الثأر فى الصعيد يتسبب فى إراقة الدماء ويتوارثه جيل بعد جيل لكن هنا طال الأراضى الزراعية، وحولها إلى بور بسبب الخصومة بين عائلتى المساعدة والجوايدة، فى عزبة طه عمر التابعة لقرية قصير العمارنة بمركز القوصية فى أسيوط. العناد بين العائلتين أسقط عشرات القتلى فى خصومة بدأت وفقا ل " م ، ع، ب" طرف محايد قال ل"اليوم السابع" : منذ 1946 حدثت مشاجرة بين أحد أبناء عائلة المساعدة وأحد أبناء عائلة الجوايدة، بسبب مرور شخص من العائلة الأولى أمام منزل الثانى الذى أهانه بدون مقدمات، وتطور اأ مر إلى مشاجرة بالأيدى ثم بالأسلحة النارية، وسقط 3 من عائلة المساعدة، وبعد ذلك ب 5 سنوات سقط قتيل من الجوايدة. ومن أفراد عائلة المساعدة قال ( ع، أ) إن الخصومة خلفت العديد من القتلى بالعائلتين مضيفا "نوينا قصر الشر وتجاهلنا الخصومة ومرت سنوات لكن بعد اندلاع ثورة يناير ، تجددت المشكلة بسبب الغياب الأمنى، وكان ذلك عندما اختلف أحد أفراد عائلتنا ( المساعدة ) مع أحد أفراد الجوايدة وأحد أفراد عائلة الشواكل على مبلغ، وتدخل الناس لإنهاء المشكلة، وفى ليلة هذا اليوم كان البرد قارصًا، مرض 3 من أطفالنا، وأثناء توجههم بصحبة أمهاتهم وآبائهم إلى الطبيب، وقف أفراد من عائلة الجوايدة أمام السيارة، وخطفوا الأطفال، وتدخل أفراد من عائلة أخرى، وأعادوا لنا الأطفال. وأضاف ( ف ، م) أحد أهالى القرية: عائلة الجوايدة منعت عائلة المساعدة من استخدام المعدية فى الانتقال للبر الثانى، وبدأوا فى اضطهاد أبناء المساعدة ومنعهم من الذهاب للمدارس التى تقع ناحيتهم، وظل تبادل إطلاق النيران بين الطرفين أيامًا، وخلالها سقط قتيل من عائلة المساعدة. وأضاف "أ ، م، م" أحد أبناء عائلة المساعدة: "عقب سقوط القتيل الأخير ذهبنا إلى حيث يقيم عائلة الجوايدة، وأطلقنا النيران فماتت معظم مواشيهم وحكمت المحكمة علينا وعليهم، وأنهينا الأحكام الصادرة ضدنا، بينما هم ظلوا هاربين، وتوسطت عائلات للتنازل عنهم، وعندما رفضنا أطلقوا وابلا من الأعيرة علينا ليلًا ونهارًا، وهددونا، إما التنازل أو إطلاق النيران علينا صباحا ومساء. وأوضح "أ" أنه نظرا لأن الترعة قادمة من ناحيتهم، أحضروا "طوب بلوك" وأغلقوها، وهى المصدر الوحيد لرى الأرض التى تخصنا، وأفراد عائلات أخرى، ونتيجة ذلك تم تبوير أكثر من 500 فدان على امتداد 4 كيلو مترات وهناك فقراء لا دخل لهم إلا من الأرض، وبذلك تضرر العشرات بدون ذنب. وأضاف"أ ، م " : منذ فترة زار اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط السابق القرية، وبمجرد علمهم فتحوا الترعة، وبعد مغادرة المحافظ أغلقوها وحاصرونا منذ عدة أيام ونحن ليس لنا ملاذ آخر نفر إليه. وناشد أهالى القرية المسئولين، بإيقاف بطش عائلة الجوايدة، وطالبوا بتدخل المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الورزاراء لإيقاف نزيف الدماء. من جهته قال المهندس أحمد قاسم رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة القوصية، إننا كمسئولين بالمركز والمحافظة، تدخلنا كثيرًا وحاولنا الصلح بين العائلتين دون جدوى وتدخل المحافظ السابق إبراهيم حماد وذهب إليهم بنفسه وتحدث معهم وكنا على حافة الوصول لحل وخاطبت الرى بشكل رسمى لإرسال مهندس يفتح الترعة، فرد علينا المسئولون: لو أرسلنا أى مسئول من قبلنا "سيقتل" حتمًا، كل المشكلات التى تواجه القرية حاولنا حلها أملًا فى الوصول إلى الصلح . وأرسلت محافظة أسيوط خطابا رسميا إلى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تطالبه بالتدخل العاجل لإنهاء الخلاف الذى استمر أكثر من 70 عامًا بين العائلتين وخلف العديد من المشكلات منها تبوير الأراضى. وقال مصدر أمنى، إن الخلاف بين عائلة الجوايدة والمساعدة قديم، وحاولت أجهزة الأمن التدخل بشكل ودى أثناء زيارة اللواء إبراهيم حماد للقرية والوقوف على مشكلاتها لكن المحاولات الودية فشلت، وما يعوقنا من التدخل بشكل رسمى هو الخوف من إزهاق الأرواح إذا ما تم تبادل لإطلاق النار بين الشرطة والأهالى .