أكدت الدكتورة أمل البسطويسى أستاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية من خلال عدة دراسات وأبحاث أجرتها عن السرطان أن هناك العديد من الممارسات والعادات الغذائية اليومية الخاطئة التى نقوم بها دون معرفة الأضرار التى تسببها هذه العادات. وأشارت البسطويسى إلى أن هناك أكثر من 150 عادة غذائية خاطئة لها علاقة بشكل مباشر للإصابة بالسرطان، فمن خلال الدراسات التى أجرتها لاحظت أن هناك علاقة وثيقة بين نمط الاستهلاك الغذائى للمصريين وبين الإصابة بالأورام السرطانية خاصة سرطان القولون والمعدة والكلى والبروستاتا والثدى والرحم حيث أشارت الإحصائيات إلى أن 20% من حالات الإصابة بالسرطان فى مصر ترجع إلى عادات غذائية خاطئة تتمثل فى كثرة الدهون الحيوانية ونقص كمية الفواكه والخضروات. وأوضحت أن هناك علاقة وثيقة بين الممارسات الغذائية والحالة المرضية للسرطان حيث تقول: بتناول نوعية معينة من الأغذية والمغالاة والإفراط فى تناولها قد يقود الشخص إلى أضرار غذائية ناتجة عن عدم التوازن أو الخلل فى الأطعمة المتناولة بشكل عام، وهناك نوعية أخرى من الأغذية بتناولها يكون لها تأثير وقائى من الإصابة بهذا المرض لاحتوائها على نسبة عالية من مضادات الأكسدة الطبيعية والمركبات الوقائية والتى تزيد من كفاءة جهاز المناعة بالجسم وتزيد من مقاومته للعديد من الأمراض. وأشارت إلى بعض من هذه العادات الغذائية وعلاقتها بالأمراض الخبيثة حيث تقول: استخدام الزيت المغلى أكثر من مرة فى عملية القلى يؤدى إلى أخطار صحية بالغة الخطورة، إذ إن الزيت الذى يتناوله الإنسان بعد تعرضه للغلى مرات عديدة ينتج فيه مواد هيدروكربونية شديدة الخطورة لها أثرها السيىء على الصحة العامة وتتسبب فى حدوث بعض الأورام السرطانية. كما أشارت البسطويسى إلى أن كثرة تناول الأغذية المقلية يؤدى إلى مشاكل صحية بالغة الخطورة لذا يجب إيجاد طرق أخرى لعمليات الطبخ بدون الاعتماد على الزيوت مثل استخدام الفرن والبخار فى إعداد الوجبات. وأضافت أن استخدام الأطعمة المعالجة وراثيا تؤدى إلى الإصابة بالسرطان، حيث إن هذه النوعية من الأطعمة تحتوى على مواد مسببة للسرطان، فضلا عن الإفراط فى استخدام الأطعمة التى تحتوى على مواد حافظة وبشكل كبير ومتكرر كالنيتريت والنترات، حيث تؤدى هذه المواد أو نواتج تحويلها عند تحضير الأطعمة إلى مواد محفزة للسرطان. كذلك استخدام معاملات حرارية أعلى من 300 درجة مئوية، أو استخدام الإشعاع عند تحضير بعض الأغذية مما ينتج عنه حرق وتفحم لجزء من الطعام، وإنتاج بعض المركبات الهيدروكربونية المتسرطنة فى المشويان كاللحوم والأسماك وغيرها.
