مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    "أداب عين شمس" تشارك في احتفالية عيد الشجرة المصري    المنظمة الدولية للهجرة تعرب عن قلقها الشديد إزاء تهجير الفلسطينيين قسرا من رفح    محمود مسلم: الرئيس السيسي يتحدث دائما عن السلام الشامل والعادل من خلال حل الدولتين    نقطة واحدة للتتويج.. الهلال يفوز على الأهلي في كلاسيكو الدوري السعودي    بيراميدز راحة من التدريبات 24 ساعة    إصابة 14 شخصا إثر تصادم سيارة ميكروباص مع ربع نقل بقنا    محاكمة المتهمة بقتل زوجها بالجيزة    الأعلى للثقافة يحتفي باليوم العالمي لحرية الصحافة .. الأربعاء    قافلة طبية مجانية بقرية الحنفي بكفر الشيخ يومي الثلاثاء والأربعاء    معركة موازية على «السوشيال ميديا» بعد القصف الذي تعرضت له مدينة رفح    وزارة السياحة والآثار تشارك في سوق السفر العربي بالإمارات    تعرف على أسباب خروج «ديانج» من حسابات «كولر»    شبكة القطار السريع.. كيف تغطي جميع أنحاء الجمهورية؟    الأوقاف: افتتاح 21 مسجدًا الجمعة المقبلة    الأحرار الاشتراكيين ل صدى البلد: الحركة المدنية تتخذ اتجاها معاكسا لمفهوم استقرار الدولة    اهم عادات أبناء الإسماعيلية في شم النسيم حرق "اللمبي" وقضاء اليوم في الحدائق    ليلى علوي تحتفل بشم النسيم مع إبنها خالد | صورة    محمد عدوية: أشكر الشركة المتحدة لرعايتها حفلات «ليالي مصر» ودعمها للفن    هل يجب تغطية قَدَم المرأة في الصلاة؟.. الإفتاء توضح    أدعية استقبال شهر ذي القعدة.. رددها عند رؤية الهلال    مدينة برازيلية تغرق تحت مياه الفيضان    لذيذة وطعمها هايل.. تورتة الفانيليا    تفاصيل التجهيز للدورة الثانية لمهرجان الغردقة.. وعرض فيلمين لأول مرة ل "عمر الشريف"    غارة إسرائيلية تدمر منزلا في عيتا الشعب جنوب لبنان    قدم تعازيه لأسرة غريق.. محافظ أسوان يناشد الأهالي عدم السباحة بالمناطق الخطرة    إزالة 164 إعلاناً مخالفاً خلال حملة مكبرة في كفر الشيخ    التيار الإصلاحى الحر: اقتحام الاحتلال ل"رفح الفلسطينية" جريمة حرب    تناولها بعد الفسيخ والرنج، أفضل مشروبات عشبية لراحة معدتك    موعد إجازة عيد الأضحى 1445 للطلاب والبنوك والقطاعين الحكومي والخاص بالسعودية    أرخص موبايل في السوق الفئة المتوسطة.. مواصفات حلوة وسعر كويس    بعد فوز ليفربول على توتنهام بفضل «صلاح».. جماهير «الريدز» تتغنى بالفرعون المصري    ضحايا احتفالات شم النسيم.. مصرع طفل غرقًا في ترعة الإسماعيلية    طلاب جامعة دمياط يتفقدون الأنشطة البحثية بمركز التنمية المستدامة بمطروح    صانع الدساتير يرحل بعد مسيرة حافلة، وفاة الفقيه الدستوري إبراهيم درويش    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    مائدة إفطار البابا تواضروس    زيادة في أسعار كتاكيت البيّاض 300% خلال أبريل الماضي وتوقعات بارتفاع سعر المنتج النهائي    قبل عرضه في مهرجان كان.. الكشف عن البوستر الرسمي لفيلم "شرق 12"    صحة الإسماعيلية.. توعية المواطنين بتمارين يومية لمواجهة قصور القلب    رفع الرايات الحمراء.. إنقاذ 10 حالات من الغرق بشاطئ بورسعيد    عضو ب«الشيوخ» يحذر من اجتياح رفح الفلسطينية: مصر جاهزة لكل السيناريوهات    أمينة الفتوى تكشف سببا خطيراً من أسباب الابتزاز الجنسي    