أقامت لجنة الدراسات الأدبية بالمجلس الأعلى للثقافة حفل تأبين للناقد الأدبى الكبير رجاء النقاش، حضره العديد من الأدباء والكتاب والشعراء. أدار الندوة دكتور أحمد درويش، وتحدثت فى بدايتها الكاتبة والناقدة فريدة النقاش وتناولت فى كلمتها علاقتها بالمبدع الكبير وما قالت إنه "إحساس باليتم المجازى" لأن الراحل لم يمثل لها الأخ فقط بل مثل "نموذجا لهؤلاء الذين أحبوا مصر وحلموا بها وطنا للعدالة تتحقق فيه إنسانية الإنسان وآدميته"، وغلبتها دموعها واختلطت بأوراقها فى موقف أثر على فى كل الحاضرين. تلاها فى الكلمة الشاعر حلمى سالم، متحدثا عن القيمة الفكرية والأدبية لأعمال رجاء النقاش، وكيف كان يشبه من يملك عصا سحرية، بحيث إن الأديب الذى يتناوله النقاش بالنقد يتحول بعدها إلى مبدع شهير، ويكفيه اكتشافه لمحمود درويش وأدونيس والطيب صالح وتقديمهم للقارئ المصرى والعربى، وقرأ جزءاً من قصيدة كتبها الشاعر ماجد يوسف فى رثاء رجاء النقاش من أبياتها: كان الفيصل الواضح فى أى سياق خطاب زاوج ما بين العقل والأعماق وعمره ما تاه عن البوصلة كما هو شأن أسلافه من الأصلاء بعد ذلك تحدث الشاعر فاروق شوشة عن كتابات رجاء النقاش التى تناولت الأعمال الأدبية فى سياقها الإنسانى الفياض فى ذروة النقد الاشتراكى والماركسى الذى كان يقيس العمل الأدبى وفق مفاهيم ايدلوجية مسبقة. تلى ذلك كلمة الناقد الأدبى دكتور حسام عقل، متحدثا عن المنهجية النقدية التى اتبعها الناقد المبدع رجاء النقاش، وكيف كان يتلمس مواطن الجمال فى العمل الأدبى، معتبراً أن الناقد ليس دوره قتل المواهب ومهاجمتها وإنما توجيهها إلى الأفضل بشكل لا يغفل الفروق الفردية بين موهبة وأخرى. واختتمت الندوة بكلمة للدكتورة هنيا عمر زوجة الكاتب الكبير رجاء النقاش، تحدثت فيها عن أهمية الحفاظ على القيم الإنسانية التى كان يدافع عنها رجاء، والتى إن وجدت من يدافع عنها فإن ذلك يعنى امتداداً لروح الفقيد الكبير.