بمجرد أن تطأ قدماك منطقة بشتيل وخاصة شارعى مسجد الرحمن والمدرسة القديمة، تجد أنك تحتاج لخريطة للمرور عبر مواسير الصرف الصحى الملقاة بعرض الشارع منذ أكثر من 6 أشهر، بعد أن غرقت الشوارع بمياه الصرف نتيجة عدم تحمل الشبكة القديمة التضخم السكانى الهائل بالمنطقة. عيشة غير آدمية يعيشها سكان تلك المناطق، ويعانون من استمرار أزمة الصرف والطفح المستمرة ووعود المسئولين التى لم يتحقق منها شيئًا حتى الآن. الأهالى وقفوا عاجزين عن وصف حالهم، فتارة وقف الحال وغلق محال رزقهم، وتارة الخوف على أبنائهم القادمين من المدارس حتى لا ينزلقوا فى أعمال الحفر المستمرة منذ ستة أشهر. معاناة أصحاب المحال عم أحمد عبد الباسط صاحب مخبز، وقف يندب حظه على وقف الحال الذى طال مخبزه قائلاً "بقالى أسبوع قافل ولسه نازل النهارده أفتح وأشوف أكل عيشى، حالنا وقف من الحفر اللى بقاله شهور والأعمال مش راضية تخلص"، مستنكرًا فى الوقت نفسه تجاهل المسئولين بالوحدة المحلية ببشتيل والمحافظة لحل تصليحات الصرف الصحى سريعًا و"إنقاذنا نحن وأطفالنا من بؤر الحفر المنتشرة فى المكان كله". لم يختلف الحال كثيرًا بالنسبة لسيد عبد الرحمن، فالشكوى هى هى طفوحات الصرف الصحى وعدم انتهاء تلك الأزمة التى تجاهل المسئولين طرق حلها وترك الشركة المسئولة للعمل بالموقع بتقضية شهور دون إنهاء أجزاء كبيرة تذكر يمكن أن تهون علينا غلق الطريق ومصادر رزقنا، حيث قامت الوحدة المحلية برفع عربة الطعام الخاصة به حتى يتم وضع المواسير بالشارع، قائلاً "المشروع ده لو كان فى شارع مهم زى أحمد عرابى كان زمانه خلص فى شهر لكن إحنا عشان غلبانة بيدوسوا علينا". الحاجة عبلة فهمى، تبكى يوميا من الحال التى وصلت إليها المنطقة، وخاصة أن مياه الصرف عندما تعلو عن المنسوب العادى تطفح على المنازل، مضيفة أنها تسكن بحارة الرحمة الإسلامية المتفرع من شارع مسجد الرحمن وقام الأهالى بجمع أموال لعمل مواسير صرف صحى جديدة لعدم دخول الحارة ضمن خطة الصرف المقررة بالمنطقة، إلا أن الشركة المنفذة للمشروع، قالت إن الحارة لم تدرج ضمن التطويرات الحالية، مستغيثة بالمحافظ لضم الحارة التى يقطنونها ضمن التطوير، خاصة أنهم مستعدون للمشاركة بجمع أموال. المواطنون أكدوا ل"اليوم السابع"، أن أغلب الوقت تكون الماكينات التى تعمل بالموقع معطلة أو غير موجودة وعند الاستفسار من العمال المتواجدون بموقع العمل يكون الرد "اللوادر وماكينات الرفع معطلة أو غير موجودة حاليًا، لأننا مأجرينها"، مستنكرين "كيف يتم تكليف شركة ليس لديها إمكانيات للعمل لتطوير شبكة صرف صحى كاملة وتقوم بتأجير معدات أو تعمل بمعدات متهاكلة تتعطل من حين لآخر " مهندس بالشركة يعترف بوجود مشاكل ومن جانبه أكد مهندس بشركة النيل للتنمية التى تعمل على تطوير شبكة الصرف الصحى ببشتيل، أن الشركة واجهت عدة مشاكل أثناء العمل منها تعارض خطوط الغاز والمياه مع شبكة الصرف الجديدة، موضحًا أنه يوجد أكثر من 80 ماسورة بعرض الشارع، لم تقم الشركة الأخرى المكلفة بعمل التحويلات بتحويل مسارها حتى لا تتعارض مع العمل. وأضاف المهندس، الذى فصل عدم ذكر أسمه، أن منطقة بشتيل وخاصة شارعى مسجد الرحمن والمجمع المدارس يتم عمل إحلال وتجديد لشبكة الصرف الصحى، من خلال وضع مواسير جديدة 24 بوصة، بدلاً من القديمة التى كانت 12 بوصة، والتى أدت لضغط كبير على الشبكة التى كانت تتسبب فى طفوحات باستمرار. وأوضح المهندس، أنه سيتم من الأسبوع المقبل الدفع النفقى بالمعدات بطول 30 مترًا بعد تحويل كابلات التليفونات، متهمًا الوحدة المحلية بعدم التنسيق مع الشركة وعدم توضيح الجدول الزمنى للانتهاء من المشروع بالكامل. المحافظة تخصص مليون جنيه لحل الأزمة وكانت محافظة الجيزة قد خصصت 5 ملايين جنيه لتحسين شبكة الصرف الصحى ببشتيل، وبخاصة بشوارع مسجد الرحمن والمدرسة القديمة وتفرعاتها وتغيير المواسير من 8 بوصة إلى 24 بوصة، معلنة أن سيتم الانتهاء مطلع العام الجارى، إلا أنه حتى الآن لم يتغير شىء. موضوعات متعلقة: - خلال مشاركته فى حملة لإزالة أكبر سوق عشوائى بإمبابة.. محافظ الجيزة يعلن تخصيص 5 ملايين جنيه لحل مشاكل الصرف الصحى ببشتيل.. ويؤكد: سحب محلات المحافظة غير المُستغلة وإعادة طرحها من جديد