لقاء علمي كبير بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    برلماني يحذر من اجتياح جيش الاحتلال لرفح: تهديد بجريمة إبادة جماعية جديدة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    الصحة تعلن إجراء 4095 عملية رمد متنوعة مجانا ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    في العام الحالي.. نظام أسئلة الثانوية العامة المقالية.. «التعليم» توضح    نانسي عجرم توجه رسالة إلى محمد عبده بعد إصابته بالسرطان.. ماذا قالت ؟    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    مفوضية الاتحاد الأوروبي تقدم شهادة بتعافي حكم القانون في بولندا    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    متى يُغلق باب تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء؟ القانون يجيب    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    طارق السيد: لا أتوقع انتقال فتوح وزيزو للأهلي    تعليق ناري ل عمرو الدردير بشأن هزيمة الزمالك من سموحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات وقصص عن أجمل ما فى النوبة "أسوان"
نشر في اليوم السابع يوم 18 - 01 - 2015

"كرم.. شجاعة.. انتماء" صفات تلخص مشوار هذه المدينة السمراء؛ أو كما أطلق عليها عبر التاريخ أطيب المدن وأقدمها.. "مدينة التضحيات" قيل عنها فى حكايات أخرى، وعلى الرغم من تعدد صفاتها إلا أنها تظل ماركة مسجلة للأخلاق والنبل على مر العصور.
"أسوان" بلد النوبة ومركزها فى مصر منذ مطلع التاريخ بداية من العصر الحجرى مرورا بالفرعونى والإسلامى والحديث، والتى سجل التاريخ اسمها من ذهب وسط أكثر المدن المصرية القديمة التى اشتهرت بالطبيعة الخلابة الساحرة وبالكنوز والثروات المعدنية التى تكمن تحت كل حبة تراب من أرضها.
فعرفت النوبة قديما ببلاد الكنوز لما تحويه أرضها من مناجم ذهب وألماس والمعادن المتعددة وعرفت بمناجم "نوبيرية"، ومن هنا اشتق الاسم لفظ "نوب" الذى يعنى باللغة المصرية القديمة "الهيروغليفية" الذهب، وعلى الجانب الآخر نجد فى المعجم أن كلمة "نوب" تعنى جيلا من الناس يعيش فى بلاد تسمى باسمهم، بينما أطلق على أسوان بشكل عام فى العصر البطلمى اسم "سين" وسماها النوبيون "يبا سوان"، بمعنى كنز كبير أو مقبرة لملوك النوبة الذين عاشوا فيها آلاف السنين.
لم تتوقف كلمة الكنوز عند الذهب والألماس وحسب، فلم تكمن الثروات فى أعماق أرضها وفقط إنما سكنت وتغلغلت داخل قلوب سكانها، ليجود النيل الذى طالما غمر أرضها بصفة الكرم والسخاء على أبنائها وتجسد طبائعهم السامية صفة التضحية والشجاعة منذ مطلع التاريخ، فمن بين أهل النوبة ظهر أول فرعون مصرى شجاع "مينا" موحد القطرين الذى تزوج من الملكة "نفرتاري" الجميلة نوبية الأصل، وقضا حياتهما فى رحلة البحث عن التوحيد بين الجزء الشمالى والجنوبى لطيبة لتتحول بفضله إلى قوة عظمى، ويمر الزمن ويثبت شعبها أن من بينهم أيضا جنودا عرفوا بالشجاعة والإقدام يستطيعون حماية أرضهم والدفاع عنها ضد أى معتد، فحينما غزا الهكسوس مصر استعان الملك أحمس بالصناع المهرة والعجلات الحربية من أبناء النوبة لإعادة بناء الجيش المصرى الذى استطاع القضاء على الهكسوس، كما شكل سكانها الذراع اليمنى لصلاح الدين الأيوبى فى معظم معاركه وانتصاراته.
