قال دبلوماسيون أمس الخميس إن واشنطن تحشد الدعم فى مواجهة مشروع سويسرى لتعديل اتفاقية السلامة النووية بغية منع الكوارث الشبيهة بما حصل فى مفاعل فوكوشيما النووى لكنها فى الوقت عينه قد ترفع تكاليف هذا القطاع. وتبنت القوتان النوويتان الصينوروسيا أيضا مواقف تؤشر إلى معارضتهما للمشروع الذى سيفرض ضغوطا على الدول النووية لرفع مستوى السلامة فى المفاعلات النووية الحالية للوصول إلى متطلبات الأمان المطلوبة فى المفاعلات النووية الحديثة. وقالت واشنطن إنه لا يوجد سبب لتعديل اتفاقية السلامة النووية التى وقعت عليها 77 دولة على الرغم من رغبتها فى تحسين شروط السلامة. وأضافت أن مبادرة سويسرا - التى تؤيدها مبدئيا دول أوروبية أخرى- ستكون غير منتجة ولن تطبق للعديد من السنوات وربما لن تصادق عليها جمع الدول المنضمة إلى اتفاقية السلامة النووية. وعلق مسؤول كبير فى الخارجية الأمريكية على الاقتراح بالقول "(يشبه الأمر وكأنك) تحاول أن تركب محرك سيارة فيرارى لسيارة من نوع فولكسفاجن. إذا أردت سيارة جديدة لنذهب إلى صالة العرض" ونشترى واحدة. ويركز النزاع الدبلوماسى الضوء على الخلافات بشأن الوسائل الفضلى للتأكد من عدم تكرار كارثة فوكوشيما عندما انصهرت نواة المفاعل النووى فى اليابان فى أوائل عام 2011 فى أسوأ حادث من نوعه منذ حادث مفاعل تشيرنوبل فى روسيا قبل ربع قرن. وتتفق الدول على ضرورة تعزيز شروط السلامة العالمية بعد فوكوشيما لكن ليس على كمية الإجراءات المطلوبة. غير أن سويسرا -التى كما ألمانيا قررت التخلى عن الطاقة النووية بعد حادثة اليابان- تحث على فعل المزيد وتسعى إلى التوصل إلى ما تصفه بثقافة التحسين المستدام. وتقول مسودة المشروع السويسرى إن المفاعلات النووية "يجب أن تصمم وتشيد بشروط تمنع الحوادث.. وبهدف تحديد وتطبيق التحسينات على شروط السلامة المناسبة يجب أن تطبق هذه الشروط فى المفاعلات النووية الموجودة حاليا." وحذر المسؤول الأمريكى الكبير من أن التعديل "لن ينجح. سيثير الانقسامات ويلحق ضررا جوهريا" باتفاقية السلامة النووية، وأضاف "سنعلق وسط هذا الجدال العقيم فى المستقبل المنظور عوضا عن الالتفات إلى المشاكل الحقيقية."