طلبت النيابة الإدارية من الرقابة الإدارية فحص مخالفات بروتوكول شركة مطاعم أمريكانا مع وزارة التربية والتعليم وفحص مستندات صرف الرواتب التى تصرف لمسئولى التعليم الفنى بمديرية تعليم القاهرة والوزارة بأسمائهم مقابل تشغيل التلاميذ بمطاعم الشركة بالمخالفة لقانونى التعليم والطفل. بدأت وقائع القضية منذ 3 سنوات حيث كان الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم المصرى الحالى يشغل منصب رئيس قطاع التعليم الفنى والتجهيزات حيث أبرم اتفاق تعاون مع "أمريكانا" لإنشاء مهنة جديدة تسمى "مهنة مطاعم خدمة الوجبات السريعة" تلحق بالمدارس الثانوية الفندقية "تعليم مزدوج. وتضمن اتفاق التعاون بين أمريكانا والتعليم أن يتم التدريب العملى لتلاميذ المهنة بمطاعم أمريكانا التى تضع درجات العملى "لمادة التدريب العملى" وتمنح الشركة مكافآت شهرية للتلاميذ تتراوح بين 550 و600 جنيه على أن يخضعوا للتأمين الصحى طبقًا للوائح وزارة التعليم وتقوم شركة أمريكانا بالتأمين على التلاميذ ضد حوادث العمل بمطاعم الشركة. وجاء فى بنود الاتفاق التزام الشركة بدفع رواتب تصرف كل 3 شهور لبعض المسئولين بوزارة التربية والتعليم ومديرية تعليم القاهرة وصدر بذلك قرار وزارى بتوزيعها بمعرفة سكرتير المدرسة بعد استقطاع الضرائب المستحقة عليها. كشفت البلاغات التى تقدم بها بعض المسئولين عن متابعة المشروع عن وجود سلبيات عديدة تمثلت فى أن مطاعم أمريكانا تختص بمنح درجات العملى للتلاميذ مما نتج عنه استخدام المطاعم للتلاميذ فى الأعمال الشاقة نظير أجور بخسة بزعم تدريبهم وتهديدهم بأنه إذا امتنعوا عن أداء تلك الأعمال الشاقة أو المطالبة بزيادة أجورهم بالحرمان من درجات العملى والتلاعب فيها لأنهم يدركون أنها أساس النجاح أو الرسوب الأمر الذى اضطر معه التلاميذ الرضوخ لنظام السخرة بالإضافة إلى إجبار التلاميذ على العمل فى الإجازة الصيفية. وتبين استغلال التلاميذ فى العمل بالورديات الليلية بعدد ساعات يتجاوز 12 ساعة يوميًا بالمخالفة للمادتين 65 و66 من قانون الطفل ولا توجد راحات أسبوعية لهم والاعتماد عليهم ك عمالة رخيصة لعدم وجود منهج عملى للتدريب بالمخالفة للاتفاق المبرم بين وزارة التعليم وأمريكانا. كما جاء بالأوراق عدم وجود منهج تدريبى علمى ينفذ على التلاميذ أثناء عملهم بالمطاعم وأنهم يعملون فى تنظيف الحمامات وأرضيات المطابخ ورفع البضائع ويتم الضغط عليهم وتهديدهم فى مستقبلهم التعليمى بدرجات الامتحان العملى لإرغامهم على قبول السخرة والمهانة بمساعدة المسئولين الذين يتقاضون من شركة أمريكانا الرواتب كل 3 أشهر. كما أكدت البلاغات عدم التأمين على التلاميذ الذين يعملون فى مطاعم أمريكانا بزعم تدريبهم ضد الحوادث أو الوفاة بالمخالفة للبند 11 من الاتفاق رغم أن العمل فى تلك المطاعم به الكثير من الإصابات حيث توفى تلميذ يدعى "أحمد مجدى" العام الماضى وإصابة الطالب "بيشوى عبد المسيح" بعاهة مستديمة. وتسلمت النيابة الإدارية صور شيكات بأسماء مسئولين بالتعليم الفنى بمديرية تعليم القاهرة تصرف لهم كل 3 شهور ولم تدخل الوحدة الحسابية لخصم الضرائب المستحقة عنها.