ولم تتوقف سلسلة التضحية من أجل الوطن عند هذا الحد إنما تحولت إلى عرض مستمر حرص أبناء النوبة القديمة "أسوان" على تقديمه لبلده الأم "مصر" وهذا ما يتجلى فى الحركة التهجيرية التى مروا بها بداية من بناء خزان أسوان 1902 وحتى بناء السد العالى 1963، لتتقلص المساحة التى كانوا يعيشون بها إلى أقل من النصف ويرحلوا عن منازلهم وقراهم الأصلية وتبدأ رحلة التضحية والعطاء من أجل الوطن ويسجل التاريخ محافظة "أسوان" ضمن أكثر المدن المصرية التى عانت التهجير فداءا للوطن.
ومن هنا حاولت "اليوم السابع" ضمن حملتها لإحياء السياحة الداخلية لمصر أن تكرم أبناء النوبة "أسوان" فى عيدهم القومى يوم 15 يناير من كل عام، لتشاركهم احتفالاتهم وتلقى الضوء على هذه البلد التى طالما كانت مهدا ومنبعا للحضارة المصرية.
معاناة التهجير لم تفقد بلاد النوبة انتماءهم لوطنهم الأم مصر
لم تفقد عمليات التهجير المستمرة التى بدأت منذ عام 1902 وبناء خزان أسوان واستمرت حتى قرار بناء السد العالى عام 1963 هوية هذا الشعب الخلوق، فعلى الرغم من المصاعب التى مر بها أهلها، بالإضافة إلى فكرة الرحيل عن موطنهم الأصلى، المتمثل فى قرى النوبة القديمة والمعاناة التى شعروا وما زالوا يشعرون بها حتى الآن، إلا أنهم لم يفقدوا ولو ذرة واحدة من انتمائهم لبلادهم الأم "مصر" هكذا بدأ حديثه الكاتب النوبى "حجاج أدون" مستعرضا سلسلة التضحيات المتتالية التى مر بها أبناء النوبة منذ بداية القرن الماضى، الذى كانت تمتد فيه النوبة بطول 350 كيلومترا من الشلال الأول وحتى الشلال الثانى جنوب أسوان بطول نهر النيل ليتهجر أكثر من 17699 أسرة نوبية خاصة مع بناء السد العالى قائلا: "بدأت الهجرة مع بناء خزان أسوان عام 1902 الذى كان سببا فى هجرة أول عشرة أسر بسبب ارتفاع منسوب المياه خلفه وإغراقها ليتحمل أهالى هذه القرى آثار بناء الخزان ويرحلوا طواعية دون طلب من الدولة، متجهين إلى مختلف محافظات الجمهورية، وبعد عشر سنوات تقريبا حدثت أول تعلية للخزان عام1912 وارتفع منسوب المياه أيضا ليطيح بثمانى قرى أخرى كانت من بينهم "قورتة، العلاقى، السيالة، المحرقة، المضيق والسبوع" لتأتى التعلية الثانية للخزان عام 1933 وتغرق معها عشر قرى أخرى، حتى تم ترحيل أهالى النوبة رسميا فى عام 1963 إلى هضبة "كوم أمبو" لبناء السد العالى لحماية مصر من أخطار الفيضان لتستمر مسيرة التضحية من أجل الوطن.
مشيرا إلى تصنيف السكان داخل أسوان: صنف سكان أسوان النوبيون إلى مقيمين ومغتربين، نتيجة للهجرة التى بدأت مشاكلها مع بداية الحصر عام 1960 ، فضلا عن نقل 42 قرية بنفس أسمائها القديمة، فبعد أن كانت تعيش الأسرة فى بيت لا تقل مساحته عن ألف متر تقلصت المساحة لتصل إلى أقل من الربع، فضمت النوبة القديمة ثلاثة فروع عرقية فى الشمال كان يقيم الكنوز الأكثر احتفاظا بالطابع النوبى والعادات والتقاليد الصارمة، والذين يقيمون حاليا فى قرى البر الغربى محتفظين بشكل البيوت القديمة بألوانها وأشكالها المميزة، وفى الوسط كان يقيم العرب الذين ينحدرون من أصول عربية وفى الجنوب أقام "الفدجة" المقيمون حاليا فى مركز نصر النوبة فى قرى على شكل نصف دائرى بداية من قرية بلانة وحتى كلابشة ومع الهجرة الكبرى عام 1963 قسمت الدولة النوبيين إلى فئتين فئة المقيمين بالنوبة القديمة وأعطتهم بيوتا فى القرى الجديدة وفئة أخرى هم المغتربون، وأجلت بناء منازل لهم ولم تبن لهم غير 50% فقط من مساكنهم وهى المشكلة التى لازالت قائمة.
