يبدأ رئيس الجمهورية التركى رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم تحركات سياسية قريبا بهدف تليين مواقف الدول الغربية، بعد تصاعد ردود أفعالها ضد تركيا واتهامها بعدم احترام الصحافة وحرية التعبير فى ظل حملة الاعتقالات التى استهدفت 27 شخصا، وأغلبهم من الصحفيين. وذكر الموقع الإليكترونى لصحيفة " آيدنلك" اليسارية التركية اليوم الجمعة أن أردوغان طالب بتوجيه تعليمات إلى كافة السفراء الأتراك فى عواصم الدول الغربية وتبليغهم أن حركة الخدمة بزعامة الداعية الإسلامى الشيخ فتح الله جولن هى "منظمة إجرامية". وطلبت حكومة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو من البعثات الدبلوماسية التركية فى العواصمالغربية التأكيد على أن "عملية الاعتقالات ليست لفرض ضغوط على الصحافة وحرية التعبير، بل هى إجراءات قانونية اتخذت ضد الهيكل التنظيمى لجماعة جولن الذين يشكلون تهديدا مباشرا على الأمن القومى التركي". ومن جانبهم، أعرب عدد من السفراء الأتراك فى العواصمالغربية المهمة عن عدم ارتياحهم وقلقهم من التعليمات الواردة من أنقرة، حيث قد تتسبب لهم فى صعوبات بالغة، خاصة بعد أن وجه أردوغان أثناء توليه منصب رئاسة الوزراء بالتحرك وتقديم الدعم لمدارس الداعية جولن فى عموم دول الاتحاد الأوروبى قبل أن تنقلب الأمور إلى الاتجاه المضاد. وكانت وحدة مكافحة الإرهاب قد شنت عمليات تفتيش واعتقالات صباح الأحد الماضى فى توقيت متزامن فى 13 محافظة، وعلى رأسها اسطنبول، وإسكى شهير، وفان، واستهدفت وسائل الإعلام التابعة لجولن، الذى يقيم بولاية بنسلفانيا الأمريكية. وتأتى الحملة، التى تم فيها اعتقال 31 شخصا منهم مخرجين ومنتجين فى فضائية "سامان S" فى مدن اسطنبول وإسكى شهير وفان، تزامنا مع مرور عام كامل على كشف فضيحة الفساد والرشاوى فى 17 ديسمبر 2013، والتى طالت أبناء ثلاثة وزراء، وأرغمت أربعة وزراء من حكومة العدالة والتنمية السابقة برئاسة أردوغان على الاستقالة.
