حضت الولاياتالمتحدة أمس الخميس طهران على "القيام بالخيار المناسب" فى ما خص المفاوضات الجارية بين الجمهورية الاسلامية والدول الكبرى حول البرنامج النووى الايرانى، مؤكدة ان الوقت حان "لانجاز العمل" والتوصل الى اتفاق. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكى للشؤون السياسية ويندى شيرمان، كبيرة المفاوضين الاميركيين فى هذا الملف، امام مجموعة ابحاث فى واشنطن انه "اذا كانت ايران تريد حقا حل مشاكلها مع المجتمع الدولى وتسهيل رفع العقوبات المفروضة عليها، فلن تجد فرصة افضل من تلك المتاحة من الآن وحتى 24 نوفمبر"، المهلة النهائية المحددة للتوصل الى اتفاق. واضافت "حان الوقت لانجاز العمل". ومنذ اشهر تتفاوض الدول الكبرى فى مجموعة "5+1" (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين اضافة الى المانيا) مع ايران فى محاولة للتوصل الى اتفاق حول البرنامج النووى الايرانى المثير للجدل. والاتفاق الذى يسعى اليه جميع الاطراف سيكون تاريخيا اذا تم التوصل اليه، فهو سيضمن ان يلتزم البرنامج النووى الايرانى باهداف مدنية بحتة لقاء رفع العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية واقتصادها. وسيضع مثل هذا الاتفاق حدا للخلاف الذى يلقى بظلاله على العلاقات الدولية منذ مطلع العقد الاول فى هذه الالفية عندما بدأت الدول الكبرى وايضا اسرائيل ودول الخليج تشتبه بان ايران تسعى لحيازة السلاح الذرى تحت غطاء برنامجها النووى. وتساءلت شيرمان "هل سنتوصل اليه (الاتفاق)؟ لست ادرى ولكن يمكننى ان اقول لكم ان كل المكونات لخطة مقبولة من الجميع موجودة على الطاولة"، من دون ان تعطى مزيدا من الايضاحات. واكدت الدبلوماسية الاميركية ان "الهدف واضح وضوح الشمس: ايران لن تحصل، لا يجب ان تحصل، على السلاح النووي". والاسبوع الماضى التقى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ونظيره الايرانى محمد جواد ظريف ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبى كاثرين اشتون فى فيينا على مدى اكثر من ست ساعات حاولوا خلالها تذليل العقبات التى ما زالت تحول دون التوصل الى اتفاق. ونقطة الخلاف الاساسية تبقى قدرات ايران المستقبلية لتخصيب اليورانيوم، وهى العملية التى يمكن ان تنتج وقودا للمفاعلات وكذلك مادة لصنع سلاح نووى فى حال الوصول الى درجات عالية من النقاء فى التخصيب. كما ان الطرفين لم يتفقا بعد على وتيرة رفع العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية.