ويضيف "على الرغم من كل هذه المعاناة التى عاشها النوبيون إلا أنهم لم يفقدوا الأمل فى التغيير ولم تهتز ثقتهم بوطنهم ومازالوا على أتم الاستعداد لتقديم المزيد من التضحيات، وكلهم أمل فى الدستور المصرى الجديد الذى يرون به بوادر الأمل فى التغيير، وعلى هذا النحو الأكثر تفاؤلا جاء حديث "إبراهيم يس" أحد سكان قرى النوبة، والذى حضر مشاهد التهجير المؤلمة لكنه ظل حريصا على هويته وانتمائه لمصر، "كنت صغيرا لكن فاكر حزن أهلى ونواح أمى على ترك منازلهم الواسعة البراح واللى تعدت الألف متر، وانتقالهم لبيوت صغيرة غير مجهزة وإحساسنا بالغربة داخل بلادنا، لكن على الرغم من قسوة التهجير لكنه مقدرش يفقدنا انتماءنا وحبنا لمصر اللى أسوان والنوبة على وجه الخصوص جزء أصيل منها، واعتبرنا 'لام الرحيل عن بلادنا الأصلية مجرد تضحية فى سبيل إقامة السد العالى لحماية وطنا الأكبر من أخطار السيول والفيضانات، وعلى الرغم من الظلم اللى تعرض له أهالى النوبة على مدار العصور السابقة إلا أنهم لم يفقدوا الأمل فى العهد الجديد خاصة بعد الدستور إللى كان منصفا وذكرت نصوصه اسم "النوبة" كنوع من الاعتراف بثقافتنا وهويتنا، واللى تضمنت نصوصه دعم حقوق النوبيين فى العودة وتعمير قراهم على ضفاف البحيرة".
أسوان أهم مدن مصر السياحية أرض الحضارة وشبق التاريخ
يتجسد التاريخ على هذه الأرض العريقة مسجلا إياها مهدا للحضارة المصرية، فتعد أسوان من أهم المدن السياحية حول العالم، لامتلاكها العديد من الآثار التى كانت بمثابة شاهدا على مختلف العصور والتى أذهلت العالم، مما أهلها لتكون أنشودة تاريخية عبر الزمان كما وصفها الدكتور "محمد عبد المقصود" أحد كوادر وزارة الآثار والذى سيصطحبنا فى جولة سريعة لنتعرف على أهم معالم أسوان السياحية التى ميزتها عن غيرها من المدن المصرية والعالمية والحديثة فيما يلى:
جزيرة فيلة: تقع فى منتصف نهر النيل وتعد أحد أقوى الحصون على طول حدود مصر الجنوبية، نسبة لدورها فى فصل النيل إلى قناتين معاكستين فى أسوان، وسميت بهذا الاسم لوجود معبد فيلة بها الذى تم تجميعه على جزيرة "أجيليكا"، وذلك مع بناء السد العالى .
وتعددت الروايات حول هذا الاسم فهناك من ينسب اسم فيلة أو فيلاى إلى اللغة الإغريقية التى تعنى "الحبيبة" أو "الحبيبات" وهناك من يطلق عليها "أنس الوجود" نسبة لأسطورة أنس الموجودة فى قصص ألف ليلة وليلة، كما عرفت باسم مصرى وقبطى قديم وهو "بيلاك" ويعنى الحد أو النهاية لأنها كانت آخر حدود مصر فى الجنوب، و كرست قديما لعبادة الإلهة إيزيس غير أن الجزيرة احتوت على معابد لحتحور وأمنحتب وغيرها من المعابد.
أبو سمبل: موقع أثرى يضم معابد مزدوجة كانت فى الأصل منحوتة من فى القرن ال13 قبل الميلاد، وفى عهد الملك رمسيس الثانى استخدمت كنصب له ولزوجته والملكة نفرتارى، للاحتفال بذكرى انتصاره فى معركة قادش.
