رجل مثقف وصادق وصريح يمتلك وجها واحدا وكلمة واحدة، ذكى جدا ومرتب وحاضر الذهن، وبسيط ويعرف كيف يخاطب المثقفين، لم يدع أنه مخلص أو بطل قومى، فلاح لا يسعى للشهرة العالمية ولا الإعلامية، هكذا أجمع المثقفون الذين التقوا البرادعى فى حديقة منزله، وقالوا، إنه مهتم بالثقافة ويعرف كيف يخاطب هذه الشريحة وهو ما بدا واضحا عندما قال لهم "أنا كمان بكتب كتاب زيكم"، وكأنه يقر بأهمية هذه الشريحة من المجتمع ويقول لهم إنه يفتخر بأن يكون واحدا منهم. اللقاء أقامه البرادعى فى منزله وحضره 30 مثقفا يأتى ضمن مجموعة اللقاءات التى حرص البرادعى على إقامتها مع فئات المجتمع المختلفة، وقال عنه الكاتب شريف حتاته، إن شخصية البرادعى تختلف كثيرا عن غيره من النشطاء فى الحقل السياسى فهو إنسان بسيط فى تعامله مع غيره، يمتلك مهارات الحديث والاستماع، شخصية ترفض التمييز بين الرجل والمرأة أو بين مسلمين ومسيحين، ومحلل جيد لمختلف الأفكار والتيارات الليبرالية منها والشيوعى. وأضاف "حتاتة" إن الحركة الوطنية للتغيير المساندة للبرادعى مازالت تحتاج لمزيد من الدعم فجميع أفرادها ذو إمكانيات محدودة وليس لهم أى تيار قوى ولا يمثلون التيار الشعبى الديموقراطى الحقيقى ولكن هذا لا يمنع أن نشكرهم على محاولاتهم الدائمة فى إلقاء الحجر بالمياه الراكدة وتغيير السيطرة الكاملة للنظام الحاكم الموجود، وأوضح حتاتة أنه توجه للبرادعى بسؤال عن موقف حركته الجديدة من حل المشاكل الاجتماعية التى تشغل بال المواطن البسيط فأجابه أن هذا الجانب خارج اهتمامات الحركة ووعده أنه سيتم البحث فى هذا المجال قريبا لأنه لا يوجد تغيير حقيقى بدون استيعاب للمشاكل الاجتماعية. بينما حرص الشاعر جمال بخيت، خلال اللقاء كما قال على أهمية التفريق بين كون البرادعى مصرى عاش فى الخارج وتعامل على المستوى المحلى والدولى بشكل مشرف، وعاد لبلده للمشاركة فى قوى التغيير مع من يريد ذلك ويدعو إليه منذ سنوات طويلة وبين ترشيحه لرئاسة الجمهورية، مضيفا أن أهم ما جاء فى اليوم هو التأكيد على أن تصبح مصر دولة مدنية وهو ما أوضحه من خلال موقفه من الإخوان المسلمين الذين قال عنهم، إنه لا يمنع من أن يصبح لديهم حزبا سياسيا، لكن فى ظل دولة مدنية يقبلون بشروطها، وهنا لن يصبح الحزب دينيا. ووصف الكاتب "محمد بدوى" البرادعى قائلا،إنه نموذج للمصرى الذى يتعلم من كل التجارب التى يخوضها، إنسان ذو عقل اجتماعى يعرف أن الوقت طال على مصر وحان دورها فى التغيير، فى الوهلة الأولى التى رأيت فيها البرادعى حضر بذهنى صورة أب، شيخ، محنك، بسيط، ثابت نفسيا، بينما قال المخرج "مجدى أحمد على" عن البرادعى، إنه رجل مخلص، شديد الوطنية ولديه رغبة حقيقية فى خدمة الوطن كما أنه واثق فى نفسه ومستمع جيد ولديه سعة صدر كبيرة حتى إنه قد يغير مواقفه بناء على ما اقتنع به من وجهات نظر الآخرين، وطالب "على" البرادعى بإصدار وثيقة مكتوبة تعبر عن أفكاره وعن رؤيته للتغيير فنحن لا نعرف من مواقفه سوى مطالبه بتعديل الدستور ولكن ماذا بعد؟، مشيرا إلى أن الجماهير متلهفة لقراءة شئ يعبر عنه فالناس تقرأ ما يقوله فى المواقف المختلفة وهو ما لا يعبر عنه بشكل واضح. وعن اللقاء قال "محمد هاشم" مدير دار ميريت للنشر إنه كان ثريا وقد سألته عن رأيه فى الإخوان ورغبتهم فى تحويل مصر إلى دولة دينية، فأجابنى كل ما أقدر أن أقدمه للإخوان أن يكون لهم حزب سياسى معنى بالشئون السياسية بعيدا عن إقحام الدين فيها، ووجه الشاعر محمد خير سؤالا للبرادعى مفاده أن شعار تعديل الدستور شعارا عاما وواسعا وتطالب به فئات كثيرة تختلف أهدافها ورؤيتها من التعديل، فلماذا لا نخصص الشعار ونطالب بتعديل مواد بعينها؟، فأجابه البرادعى اتفق معك فنحن نحتاج إلى تطوير الشعار وليس تخصيصه فنطالب بعودة الإشراف القضائى على الانتخابات وتعديل المواد التى تتعلق بمدد الرئاسة وقانون الطوارئ وغيرها من المواد.
