كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن الإصابة بالسمنة فى سن الطفولة قد تمهد الطريق إلى وفاة مبكرة، ووجدت الدراسة التى تابعت نحو خمسة آلاف أمريكى من أصول هندية من سن الطفولة وحتى منتصف العمر، إن الذين كانوا بدناء أثناء الطفولة، تزايد بينهم خطر الوفاة إلى أكثر من الضعف قبيل بلوغ سن ال55. ويؤكد البحث، الذى نشر فى "دورية نيو إينجلاند الطبية" لأول مرة مخاوف المختصين بشأن المخاطر بعيد الأمد التى قد تتسبب بها سمنة الطفولة. وقال د.نيكولا ستيتلر أخصائى علم التغذية والأوبئة فى مستشفى الأطفال فى فيلادلفيا، إن الدراسة ليست على غرار سابقتها ممن ربطت بين الوفاة المبكرة والسمنة عند الطفولة، بل إنها وجدت المزيد من الروابط المباشرة بين بدانة والأطفال والمضاعفات الصحية التى قد يعانون منها جراء ذلك على المدى الطويل. قام الباحثون بقياس مؤشر كتلة الجسم وضغط الدم، والكولسترول وجلوكوز الدم للأطفال من سن 11 عاماً إلى ما فوق، ويشار إلى أن ضخامة "مؤشر كتلة الجسم"، بالإضافة إلى ارتفاع معدل جلوكوز الدم، يعدان مؤشرين قويين للوفاة المبكرة. ووجدت الدراسة أن الأطفال من كان "مؤشر كتلة الجسم" لديهم الأضخم، تضاعف خطر وفاتهم مبكراً مقارنة بغيرهم الأقل حجماً. وتصل فاتورة الإنفاق السنوى الأمريكى، المباشر وغير المباشر، على معالجة السمنة إلى 147 مليار دولار، ومؤخراً بدأت الولاياتالمتحدة حملة تقودها السيدة الأولى، ميشيل أوباما، لمكافحة السمنة بين الأطفال، على أمل تقليص النفقات فى معالجة أمراض ذات علاقة بالسمنة، مثل السكرى وأمراض القلب والسرطان. وكشفت أرقام العام 2006 أن مرضى السمنة ينفقون على العلاج فى المتوسط ما يزيد على 1429 دولار عما ينفقه الإنسان ذو الوزن الطبيعى، أى أن نفقات علاج المريض بالسمنة تزيد على متوسط نفقات العلاج لمواطن الطبيعى بنسبة 42 فى المائة. وكشفت مؤسسة الرقابة على الأمراض، أن العناية الصحية والعلاج والتأمين الخاص جميعها زادت من الإنفاق العام نتيجة السمنة من 6.5 فى المائة فى العام 1998 إلى 9.1 فى المائة فى العام 2006. وفى دراسة أخرى نشرت فى العام 2009 فى دورية الشئون الصحية، خلصت الدراسة إلى أن تكاليف معالجة الأطفال من أمراض مرتبطة بالمسنة ارتفعت من 125.9 مليون دولار فى العام 2001 إلى 237.6 مليون دولار فى العام 2005. وكان تقرير أمريكى نشر مؤخراً قد كشف المزيد من الآثار السلبية لظاهرة السمنة الواسعة الانتشار، وأنها تقف وراء أكثر من 100 ألف إصابة بالسرطان فى الولاياتالمتحدة.