سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسبوع الحزن.. رحيل ثلاث قامات أدبية.. "أبو همام" تلميذ العقاد المدافع عن الشعر.. والمنجى سرحان ما زال يعيش فى جلباب قريته.. وأمين ريان جمع بين الفن التشكيلى والأدب
الأسبوع الماضى لم يمر مرور الكرام على الثقافة المصرية، بل أصر أن يترك وجعا فى قلوب المثقفين والمصريين والأكاديميين والفنانين التشكيليين، وعلى جدران الجامعات والمؤسسات الثقافية.. رحل عن عالمنا ثلاثة من المبدعين الكبار أبو همام والمنجى سرحان وأمين ريان. أبو همام.. الحالة فى مستشفى المنيل التخصصى وفى صباح يوم الثلاثاء 16 ديسمبر، توفى الشاعر والناقد الأدبى الكبير د.عبد اللطيف عبدالحليم "أبو همام" الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وعضو مجمع اللغة العربية بمستشفى المنيل التخصصى. و"أبو همام" وصفه الدكتور أحمد درويش، أستاذ البلاغة والأدب المقارن بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، بأنه "حالة" فى الثقافة العربية، لم تكن الجامعة بالنسبة له مجرد وظيفة جيدة أو مكان يعمل منه على ذاته، فقد كان "أبو همام" يفهم دور الأستاذ والشاعر والناقد والمثقف والأديب، ويعرف الوعى الذى يمكن لأستاذ جامعى أن يتركه بين شباب تتشكل عقولهم وأفئدتهم الآن بين يديه. وكان محبا للشعر والشعراء ويعرف قدرهما وقيمتهما، هكذا تحدث الشاعر عبد الرحمن مقلد، عن قيمة أبو همام وعن إدراكه للشعر ولقيمة الشاعر فى المجتمع، حيث كان يرى أن على المجتمع أن يضعهما فى مكانهما العظيم الذى يليق بهما. والدكتور أبو همام تلميذ لكل من عباس محمود العقاد، وشيخ المحققين محمود شاكر، ويعد من أشهر شعراء العمود الشعرى. ولد أبو همام عام 1945 ومن أشهر دواوينه الشعرية: الخوف من المطر 1974 - لزوميات وقصائد أخرى 1985 - هدير الصمت 1987 - مقام المنسرح 1989 - أغانى العاشق الأندلسى 1992 - زهرة النار 1998، أعماله الإبداعية الأخرى حيث ترجم مسرحية خاتمان من أجل سيدة 1984 - قصائد من إسبانيا وأميركا اللاتينية 1987، وإبداعات أخرى، وترجم بعض شعره إلى الإسبانية والفرنسية. ومن الجوائز التى حصل عليها، جائزة الدولة التشجيعية فى الترجمة الإبداعية 1987، وجائزة مؤسسة البابطين للإبداع الشعرى عن أفضل ديوان عام 2000. يذكر أن لأبى همام أكثر من سبعة دواوين شعرية وعشرين كتابًا نقديًا، كما نال عددًا كبيرًا من الجوائز المصرية والعربية. المنجى سرحان.. الأحلام والانكسارات إثر توقف الكبد عن العمل رحل الشاعر الكبير المنجى سرحان، بهدوء يليق به وبطريقة حياته، وبالبراءة التى تبديها ملامحه وبالدهشة التى تطل من عينيه كوافد للمدينة للمرة الأولى، بملامحه الصعيدية جدا التى تصلح لحكاية الألم، ولقليل من الفرح. وجدير بالذكر أن الشاعر المنجى سرحان ولد عام 1955 فى محافظة سوهاج، ومن دواوينه الشعرية: حين يدق صمودك بابى 1979 - وعائد إليك 1987 - قراءة فى كتاب النخيل 1992 - الولد البرىء 1999. ينتمى المنجى سرحان لجيل السبعينيات، بكل ما له وما عليه جيل الأحلام والانكسارات، الذى عبر عن حالات شتى من النصر وتشتت الذات العربية بعد انكسار الحلم القومى فى الستينيات وبعد مفاوضات الصلح مع إسرائيل. كان حزينا.. يبدو ذلك فى جمله الشعرية، وكان يخشى المدينة ويختبئ فيما تبقى لديه من آثار القرية ويتمسك بأهدابها، فى الحقيقة هو لم يفارق قريته البسيطة، فى مواجهة المدينة بتعقيداتها، كما أن إحساسه بالغربة والغياب كان مسيطرا على مشروعه الشعرى. أمين ريان.. الأب وقبل أن يغادرنا الأسبوع، توفى مساء أمس الخميس الكاتب والفنان التشكيلى أمين ريان، الذى ولد عام 1925، ودرس الفنون الجميلة، وحصل على بكالوريوس مدرسة الفنون عام 1950 وتأثر فى رسوماته بأعمال أستاذه الفنان الكبير أحمد صبرى وكان مشروع تخرجه هو لوحة شم النسيم التى بدت مبشرة بمولد فنان متميز، ثم اشترك- أمين ريان- فى أول مهرجان فى حياته وهو معرض(مختار) بفندق الكونتيننتال وتحت رعاية هدى شعراوى فى 1943، وفازت لوحته ( عودة الحجاج) بالجائزة الأولى، والتى اشترتها السيدة هدى شعراوى بمبلغ 30 جنيها، وكان مبلغًا كبيرًا فى ذلك الحين. ول"ريان" روايات ومؤلفات أدبية مستلهمة من الأعمال التشكيلية والمراسم والموديل وحياة التشكيليين، منها: حافة الليل، مقامات ريان، المرئى واللامرئى، الصيف، وغيرها. وقد تحولت لوحته الشهيرة "الشهيد" إلى ملصق ضد الاستعمار عام 1950، كما أنه قد سجل حريق القاهرة فنيا وأدبيا بالاشتراك مع كمال الملاخ وحسن حاكم.