سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دول استفادت من التجربة المصرية لتحقيق التقدم..اليابان أرسلت بعثة للقاهرة1862 للاقتداء بمصر.. والصين تعلمت إدارة الأسواق التجارية بعد زيارة لبورسعيد 1979.. ووفد كورى وصل مصر1962 للتعرف على أسباب تقدمها
رغم أن العالم ينظر الآن إلى دول مثل اليابانوالصينوكوريا الجنوبية بعين الاحترام والتقدير لتمكنهما من التغلب على جميع الصعاب التى واجهتهما من حروب وكوارث طبيعية وقلة الموارد، إلا أن تجربة هؤلاء لم تكن نتاج عمل هين، وإنما خطة إصلاحية ساهم فيها جميع أبناء الشعب، ولكن المفارقة أن هؤلاء استعانوا بالتجربة المصرية قبل البدء فى مسيرتهم الناجحة. مصر تتأخر عن ركب الحداثة وبالمقارنة بما باتت عليه هذه الدول الآن، وبين الوضع فى مصر، يسهل القول إن الأخيرة تأخرت كثيرا عن ركب الحداثة والتطوير وعلقت بين إرث الحضارة القديمة وبين ظل الفساد الذى سيطر عليها لعقود فى الوقت الذى انطلقت فيه الدول الأخرى فى تحقيق أحلامها. والآن هناك محاولات مصرية للحاق بهذا الركب من خلال العمل الجاد وفتح السوق وجلب المزيد من الاستثمارات، وظهر هذا جليا فى المؤتمر الاقتصادى الذى نظمته مصر خلال الأيام الماضية. السيسى وحضارة مصر وتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته فى ختام مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى "مصر المستقبل" عن تاريخ مصر كمنبر للحضارة حول العالم، ليس فقط كحضارة قديمة تعود لآلاف الأعوام ولكن كحضارة حديثة صدرت فكر وعلم وحداثة لدول باتت الآن فى مصاف كبرى الدول المتقدمة، مثل اليابان وكوريا والصين. وقال الرئيس السيسى فى ختام المؤتمر الذى اعتبره كثير من المشاركين الدوليين ناجحا للغاية ويضع حجر أساس لاقتصاد مصرى متنوع إن "مصر قدمت الحضارة إلى العالم بأكمله، منذ 150 عامًا، وكانت هناك بعثة لدولة عظيمة ترى تجربة على مصر فى العام 1862.. وأول هذه الدول اليابان التى جاءت لترى تجربتنا، وبعدها دولة كوريا". اليابان والنهضة ورغم أن اليابان الآن دولة متقدمة "عظيمة"، إلا أنها لم تنهض سوى فى فترة الستينيات من القرن الماضى، وقبل نهضتها كانت تسعى للتعلم من تجارب الدول الكبيرة فى القرن التاسع عشر فى عهد الامبراطور الإصلاحى ميجى. وبالفعل أرسلت اليابان "بعثة الساموراى"، الذين كانوا أكثر الطبقات تعليما وتثقيفا فى ذلك الوقت، إلى مصر عام 1862 ضمن رحلتهم إلى بلدان أخرى كثيرة للوقوف على أسباب نهضتها وتقدمها، وكان ضمن الرحلة يوكو أتشى فوكوزاوا، وهو أحد رواد الإصلاح فى اليابان الذى كتب مذكراته عن هذه الرحلة. بعثة يابانية تزور القاهرة والأهرامات ونزلت البعثة فى ميناء السويس، واستقل أعضاؤها القطار إلى القاهرة، حيث قضوا 3 ليالٍ، وزاروا خلالها العديد من الأماكن الأثرية، كالقلعة ومسجد محمد على وأهرامات الجيزة حيث التقطوا حولها صورة ما زالت محفوظة ضمن الوثائق المهمة لمكتبة البرلمان اليابانى "الدايت". ومن القاهرة استقلوا القطار إلى الإسكندرية لمواصلة رحلتهم إلى أوروبا، التى