لم يدر بخلدِ الفتى اليافعِ الذى لم يبلغْ الثانيةَ عشر من عمره بعد أن يقسو الدهرُ عليه بمثل ما لاح لناظريه.. فقد فقد فتانا أسرتَه جميعها فى حادثِ سيارةِ لم ينج منه سواه.. واقترنت نجاته تلك بجرحٍ غائرٍ استقر فى سويداءِ روحه.. فلقد طاردته الأحزان يوماً تلو آخر ولما يذق طعمَ الفرحِ منذ لحقت به تلك الفاجعةُ التى أردته قتيلاً وإن بدت عليه بعضُ مظاهرِ الحياةِ .