معبد كلابشة: كرس المعبد قديما لعبادة الإله النوبى مندوليس إله الخصوبة والشمس عند النوبيين، وقد شرع فى بنائه الإمبراطور الرومانى أوكتافيوس فى "30-14" قبل الميلاد، فكان المعبد وقتها واحد من أكبر المعابد ذات الطراز المصرى النوبى، حيث يحتوى على فناء مفتوح، قاعة أعمدة بالإضافة إلى ثلاثة حجرات لقدس الأقداس، ويعتقد أن المعبد شيد على مبانى قديمة تعود لفترة حكم بطليموس التاسع.
ضريح آغا خان: هو ضريح آغا خان الثالث أو السلطان محمد شاه، الذى توفى فى عام 1957، و تم بناؤه على نمط وأسلوب المقابر الفاطمية فى القاهرة وبنى من الحجر الجيرى الوردى.
المسلة الناقصة: يرجع تاريخ هذه المسلة إلى العصر الحديث من إمبراطورية الفراعنة فى مصر، وتتميز المسلة بضخامة حجمها رغم أنها لم تكتمل لأسباب غير معروفة.
السد العالى: الذى شيد فى عصر الرئيس جمال عبد الناصر بين فى عام 1960 لحماية مصر من أخطار الفيضان ويتميز السد بكون جزئه الغربى صمم على شكل زهرة اللوتس، فضلا عن احتواء المدينة على مقابر النبلاء حكام النوبة فى الدولتين القديمة والحديثة، أول مدرسة حربية أنشئها محمد على وتسمى الآن باسم مدرسة العقاد، متحف النوبة المؤسس حديثا، المقابر الفاطمية التى تقع جنوب شرق أسوان و معبد كوم مبو شمال أسوان.
أسوان منبر الثقافة والفنون لمحافظات صعيد مصر والنوبى فنان بطبعه
على الرغم من التعدد العرقى المتواجد بأسوان إلا أنها ظلت محتفظة بثقافتها وهويتها الخاصة دون أن تتأثر بتعددية الفكر واللغة، فالسكان بها عبارة عن عرقين الأول "النوبيون" وهم السكان الأصليين والمنقسمين أيضا إلى قبيلتى "الكنوز" و"الفجيكات" وتعتبر اللهجة النوبية المختلفة هى سبب تسميتهم بذلك الاسم، والعرق الثانى هو "العرب" الذين جاءوا مع الفتح الإسلامى لمصر واتخذوا من أسوان مسكنا، وانقسموا أيضا إلى أكثر من عشر قبائل من أشهرهم "الجعافرة، البشارية، العبابدة، الأنصار، العليقات، و بنى هلال وبسبب تحدثهم اللغة العربية جاء اسمهم، مما يؤكد على استيعاب بلاد النوبة لأكثر من ثقافة خاصة بعد مرحلة التهجير دون أن تنتزع ثقافتها وفنونها الأصلية والمتمثلة فى الاستعراضات والموسيقى النوبية الخالصة.
فضلا عن صناعات النوبة اليدوية كالرسومات ذات الطابع النوبى المميز وفن النول ورسم الحنة وصناعة وأدوات الخوص، والمعمار النوبى الذى ظل سمة لهم على مر العصور.
لكن يرى بعض أهالى أسوان أن ثقافتهم ظلت فى منفى عن باقية المحافظات على الرغم من تميزها على حسب كلام "أشرف حربى" أحد سكان قرية "توشكى غرب"، والذى يرى أن قصور ثقافة أسوان تحتاج إلى التدعيم الكامل من قبل وزارة الثقافة لإيصال الفنون النوبية لباقية محافظات مصر دون تحريف.
ومن جانبه أكد المخرج "ناصر عبد المنعم" رئيس قطاع الانتاج الثقافى السابق بوزارة الثقافة، عن إقامة مهرجان خاصا بفنون النوبة بأسوان خلال الأشهر القليلة القادمة لإلقاء الضوء على الفنون والثقافات التراثية الخاصة بأهالى أسوان والنوبة على وجه الخصوص ونشرها داخل وخارج مصر لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية فى أن واحد.