بدأت بفرنسا، وفى طريق العودة مروا بالطريق نفسه، حيث لم يكن العمل فى حفر قناة السويس قد انتهى بعد. دهشة بالقطار ونظافة الحمامات العامة وكانت البعثة تشعر بالدهشة عندما وجدوا فى مصر قطارا وسكة حديدية فى الوقت الذى لم تكن اليابان قد عرفت القطارات بعد. بل وسجلوا إعجابهم الشديد بالسرعة التى كان يسير بها قطار السويس – القاهرة، وكان يسير حينها بسرعة 16 كم فى الساعة. ومما آثار إعجابهم أيضا، النظافة منقطعة النظير للحمامات العامة فى القاهرة، حيث أشاروا إلى أنها أنظف من الحمامات العامة فى اليابان، وإن كانوا قد أبدوا دهشتهم من أن حمامات القاهرة أغلى من حمامات طوكيو فى ذلك الوقت، وهو ما اعتبروه مؤشرا على الرخاء الاقتصادى الذى كانت تعيشه البلاد آنذاك، فى الوقت الذى كانت فيه اليابان تتلمس طريقها نحو التقدم. ويروى أن أعضاء بعثة الساموراى أبدوا إعجابهم أيضا ب "التلجرام"، أو التلغراف، الذى لم تكن اليابان قد عرفته بعد. كما سجلت البعثة إعجابها بالدولة الحديثة التى تمكَّن محمد على باشا من بنائها فى مصر، منذ أوائل القرن التاسع عشر. مصر نموذجا منذ زيارة بعثة الساموراى، أخذ كثير من الباحثين والمسئولين الرسميين فى اليابان، ينظرون إلى مصر بجدية أكثر، وبنظرة مختلفة عن تلك التى ينظرون بها إلى إفريقيا واستراليا، وعندما اعتلى الإمبراطور اليابانى "ميجى" الحكم، بعد أن قضى على عزلة اليابان التى استمرت قرابة 260 عاما، نظرت حكومته إلى مصر آنذاك على أنها نموذج يحتذى به، وخبرة لا بدّ لليابان أن تدرسها وتستفيد منها. وتوافد المثقفون اليابانيون على مصر لإجراء أبحاث ودراسات عن النظام القضائى والقانونى، ليستفيدوا من الخبرة المصرية فى كيفية مواجهة مشكلات مماثلة فى اليابان، وخصوصًا مشكلة الأجانب، ومن ثم ظهر كتاب المحاكم المصرية المختلطة، الذى كتبه هاراكى (HARA KEI) عام 1889م. كوريا الجنوبية وتطلع لمصر أما كوريا الجنوبية، أوفد الرئيس بارك شونج هى، الذى ينظر إليه على أنه المؤسس الحقيقى للدولة الكورية الحديثة، بعثة من المسئولين والباحثين إلى مصر للتعرف على أوجه الازدهار والتقدم الذى تمتعت به مصر فى الستينيات وتحديدا فى 1962 عندما زارت البعثة مصر، حيث زارت مصنع النصر وعدة مناطق أخرى. ولم تكن كوريا الجنوبية فى ذلك الوقت- عشرة أعوام على انتهاء الحرب بين الكوريتين- تعرف التقدم والازدهار وكانت تبحث عن التجارب التى يمكن أن تحتذى بها. الصين وسوق تجارة حرة والصين أيضا تعلمت من القاهرة فى السبعينيات، فوفقا للسفير الصينى فى مصر، سونج أيقوة –خلال حوار سابق له مع اليوم السابع- كان هناك وفد صينى سافر إلى بورسعيد عام 1979 للتعلم من التجربة المصرية فى إدارة سوق تجارية حرة مؤكدا أن هذه الأسواق الحرة هى عوامل مهمة فى المساهمة فى تنمية الصين. موضوعات متعلقة.. الحكومة تبدأ تنفيذ اتفاقيات ومذكرات تفاهم المؤتمر الاقتصادى.. المتحدث باسم مجلس الوزراء لليوم السابع: لجنة بمقر وزارة الاستثمار للمتابعة وبحث آليات التنفيذ العاجل للمشروعات.. وتقارير دورية أمام محلب