محمد صلاح: مدافعو الزمالك هم من جاملوا نهضة بركان وليس الحكم    برشلونة يعزز موقعه في وصافة الدوري الإسباني بثنائية أمام ألميريا    فاروق جعفر: واثق في قدرة لاعبي الزمالك على التتويج بالكونفدرالية.. والمباراة لن تكون سهلة    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    بعد ارتفاع عيار 21.. سعر الذهب اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة (تحديث الآن)    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    مدارس النصيرات بغزة في مرمى نيران الاحتلال ووقوع شهداء    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو في محافظات مصر    سيد عبد الحفيظ ل أحمد سليمان: عايزين زيزو وفتوح في الأهلي (فيديو)    جهاد جريشة: لا بد من محاسبة من تعاقد مع فيتور بيريرا.. ويجب تدخل وزرارة الرياضة والرابطة    لمدة خمس أيام احذر من هذه الموجة شديدة الحرارة    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    محافظ جنوب سيناء ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل منطقة أبو جالوم بنويبع    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    بعد الانخفاض الأخير لسعر كيلو اللحمة البلدي.. أسعار اللحوم اليوم الجمعة 17-5-2024 في الأسواق    ورشة عمل إقليمية تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي مدخلاً لإعادة هندسة منظومة التعليم»    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    حسين الشحات : نحترم تاريخ الترجي ولكننا نلعب على الفوز دائما    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    بعد ساعات من انتشار الفيديو، ضبط بلطجي الإسماعيلية والأمن يكشف ملابسات الواقعة    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    قوات الإنقاذ تنتشل جثة مواطن سقط في مياه البحر بالإسكندرية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    فتحي عبد الوهاب وهاني خليفة أبرز المكرمين.. صور    للرجال على طريقة «البيت بيتي».. أفضل طرق للتعامل مع الزوجة المادية    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    انقسام إسرائيلي حول غزة يعقد سيناريوهات إنهاء الحرب    كمال الدين رضا يكتب: الكشرى والبط    مصر ترفض مقترح إسرائيلي بشأن معبر رفح    اسكواش - خماسي مصري في نصف نهائي بطولة العالم    بعد عرضه في «كان» السينمائي.. ردود فعل متباينة لفيلم «Megalopolis»    «السياحة» تلزم شركات النقل بالسداد الإلكتروني في المنافذ    تعرف على.. آخر تطورات الهدنة بين إسرائيل وحماس    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    بنده السعودية.. أحدث عروض الهواتف المحمولة حتى 21 مايو 2024    الأمير تركي بن طلال يرعى حفل تخريج 11 ألف طالب وطالبة من جامعة الملك خالد    ميلاد الزعيم.. سعيد صالح وعادل إمام ثنائي فني بدأ من المدرسة السعيدية    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    لا عملتها ولا بحبها ولن نقترب من الفكر الديني.. يوسف زيدان يكشف سر رفضه «مناظرة بحيري ورشدي»    نتيجة الصف الرابع الابتدائى الترم الثانى.. موعد وطريقة الحصول عليها    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفتى يحذر الشباب من التورط فى "اقتتال لا شرعية له".. شوقى علام: أنشأنا مرصدا لمواجهة فتاوى التكفير ولا تهاون مع المخطئين.. ويؤكد: مستقبل الوطن يتعرض لاختبار صعب من أيادٍ لا تريد الخير لمصر
نشر في اليوم السابع يوم 13 - 08 - 2014

حذر مفتى الديار المصرية، الدكتور شوقى علام، أبناء الوطن، خاصة الشباب، من التورط فى قتال لا شرعية دينية له ولا مصلحة فيه إلا لأعداء الوطن.
وأكد المفتى فى حواره مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، اليوم الأربعاء، أنه يجب على جميع المصريين الحفاظ على مؤسسات الدولة، مطالبا فى الوقت ذاته أجهزة الدولة بتطبيق مبدأ سيادة القانون ومنع الخروج عنه، وتقديم الخارجين إلى العدالة "لأن البلاد تمر بظرف صعب لا ينفع معه التهاون مع المخطئين".
وأشار المفتى إلى أن هدف دار الإفتاء والمؤسسات الدينية هو تجفيف منابع الفكر التكفيرى والقضاء عليها، من خلال تصحيح الصورة الذهنية الخاطئة لقضايا تهم المسلمين، داعيا إلى ضرورة «تبنى خطاب دينى شرعى يتماشى مع متطلبات العصر ويناهض الفكر المتطرف والمتعصب، وينشر تعليما وفكرا معاصرا مستلهما التعاليم الصحيحة من صحيح الدين والسنة النبوية الشريفة.
وشدد المفتى على دعمه الكامل لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لإنشاء مركز دولى لمكافحة الإرهاب، قائلا، «نحن على استعداد تام لتقديم كل أشكال الدعم العلمى والشرعى للمركز لمكافحة الإرهاب».
وأوضح أن لغة خادم الحرمين الشريفين، والتى جاءت شديدة اللهجة، فى وصفه لما يحدث فى غزة على أنه جريمة حرب من دون مواربة، نابعة من غيرته على الأمة العربية وعلى المسلمين.
وكشف المفتى عن أن دار الإفتاء أنشأت مرصدا لفتاوى التكفير والآراء الشاذة والمتشددة للرد عليها بطريقة علمية منضبطة لمواجهة الإرهاب الذى يجتاح العالم، لافتًا إلى أن الأفكار والحجج والبراهين هى الأفضل للقضاء على التطرف والإرهاب، لأن المواجهات الأمنية لم تعد تكفى.
