تحولت الترع والمصارف فى جميع أنحاء مصر إلى قبور عائمة، تنتهى فيها حياة مئات البشر فى عدة مناطق مختلفة، حيث أصبح الموت والهلاك مصير الضحايا، وهو ما تكشفه الحوادث المتكررة، آخرها سقوط أتوبيس تابع لشركة أوراسكوم فى ترعة المريوطية بالجيزة ليلقى 12 عاملاً مصرعهم وإصابة 35 آخرين. وتزداد الخطورة فى تحول الترع الصغيرة والمصارف إلى مخازن للمياه الراكدة ومقالب عمومية للقمامة والقاذورات والصرف الصحى وبؤر شديدة التلوث وانتشار الإهمال واللامبالاة وانتشار المرض والسرطان والشلل الكلوى لأن نسبة كبيرة من الفلاحين يعتمدون على تلك المياه فى رى الخضراوات والفواكه المزروعة، مما يصيبهم بالأمراض. الخريطة الكاملة لأشهر الترع فى محافظات مصر "اليوم السابع" يرصد الخريطة الكاملة لأشهر الترع فى محافظات مصر، حيث تعتبر الجيزة أولى المحافظات التى يمر بها فرعا النيل فى عدة بلاد وقرى، فضلاً عن وجود ترع المريوطية والمنصورية وعدة مصارف أشهرها اللبينى، والممتدة لعدة كيلو مترات، حيث تبدأ من الجيزة مرورًا بفيصل والهرم والطريق الدائرى وتنتهى جميعها فى منطقة "الرهاوى" بمنشأة القناطر بالجيزة آخر مصب للمصارف الثلاثة المريوطية والمنصورية واللبينى. ومن أشهر الترع فى مصر المحمودية والإبراهيمية والتوفيقية والإسماعيلية، حيث تمر ترعة المحمودية بثلاثة مراكز بمحافظة البحيرة وهى المحمودية وأبو حمص وكفر الدوار وصولاً إلى محافظة الإسكندرية، وتعتبر أول ترعة يتم حفرها فى عهد محمد على عام 1807 وتشهد العديد من الحوادث سنويًا إثر انقلاب سيارات آخرها أتوبيس الموت فى كفر الدوار والذى راح ضحيته 10 أشخاص. الإبراهيمية تمر بمحافظات الصعيد الثلاث أسيوط والمنيا وبنى سويف فيما تمر ترعة الإبراهيمية على محافظات الصعيد الثلاث أسيوط والمنيا وبنى سويف، وتعد أعظم الترع التى أنشئت فى عهد الخديوى إسماعيل والتى تستمد مياهها من النيل عند أسيوط، وتنتهى عند (أشمنت) بمحافظة بنى سويف، ويبلغ طولها 267 كم. أما ترعة الإسماعيلية والمسماة قديمًا ب"ترعة السويس الحلوة"؛ تبدأ من النيل بجوار شبرا، بشمال القاهرة، وتصل إلى قناة السويس عند الإسماعيلية، ثم تتفرع إلى فرعين أحدهما يسير إلى السويس والآخر إلى بورسعيد، وطول هذه الترعة 129 كم من "فمها" إلى "نفيشة"، و89 كم من "نفيشة" إلى السويس وهذه الترعة تروى محافظتى القليوبية والشرقية. بالإضافة إلى عدة ترع شهدت حوادث غرق مواطنين لاحقًا، إثر انقلاب السيارات فيها ومنها ترعة الجرجاوية بسوهاج، وترعة قرى الخليج بمركز مطوبس بكفر الشيخ، ترعة أصفون غرب الأقصر، وترعة السلام بمحافظة دمياط، ترعة بمركز دار السلام بسوهاج، ترعة على بهلول بمدينة بنى سويف، ترعة الكلابية فى مدينة إسنا جنوبالأقصر، ترعة وادى الصعايدة بمركز إدفو شمال أسوان، ترعة (بلانة) بمركز نصر النوبة باسوان، وترعة بحر يوسف بالفيوم، وترعة الكلابية وترعة بحر سيف بمركز شبين الكوم بالمنوفية، وترعة الملكين بالشرقية، وترعة التوفيقية بمركز أجا بمحافظة الدقهلية. أشهر حوادث انقلاب الأتوبيسات فى الترع فى 2015 وشهدت الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الجارى 2015 عدة حوادث لغرق مواطنين انقلبت سيارتهم فى الترع وآخرها الحادث الشهير الذى وقع منذ أيام وهو سقوط أتوبيس تابع لشركة "أوراسكوم" من أعلى كوبرى ترعة المريوطية بمنطقة الهرم، ما أسفر عن مصرع 12 من ركابه وإصابة 15 آخرين، وسبقه سلسة طويلة من حوادث انقلاب الأتوبيسات والسيارات فى الترع، ومنها مصرع 7 وإصابة 3 فى انقلاب سيارة ملاكى، فى ترعة الجرجاوية بمركز جهينة بسوهاج، وإصابة 36 طالبًا إثر انقلاب أتوبيس فى ترعة قرى الخليج بمركز مطوبس بكفر الشيخ. كما شهد فبراير الماضى حادث مصرع وإصابة 5 أشخاص، فى انقلاب أتوبيس بترعة المريوطية، بعد أن اصطدم أتوبيس بآخر، وشهر يناير سجل مصرع وإصابة 14 آخرين فى انقلاب أتوبيس عمال بترعة المريوطية بمنطقة أبو النمرس. من جهته قال اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية لقطاع الشرطة المتخصصة، إنه لا بد من عمل حواجز وفواصل على جانبى الترع والمصارف وبخاصة فى المنحنيات لتأمين حياة السائقين، ولابد من وجود رصيف على الأقل بحسب القانون يبعد عن حافة الترعة أو المصرف بحوالى 3 أمتار لضمان عدم سقوط السيارات فى الترع والمصارف. وأضاف مساعد الوزير فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أن الإدارة العامة للمرور تعتمد على محورين أساسيين هما الفحص الفنى للمركبات بحيث تصلح للقيادة ولا تتسبب فى حوادث ضخمة، وكذلك عمل رخص القيادة على مستوى عالٍ بإشراف كامل من وزارة الداخلية، حيث تدرس الوزارة فكرة إنشاء مراكز ومدارس للقيادة لتأهيل السائقين. وقال، إنه لابد أن تنظر الحكومة ووزارة الرى إلى الترع والمصارف بعين الاهتمام حتى تقوم بتغطية ما يضر البيئة ويسبب الأمراض مهما تكلفت التغطية، لاسيما وأن تبين أنها ضارة للمواطنين والبيئة وتجلب الأمراض وغيرها. -حملات لرفع القمامة وتطهير الترع والمصارف بحى العامرية غرب الإسكندرية
