كتبت- يارا حلمى وميادة سويدان: حادثة أوتوبيس شركة أوراسكوم ، الذى سقط صباح أمس فى ترعة المريوطية بالجيزة، ونتج عنها وفاة العديد من العمال وإصابة آخرين، لم تكن الأولى من نوعها فى حوادث أوتوبيسات العمال فى 2015، حيث سبقتها 3 حوادث أخرى. الحادثة الأولى وقعت فى الثالث من شهر فبراير الماضى، حيث انقلب أوتوبيس شركة الجوهرة على طريق مدينة السادات - منوف نتيجة انفجار الإطار الأمامى له، الأمر الذى أدى إلى إصابة جميع العاملين الموجودين بالحافلة، وعددهم 10 عمال، بإصابات بالغة، وتم نقلهم إلى مستشفى السادات. وفى الرابع من فبراير الماصى أيضا، أصيب 9 عمال تابعين لإحدى الشركات بمحافظة الإسكندرية، بجروح وكسور عقب حادثة تصادم بين أوتوبيس الشركة وميكروباص بمنطقة الشاطبى، أدى إلى انقلاب الأوتوبيس، وتم نقل العمال إلى أحد المستشفيات الخاصة، ومستشفى جمال عبد الناصر للتأمين الصحى. وفى أوائل شهر مارس الجارى، وقعت حادثة تصادم مروعة بطريق أنشاص - بلبيس ، إثر اصطدام أوتوبيسين للعمال، مما أدى إلى مصرع عاملين وإصابة 39 آخرين. من جهته، أوضح عبد المنعم جمال، نائب رئيس اتحاد عمال مصر، ل التحرير ، أن تكرار حوادث أوتوبيسات العمال حتى الآن لا يعد ظاهرة مختلفة تخص العمال، مضيفا أن حوادث الطرق فى مصر تتكرر بشكل يومى، وتحدث لجميع الفئات لا للعمال فقط، قائلا السبب الحقيقى وراء هذه الحوادث هو الطرق فى مصر، التى تحتاج إلى الإصلاح، لحماية المواطنين عموما لا العمال بشكل خاص . نائب رئيس اتحاد عمال مصر، أكد ضرورة النظر خلال الفترة القادمة إلى السائقين فى الشركات، وعمل تحاليل دورية لهم، كالتى تجرى على السائقين فى الطرق من قبل وزارة الداخلية، إضافة إلى تدريب السائقين على القيادة الآمنة لتفادى الحوادث، مثل التى تجرى للسائقين فى قطاع السياحة. بدوره، رأى الدكتور عبد الرؤوف قطب، رئيس الاتحاد المصرى للتأمينات، أن ملف التأمين على العمال فى مصر لا بد أن يتم فتحه حاليا، وإعادة النظر فيه، بسبب تكرار حوادث وفاة وإصابة العمال لضمان حقوقهم، ولضمان التزام صاحب العمل للحفاظ على أرواحهم، موضحا أن كل ما يحدث للعامل فى أثناء عمله سواء نقله من وإلى مكان العمل أو فى مكان العمل نفسه هو من صميم مسؤولية صاحب العمل، وهى مسؤولية يفرضها عليه القانون، مشددا على ضرورة الاهتمام بصيانة الأوتوبيسات وتدريب السائقين، وهى أيضا من مسؤولية صاحب العمل. من جهة أخرى، أكدت تقارير عالمية ومحلية أن مصر تتصدر قائمة دول العالم فى حوادث الطرق، وأن عدد الوفيات جراء حوادث الطرق فى مصر سنويا يتجاوز 15 ألف شخص، بينما تتخطى أعداد المصابين 50 ألف شخص، إضافة إلى ما تخلفه حوادث الطرق من خسائر تؤثر على الدخل القومى، بلغت 3% قبل عام، طبقا لخبراء الاقتصاد. بخلاف حوادث السير والتصادم، التى تخلِّف مئات القتلى والمصابين. من جهتها رصدت التحرير وقوع أكثر من حادثة بهذا الشكل على مدار عام مضى، من بينها الحادثة، التى وقعت الخميس الماضى، حيث انقلبت سيارة ملاكى فى ترعة الجرجاوية بمركز جهينة بسوهاج، ما أسفر عن مصرع 7 وإصابة 3 آخرين. وفى فبراير 2015، أُصيب 36 طالبا إثر انقلاب أوتوبيس فى ترعة قرى الخليج بمركز مطوبس بكفر الشيخ، وفى مطلع نفس الشهر، انقلب أوتوبيس بترعة المريوطية، بمثلث سقارة بعد أن اصطدم بأوتوبيس آخر، مُخلِّفا ثلاثة قتلى، واثنين من المصابين. شهر يناير الماضى شهد أيضا مصرع 5 وإصابة 9 آخرين فى انقلاب أوتوبيس عمال بترعة المريوطية بمنطقة أبو النمرس، وفى نوفمبر 2014، أصيبت 18 طالبة بالتعليم الجامعى فى حادثة انقلاب سيارة ميكروباص، فى ترعة بمركز دار السلام بسوهاج، وفى أغسطس 2014، لقى سائق مصرعه وأصيب سائح روسى، إثر انقلاب أوتوبيس سياحى بترعة أصفون غرب الأقصر، كما شهد شهر يوليو 2014 وفاة 4 وإصابة 5 آخرين فى انقلاب سيارة بترعة السلام بمحافظة دمياط. الخبير المرورى، اللواء مجدى الشاهد، شدد على ضرورة مواجهة حوادث الطرق فى مصر مواجهة حقيقية وحاسمة لأخطاء المنظومة المرورية، مضيفا أن اختصاصات الجهات المسؤولة عن سلامة الطرق فى مصر متداخلة، وأن كل طرف يتهرب من المسؤولية حين وقوع أى حادثة، قائلا لا بد من وضع استراتيجية حقيقية لمواجهة حوادث الطرق وتزايد أعداد الوفيات .