جودة التعليم العالى بمشاركة خبراء من دول عديدة يعقبه مؤتمر اخر حول تطوير نظم القبول فى الجماعات المصرية.
ولفت الى أن معيار درجات الثانوية العامة مهم و لكنه ليس كافيا والى ضرورة الاستفادة من تجربة الدول الاخرى فى هذا المجال و اختيار ما يتناسب اكثر مع مصر .. وتم النقاش حول قضية التعليم الفنى نظرا لأهميته و الحاجة لتطوير المناهج و البرامج الدراسية و كذلك تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس فى المعاهد الفنية فضلا عن زيادة التعاون حول الجانب التطبيقى و النهوض بالورش و المعامل الملحقة بهذه المعاهد و الاستفادة من التجارب الناجحة فى هذا المجال فى دول مثل الصين و كوريا الجنوبية.
كما التقى وزير التعليم العالى مع نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم الماليزى الدكتور تان محى الدين ياسين و ركزت المباحثات بينهما على العديد من أوجه التعاون بين البلدين من خلال تبادل الزيارات و الطلاب و توفير منح دراسية خاصة فى المجال الهندسى حيث تعد ماليزيا من اهم الدول التى نجحت فى ربط التعليم الهندسى بسوق العمل.
كما تم النقاش حول ما يعرف "بالحراك الطلابي" الذى يمكن الطالب من الدراسة عاما او عامين فى ماليزيا ثم يواصل دراسته فى مصر و العكس صحيح و ذلك فى اطار تدويل التعليم، فضلا عن تعزيز التعاون فى مجال التعليم الفنى الذى يلقى اهتماما خاصا ايضا من قبل الحكومة الماليزية.
وأكد أنه اتفق مع نظيره الماليزى على تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين على ان تنعقد فى مايو المقبل لتعكف على بحث سبل وضع هذه المسائل موضع التطبيق.
وأشار إلى أن الجانب الماليزى أبدى تقديره لدور مصر حيث ان الكثير من الماليزيين درسوا بجامعات مصرية خاصة بالأزهر .
كما التقى السيدة إيفا ايجرون بولاك الأمين العام للرابطة الدولية للجامعات و تم بحث كيفية انضمام الجامعات المصرية للرابطة و الفوائد التى يمكن ان تعود عليها من ذلك مثل المشاركة فى المؤتمرات و الوقوف على احدث ما وصلت اليه الجامعات فى دول العالم المختلفة، و امكانية نشر الأبحاث المصرية فى المجلة ذائعة الصيت التى تصدر عن هذه الرابطة و كذلك معادلة الشهادات و الاعتراف بالساعات او النقاط المعتمدة التى يحصل عليها الطالب فى دول مختلفة ليستطيع ان يكمل دراسته فى دولة اخرى دون أن يخسر عاما دراسيا أو جزء منه.
كما التقى وزير التعليم العالى مع المديرة العامة لليونسكو السيدة ايرينا بوكوفا لبحث اخر المستجدات الخاصة بالتعاون بين الجانبين، حيث انه من المقرر ان تزور مصر الشهر القادم و ستجرى العديد من اللقاءات .
وستلقى أيضا كلمة من جامعة الأزهر لتوجه رسالة الى العالم كله حول وسطية الأزهر و اعتداله و لتؤكد ان الاسلام هو دين السلام و بريء من العنف الذى يرتكبه بعض من يدعون انهم مسلمون.
كما التقى وزير التعليم العالى بالمكتب الثقافى المصرى بباريس بالمبعوثين المصريين و أكد اهتمام مصر بهم باعتبارهم جزء من المستقبل فى مصر، و دعاهم الى انتهاز فرصة تواجدهم بفرنسا لينهلوا من العلم و المعرفة ليعودوا الى مصر و يساهموا فى عملية البناء و التنمية العلمية و العملية التى تشهدها البلاد فى هذه الآونة .
كما شرح الرؤية التى تتبعها وَزارة التعليم بشأن البعثات المصرية، و استمع الى الصعوبات و التحديات التى تواجههم ووعد ببذل كافة للجهود لتذليلها.
ومن المقرر ان يغادر وزير التعليم العالى الدكتور السيد عبد الخالق الى القاهرة فى وقت لاحق اليوم بعد ان اختتم زيارته للعاصمة الفرنسية التى استهلها الأحد الماضى لرئاسة وفد مصر و المشاركة فى أعمال الدورة 196 للمجلس التنفيذى لمنظمة اليونيسكو كرئيس للجنة الوطنية للمنظمة، حيث ألقى بيان مصر الذى ركز على المخاطر التى تهدد الشباب فى مجال الانترنت لا سيما التحريض على العنف و المشاكل المتعلقة بالهجوم على الاثار و المتاحف و النهب و التدمير الذى يطالها، لا سيما فى سوريا و العراق، و كذلك على ضرورة إنهاء الاحتلال بفلسطين و الحفاظ على الاثار و الترات الفلسطينى.