استعرض مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عمرو رمضان، اليوم الجمعة، الأولويات التى سيركز عليها الوفد المصرى المشارك فى الدورة الرئيسية لمجلس حقوق الإنسان التى ستبدأ فعالياتها فى جنيف اعتبارًا من 2 وحتى 27 مارس المقبل. وأوضح السفير عمرو رمضان- خلال لقاء نظمته منظمة مجموعة الحقوق العالمية اليوم لعدد من مراسلى وكالات الأنباء العالمية والمندوبين الدائمين للاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وباكستان ومصر- أنه من المقرر أن يتم تقديم مبادرة جديدة حول الحق فى العمل يتم مناقشتها لأول مرة فى الأممالمتحدة. وأكد رمضان أن الحديث عن التمتع بحقوق الإنسان لا يكتمل إلا بتوفير العمل اللائق والتشغيل الكامل تحديدًا للشباب خاصة فى ظل الارتفاع الهائل فى معدلات البطالة حول العالم. وأضاف أن مصر ستحث مجلس حقوق الإنسان على إصدار رسالة قوية وواضحة تؤكد على ضرورة إدراج الحق فى العمل اللائق كإحدى أولويات أجندة التنمية الدولية لما بعد عام 2015. وأشار إلى أن مصر ستستمر بالنيابة عن المجموعة الأفريقية للعام الرابع على التوالى فى طرح القرار الخاص بالآثار السلبية لرؤوس الأموال المنهوبة على التمتع بحقوق الإنسان، موضحًا أن تجربة مصر تعكس قدر الضرر الذى يمكن أن تتسبب فيه التدفقات غير المشروعة للأصول ورؤوس الأموال وتهريبها للخارج بشكل غير قانونى على الاقتصاديات الوطنية ومن ثم على حقوق المواطنين وأن مصر ستدفع المجتمع الدولى مجددًا لمطالبة الدول المتلقية لرؤوس الأموال المنهوبة بإعادتها لدول المصدر. من ناحية أخرى، قال مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة "إن موجة الإرهاب الأسود التى تضرب مصر والمنطقة والعالم بأسره ستدفع الوفد المصرى لاستغلال كافة الفرص المتاحة خلال دورة مجلس حقوق الإنسان المقبلة لتسليط الضوء على الآثار الكارثية للإرهاب على التمتع بحقوق الإنسان وعلى زاوية حقوق المواطنين فى هذا الشأن". وأضاف أن الهجمات الإرهابية الآثمة فى سيناء وذبح المصريين فى ليبيا، والجرائم المفزعة التى ترتكبها بوكو حرام فى نيجيريا وداعش فى العالم العربى وأيضًا الاعتداءات الإرهابية الجبانة فى أوروبا مؤخرًا من غير المقبول أن يظل مجلس حقوق الإنسان صامتًا بشأنها مكتفيًا فقط بالحديث عما يسمى "المدافعون عن حقوق الإنسان" أو "النشطاء السياسيون". ونوه مندوب مصر ورئيس البعثة المصرية بأن دورة مجلس حقوق الإنسان تمثل فرصة مواتية لإعطاء دفعة جديدة للجهود الدولية لمكافحة عدم التسامح والتمييز والحض على الكراهية والعنف ضد المسلمين فى الغرب، مشيرًا إلى أن مصر تشعر بقلق عميق إزاء الارتفاع الملحوظ مؤخراً لمظاهر "الإسلاموفوبيا" فى بعض الدول الغربية وتواتر وقائع الإساءة للرسل والرموز الدينية وأن الوفد المصرى سيتعاون مع شركائه داخل المجموعة الإسلامية ومع الوفود الغربية للتعامل مع هذه القضية بشكل فعال. وفيما يتعلق بالوضع فى فلسطين، أشار رمضان إلى أن دورة مارس ستشهد النقاش الرئيسى حول الوضع فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة فى مجلس حقوق الإنسان، حيث سيستمع المجلس لإحاطة لجنة التحقيق الدولية حول العدوان الإسرائيلى على غزة وكذلك للمقرر الخاص المعنى بحقوق الإنسان فى الأراضى المحتلة. وأوضح أن مصر من منطلق مسؤولياتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية ستعمل على إبقاء معاناة الشعب الفلسطينى فى قلب اهتمامات المجتمع الدولى، وستؤكد بشكل قاطع على أن المأساة التى يعيشها الشعب الفلسطينى لن تتوقف إلا بالتوصل لتسوية سلمية دائمة ونهائية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية وأن عدم تدخل المجتمع الدولى بشكل حازم لإنهاء هذا الوضع ينذر بانفجاره بشكل سيتسبب فى المزيد من الاضطراب والعنف فى منطقة تموج بالفعل بالصراعات والإرهاب والفوضى. ومن جانب آخر، أفاد المندوب الدائم لمصر بجنيف بأن الدورة المقبلة ستشهد تقديم أول تقرير سنوى للمفوض السامى لحقوق الإنسان الجديد الأمير زيد بن رعد آل حسين، معربًا عن اعتزاز المجموعة العربية بكونه أول عربى ومسلم يتولى هذا المنصب الدولى الرفيع. وذكر أن مصر ستتابع عن قرب الإصلاحات التى سيجريها المفوض الجديد لضمان أداء مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان لعملها وفقاً لمبادئ الشفافية والحيادية وعدم التسييس والتوازن. وعن جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان نوه السفير عمرو رمضان بأن مصر تولى اهتمامًا خاصًا لعدد من القضايا التى تمثل أولوية تقليدية للدول النامية كالحق فى الغذاء والحق فى السكن الملائم وآثار الدين الأجنبى وحقوق الأطفال والأشخاص ذوى الإعاقة ومكافحة العنصرية واحترام التنوع والتعددية الثقافية، كما أن الوفد المصرى سيكون شريكاً رئيسياً فى المشاورات حول تطورات أوضاع حقوق الإنسان فى دول الجوار والدول الواقعة فى المحيط الجغرافى والثقافى لمصر، ونوه فى هذا الصدد بالمشاورات التى ستشهدها دورة المجلس بشأن ليبيا وسوريا والعراق ومالى وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان، موضحاً أن مصر ستحث المجتمع الدولى على مساعدة هذه الدول على تجاوز تحدياتها دون إملاءات أو مشروطيات تمس بسيادتها واستقلالية قرارها الوطنى. وذكر السفير عمرو رمضان أن مصر ستستمر فى تنسيق أعمال مجموعة الدول متشابهة الفكر التى تضم روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا وإندونيسيا وباكستان وكوبا و50 دولة أخرى والتى باتت تعد من أهم الأصوات المعبرة عن مصالح دول الشرق والدول النامية، مضيفًا أن مصر ستستمر فى أداء دورها كلاعب رئيسى داخل المجموعات العربية والإفريقية والإسلامية وحركة دول عدم الانحياز تحقيقاً للغايات والمصالح المشتركة لهذه التجمعات.
