هكذا حدث الأمر.. فى مطار نيويورك وفى صدفة تشبه بعضا مما كنا نشاهده فى أفلام الأبيض والأسود، كان المحامى المصرى خالد أبوبكر ومعه عدد من الإعلاميين يستعدون للعودة إلى القاهرة بعد انتهاء زيارة الرئيس السيسى للأمم المتحدة، وفجأة ظهر أمامهم باسم يوسف وبعد مجموعة من السلامات المصرية بين المذيع الساخر الشهير ومجموعة الإعلاميين تطوع الأستاذ خالد أبوبكر أن ينقل لنا ما حدث بعد انتهاء التحيات والسلامات.. قال أبوبكر إن (باسم يوسف أهان السيسى وتهكم عليه وتلفظ بألفاظ خارجة وعبارات جارحة، دعوته ألا يصف زيارة الأممالمتحدة أو الرئيس بهذه الأوصاف ويحترم وجود سيدات، ولم يمتثل). انتهى بلاغ خالد أبوبكر الذى كتبه فى مجموعة تغريدات على «تويتر»، ونقلته عنه مجموعة من المواقع والصحف فى محاولة لفهم الدافع الحقيقى وراء نشر أبوبكر هذا البلاغ العلنى فى باسم يوسف الذى كان أبوبكر يوما ما فخورا بكونه ضيفه فى برنامج البرنامج. ما بعد كلام أبوبكر عن باسم يوسف تبقى عدة أسئلة ضرورية.. هل يمكننا أن نعتبر المثل الشعبى الشهير «ما شتمك إلا من بلغك» دليلا على شتيمة خالد أبو بكر للرئيس؟، ولماذا قرر المحامى خالد أبوبكر أن ينقل للجمهور ما دار فى لقاء خاص جمعه مع باسم يوسف فى حضور مجموعة أصدقاء؟، هل مسموح لأى شخص أن ينقل للناس دردشة دارت بينه وبين أشخاص فى المطار؟، من هو الشخص الذى يريد خالد أبوبكر إخباره بأنه دافع عن الرئيس أمام باسم يوسف؟، هل استأذن خالد أبوبكر باسم يوسف وأخبره أنه سينقل حديثهما الودى والشخصى إلى الملأ؟، ثم يبقى السؤال الأخير هل يرضاه خالد أبوبكر لنفسه أن يخدعه صديقه وينقل نص حوار دار فى جلسة خاصة مع أصدقاء؟. كل إجابات الأسئلة السابقة لن تحصل عليها من خالد أبوبكر ولكن يمكنك استخراجها من دفتر التقاليد والأعراف الاجتماعية، لتعرف ماذا تقول الأصول فى مثل هذه الحالات، ومع ذلك يبقى سؤال واحد فقط فى حاجة إلى إجابة مباشرة وشجاعة من السيد المحامى ناقل كلمات باسم يوسف من مجالها الشخصى إلى المجال العلنى العام. يقول خالد أبوبكر فى تبريره لنشر الحوار الشخصى الدائر بينه وبين باسم يوسف إنه فعل ذلك غضبًا من الألفاظ السيئة التى استخدمها المذيع الساخر فى حضور النساء والأطفال، ونحن نثمن شجاعته ونحترمها ولكن نسأله فى أى بقعة من بقاع الأرض يختفى غضبك حينما يتلفظ بعض الإعلاميون الذين تظهر معهم فى الصور وفى اللقاءات العامة بالشتائم والألفاظ السيئة على شاشات التلفزيون؟، ولماذا لم نر منك كشخصية عامة تغريدة على تويتر ترفض ألفاظ رئيس النادى الشهير؟، حتى تأتى للجمهور بإجابة واضحة دعنى أنقل لك من تاريخ دمشق للحافظ ابن عساكر قول الإمام الشافعى رحمه الله: (وقال الشافعى عليه - رحمه الله -: «نَزِّهوا أَسْمَاعَكم عَنْ سَمَاعِ الْخَنَى كَمَا تَنَزهُون أَلْسِنتكم عَنْ النُّطق بِهِ فَإِنَّ المستمع شَريك القَائِل وَإِنَّ السَّفيه ينظر إلى أخبث شىء فِى وِعَائهِ فيَحَرص عَلَى أَنْ يُفَرِّغُهُ فِى أَوْعِيَتِكُم وَلو رَدَّ النَّاس كلمة السَّفيه لَسَعِدَ بِذَلِك رَادوها كما شَقى بِذَلِك قَائِلُهَا).
