اهتمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بنجاح عملية إنزال مسبار فضائى على المذنب بى 67 - تشوريوموف-جيراسيمنكو، بعد انفصاله عن المركبة الفضائية "روزيتا" وإرساله لأول مرة لصورة ضوئية لسطح المذنب. وقالت الصحيفة إنه على مر التاريخ البشرى كانت المذنبات أجراما سماوية بعيدة وغامضة، وكتل من الصخور والجليد تجول عبر السماء، لها ذيول مضيئة وتعمل الشمس على تدفئتها.. وبالأمس استطاعت البشرية أخيرا أن تجرى اتصالا مع إحداها، فالمركبة الفضائية روزيتا تحدت كل الصعاب وأنزلت المسبار "فايلاى" لاستكشاف المذنب على بعد أكثر من 300 مليون ميل من الأرض. وعلى الرغم من أن العلماء ليسوا متأكدين مما إذا كان المسبار سيستطيع ترسيخ نفسه بشكل آمن، إلا أن أنظمته تعمل حتى الآن وتستجيب، ويأتى هذا كذروة لعمل استغرق عشر سنوات.. وداخل هذا المذنب توجد أسرار النظام الشمسى المبكر، والعناصر التى كانت موجودة عندما كانت الشمس جديدة والكواكب تتشكل.. ودراسة المذنب عن كثب سيكون حلما كونيا، والجليد الأسود لهذه المذنبات يحفظ تلك الأسرار، ويخبئها إلى حد كبير. وتابعت الصحيفة قائلة إنه حتى قبل إنزال المسبار فايلاى على سطح المذنب، كان العلماء يعرفون أن تلك الصخرة الفضائية ليست كما تخيلوها عندما بدأت المهمة قبل عام 2004. فالبيانات التى جمعتها المركبة روزيتا تشير بأن المذنب أكثر دفئا وشكله مختلف عما كان متوقعا. كما أن سطحه مسامى وغير مستوى. وهو ما زاد صعوبة أول محاولة على الإطلاق للإنزال على مذنب. وأشارت الصحيفة إلى أن هبوط مسبار زنته 220 رطلا على مذنب عرضه 2.5 ميل لم يكن خطوة صغيرة للبشرية. فالمذنب يدور حول الشمس بسرعة 84 ألف ميل فى الساعة، وهو غير مستوى كما تبدو كثير من المذنبات فى الصور.