نقيب المعلمين: الأمية بأسوان لا تتعد 5% ولا توجد عمالة أطفال.. ومدير التعليم الفنى: أسوان أكثر المدن التى تجيد ربط حاجز السوق بالتعليم
أما بالنسبة للجانب التعليمى بالمحافظة فهو على النقيض تماما من بعض المعتقدات التى ترسم صورة مزرية لمستوى التعليم بأسوان كإحدى محافظات الصعيد، فنسبة الأمية بالمدينة لا تتعد 5% فضلا على تخلص المحافظة تماما من مشكلة عمالة الأطفال على حسب كلام "يس عبد الصبور" نقيب المعلمين بأسوان الذى أشار إلى تنفيذ أكثر من مشروع تعليمى داخل المحافظة فى السنوات القليلة الماضية كمشروع ال"2000" حاسب إلى الذى طبق بمعظم مدارس التعليم الأساسى الابتدائى والإعدادى بكل قرية بالمحافظة.
مؤكدا على وجود مدرسة أو اثنين بكل قرية من قرى النوبة بداية من المحافظة نفسها وصولا لقرى الشمال والجنوب، فضلا عن الدورات التدريبية التى يتلقاها المدرسون للنهوض بمستوى التعليم بالمحافظة، الأمر الذى دعم الطلبة وحجز لهم مكانا وسط أوائل الطلبة على مستوى الجمهورية وكان آخرهم الطالب "محمد يوسف" الذى حقق المركز الخامس على مستوى الجمهورى لهذا العام بمجموع 100%.
بينما تقول "نادية حمدنا الله" مدير التعليم الفنى بالمحافظة: "تتميز محافظة أسوان بفكرة ربط السوق بالتعليم من خلال إقامة المشاريع التعليمية الفنية التى تخدم رأس المال ومتطلبات السوق مثل مدرسة الصيد التى تتخصص فى تعليم فنون الصيد وصناعاته على اعتبارها المهنة الأساسية بالنوبة لاستغلال ثروة النيل السمكية".
وتضيف: "هناك أيضا أقسام فنية داخل المدارس مثل قسم الجرانيت المتخصص فى تعليم صناعات الجرانيت المختلفة بشكل عملى داخل المحاجر، فضلا عن مشروع "رأس المال الفندقى" المتخصص فى تعليم مهن وحرف الفندقة والسياحة المختلفة".
محافظ أسوان يهنئ أهالى المدينة بعيدهم القومى ويعدهم بالتقدم على كل المستويات
فى كلمة خاصة ل"اليوم السابع" وجه اللواء "مصطفى يسرى" محافظ أسوان تهنئته لأهالى المدينة بعيدهم القومى الموافق يوم 15 يناير من كل عام، والذى يمثل تكريما لأهالى النوبة الكرام اللذين ضحوا بأراضيهم وممتلكاتهم ومنازلهم البرحة الواسعة وارتضوا بتهجيرهم لقرى صغيرة ومنازل ضيقة مبتدئين رحلة التأقلم على أسلوب حياة وطريقة عيش جديدة عليهم من أجل بناء "السد العالى" لحماية وطنهم الأم "مصر" من أخطار الفيضان.
مشيرا لسلسلة التضحيات التى قدمها أهالى أسوان على مدار التاريخ، والتى ستكلل بداية من هذا العام على حسب حديثه على كافة المستويات الفنية والثقافية وحتى الحقوقية، واعدا بأن تحقق مطالبهم المشروعة التى طالما حلموا بها من تصحيح أوضاعهم بالدستور المصرى، والنهوض بالمستوى التعليمى والصحى بالمدينة فى ظل عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى بدا خطواته الأولى نحو إنصاف النوبيين.
وعن تنشيط السياحة بالمدينة وإعادة إحياء دورها الثقافى والتنويرى وسط محافظات الصعيد قال: "ستستقبل المدينة فى بداية هذا العام مهرجانات وحملات فنية كبرى بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى ووزارة الثقافة، لإلقاء الضوء على أنواع الفنون والثقافات المختلفة للنوبة وإبراز هوية أهالى أسوان من جانب، ومن جانب آخر لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية، لتكون بمثابة إعادة إحياء للتراث النوبى لجذب السياح والمستثمرين العرب والأجانب لإقامة المشاريع المختلفة على أرض المحافظة، ومن ثم توفير فرص العمل للسكان، واستغلال دخل هذه الفعاليات الكبرى فى الارتقاء بمستوى مرافق المدينة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.