اهتم معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بالتقارير الأمريكية التى زعمت أن مصر والإمارات قامتا بتوجيه ضربات جوية ضد الميليشيات المسلحة فى ليبيا، وقالت إن هناك تحالفا يظهر يضم مصر والإمارات والسعودية لمواجهة التطرف الإسلامى. وأشار المعهد فى تقرير كتبه سيمون هندرسون إلى أن تلك الضربات التى يجرى الحديث عنها تعكس إحباطا فى القاهرة وأبوظبى من غياب التحرك الأمريكى للعمل على إرساء الاستقرار فى ليبيا، والعمل ضد الفوضى المتنامية فى الشرق الأوسط. وتابع قائلا "إن السعودية هى المحور الثالث فى هذا التحالف الجديد، وقد عقد قادة الدول الثلاث سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى فى الأشهر الأخيرة". فقد زار الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد دولة الإمارات، العاهل السعودى الملك عبد الله بينما كان فى إجازته بالمغرب فى وقت سابق.. كما التقى العاهل السعودى بالرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء عودته من المغرب حين هبطت طائرته بمطار القاهرة الدولى. ويتشارك القادة الثلاثة فى كراهيتهم للإسلاميين والإخوان المسلمين، مما يجعلهم على خلاف مع القوى الإقليمية الأخرى كقطر وتركيا.. كما تشعر الرياض وأبوظبى بالقلق من إيران ووضعها كقوة إقليمية مهيمنة.. وفى تطور جديد، فإن كراهية السعودية والإمارات لقطر يبدو وكأنه يتحول إلى حرب بالوكالة فى ظل دعم الدوحة للجماعات الإسلامية فى ليبيا. ويذهب التقرير إلى القول بأن الغارات الجوية على طرابلس فشلت على ما يبدو فى تحقيق هدفها.. فالقوى الإسلامى تسيطر على مطار المدينة.. ورغم أن القوى الجوية الإماراتية تعد الأفضل تدريبا وتجهيزا فى المنطقة العربية، لكن تظل هناك شكوك بشأن كفاءتها.. فعندما شاركت الإمارات فى حملة الناتو فى ليبيا عام 2011، تحطمت طائرتان من طراز إف 16 بسبب خطأ الطيار. ولم تعلق مصر والإمارات على تقرير نيويورك تايمز بعد، إلا أن مسئول أمريكى رفيع قال إنهم لا يرون هذا الأمر بناءً على الإطلاق.. وخلص التقرير قائلا "إنه نظرا لأن مصر والسعودية والإمارات من أقرب حلفاء واشنطن فى المنطقة، فإن البعض يرى أن إصلاح العلاقات الدبلوماسية أصبح ضروريا".