نشرت الصحف يوم الثلاثاء، 27 يناير، تصريحا لمعالى وزير التعليم قال فيه بالنص: "الدول كلها تحتذى بمصر فى المجال التعليمى".. وذلك بمناسبة انعقاد المؤتمر الإقليمى لوزراء التعليم العرب فى شرم الشيخ فى اليوم نفسه وانتهى يوم الخميس التالى، وقد فضلت السكوت لما بعد انتهاء المؤتمر حتى لا أكون كمن يضرب "كرسى فى الكلوب" فى الفرح ليقلبه ضلمه. واليوم أقول: معذرة يا معالى الوزير يبدو أنك بعيد عن بلدنا اللى انت وزير التعليم فيها.. أو تدير وزارتك بالريموت كنترول عن بُعد من منطلق إن الوقاية خير من العلاج حتى لا تصاب بعدوى رداءة التعليم فتخسر شهادتك التى أكيد تعبت عليها كثيرا. احنا كلنا وأنت أولنا يا معالى الوزير عارفين وحاسين وشايفين مستوى التعليم فى مصر فى كل مراحله.. ولما كانت الجامعات هى خلاصة ومصب مراحل التعليم الابتدائية والإعدادية والثانوية.. ولما كان "الجواب بينقرى من عنوانه" والتعليم الجامعى هو عنوان التعليم فى مصر.. فكان العنوان فى واقعتين، أولاهما رأيتها بأُم عينى وسمعتها بصرصور ودنى من جامعى مصرى يعمل "سكيورتى"، وهو يتصدى لمجموعة من الهنود ليمنعهم من دخول المكان الذى يعمل فيه قائلا لهم، وهو يشير إلى ساعته: "آفتر ون وتش". يريد أن يقول لهم إن الدخول بعد ساعة فبدلا من أن يقول: ون أور قال ون وتش، والواقعة الثانية شهد عليها وبها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى أستاذ جامعى شاكيا وهو يقدم فيها صوراً لنماذج من أوراق إجابات طلاب جامعيين كانت تصيب بالغثيان من الهم والحزن والضحك على المستوى المتدنى علمياً ولغوياً نحوياً وأسلوباً وإملائياً.. فكانت فضيحة بجلاجل.. وبحثت عن مستوى الجامعات المصرية فى تصنيف أفضل 200 جامعة على مستوى العالم فلم أجد ولا جامعة مصرية!!.. ووجدت فى الترتيب ال132 معهد تكنولوجيا هندى فى بومباى.. وفى الترتيب ال181 جامعة الملك سعود السعودية. ويمكن أن أوافق معالى الوزير وأبصم على صحة كلامه بالعشرة والعشرين إذا كان يقصد بقوله: "الدول كلها تحتذى بمصر فى المجال التعليمى" غير معنى تقتدى رغم أنه لم يحدد من هى الدول التى تحتذى بالتعليم المصرى، وبالتأكيد هى الدول الأكثر تخلفا من التخلف نفسه أو ليس فيها مدارس أو جامعات أساسا.. وآسف يا معالى الوزير لكنها الحقيقة التى يتجاهلها معالى الوزير ويعرفها الصغير والكبير.. "وشكرن لاكم لحوسن قرءتكم وصابركم على سؤ لوغتى وكالامى وأعتزر عن الإتاله.. وشكرن للجميع". وفى النهاية أقول لمعالى الوزير: إن كنت تقصد ما قلت قتلك مصيبة وإن خانك التعبير فالمصيبة أعظم.