وأوضح علام أن «الفتاوى التى تحرم المشاركة فى الانتخابات البرلمانية شاذة وإقحام للدين فى صراع سياسى»، لافتًا إلى أنه على الدعاة البعد عن إثارة القضايا حول الأمور التى حسمت من قبل، محذرًا الجميع، خاصة الشباب، من التورط فى اقتتال لا شرعية دينية له ولا مصلحة فيه إلا لأعداء الوطن.
وإلى نص الحوار..
فضيلة مفتى الديار المصرية، أكدت دعم دار الإفتاء الكامل لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لإنشاء مركز دولى لمكافحة الإرهاب.. فما الذى تستطيع أن تقدمه دار الإفتاء فى ذلك؟
- الإسلام جاء للسلم والبناء، ومخطئ من يعتقد أن الإسلام يدعو للتخريب والعنف والإرهاب، ونحن وجدنا أن أى عمل إرهابى يبدأ بفكرة متشددة، ولكى نقضى على الإرهاب لا بد من تفكيك هذه الأفكار المتشددة بشكل علمى والرد عليها بالحجج، ودحضها من أجل القضاء على الإرهاب فى مهده، لذلك جاء دعمنا الكامل لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لإنشاء مركز دولى لمكافحة الإرهاب.. ونحن على استعداد تام لتقديم كل أشكال الدعم العلمى والشرعى لهذا المركز لأجل مكافحة الإرهاب، ونحن من جهتنا أنشأنا بالفعل مرصدا لفتاوى التكفير والآراء الشاذة والمتشددة للرد عليها بطريقة علمية منضبطة، كأداة رصدية وبحثية فى محاولة منا لمواجهة موجات التطرف والعنف والإرهاب، الذى يجتاح العالم، والمرصد بالفعل قائم ويقوم بدوره فى رصد الآراء والفتاوى المتشددة ويدفعها إلى لجنة أمانة الفتوى للرد عليها، فإن كانت هناك أفكار متطرفة - إن جاز لنا أن نسميها أفكارا - لا بد أن يكون الرد عليها من خلال مجموعة من الأفكار والحجج والبراهين للقضاء على التطرف والإرهاب لأن المواجهات الأمنية لم تعد تكفى لمواجهة هذه الظاهرة.
هل ترى أن إنشاء المرصد كمحاولة لمواجهة التطرف الذى يجتاح العالم يعد خطوة مهمة لمكافحة الإرهاب؟ وما عدد الفتاوى التى جرى الرد عليها؟ وهل تابعت رصد نتائج الرد على هذه الفتاوى المتطرفة؟
- نعم.. فهذا المرصد يعد أداة رصدية بحثية مهمة للغاية، نستطيع من خلاله متابعة ورصد مقولات التكفير فى جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلى شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى ورصد الظواهر والأسباب المؤدية لنشوء مثل تلك الآراء والفتاوى المتشددة، فهذا المرصد يعمل به مجموعة متميزة من الباحثين والإعلاميين والسياسيين والشرعيين من ذوى الخبرة فى الرصد والمتابعة، لرصد كل القضايا المتعلقة بهذا الفكر فى وسائل الإعلام كافة وشبكة الإنترنت، وكذا الفضائيات على مدار الساعة، وإعداد التقارير والدراسات الخاصة بهذا وتقديمها للجان الشرعية للرد عليها ودفعها للناس لإزالة الأفكار الهدامة من أذهانهم، ولقد نجح المرصد فى رصد أكثر من 150 فتوى ورأيا شاذا فى هذه الصدد، وقمنا بالرد على بعضها مباشرة لتصحيح الصورة والبعض الآخر قامت عليه مجموعة من الدراسات كظاهرة لتقديم الرأى الشرعى المؤصل عنها، وأنا أتابع هذا الأمر بصفة دورية لأن هدفنا كما بينت هو تجفيف منابع الفكر التكفيرى والقضاء عليها من خلال تصحيح الصورة الذهنية والخاطئة لقضايا تهم المسلمين وإن شاء الله العمل قائم فى هذا الأمر.
وكيف قرأت دار الإفتاء دعوة خادم الحرمين الشريفين لقادة العالم بالتحرك لوقف ما يحدث فى غزة من الجانب الإسرائيلى؟ ومن وجهة نظرك ما الدعوة التى تقدمها للجانبين الفلسطينى والإسرائيلى؟
- اللافت فى الأمر لغة خادم الحرمين الشريفين التى جاءت شديدة اللهجة، والتى وصفت ما يحدث فى غزة على أنه جريمة حرب من دون مواربة، منتقدا المجتمع الدولى على تقاعسه فى الوقوف ضد الهجوم الإسرائيلى على غزة، وهذا نابع من غيرته على الأمة العربية وعلى المسلمين فى كل بقاع الأرض، كما أنه أراد توصيل رسالة لمن يتهم العرب بالتقاعس عن دعم القضية الفلسطينية مفادها أننا موجودون ولن نخذل هذا الشعب الأبى الصامد فى وجه العدوان الغاشم، وأنا أرى أنه لا بد من إنهاء حالة التوتر تلك، وكل أعمال العدوان والعنف التى تسبب الكوارث الإنسانية، وأن يبحث الفلسطينيون عن الوحدة فيما بينهم أولا لتكون كلمتهم واحدة.
دار الإفتاء دشنت حملة عالمية فى نيويورك لتصحيح صورة الإسلام وجمعت عشرة آلاف توقيع من مسلمى أميركا ضد الحرب على غزة.. حدثنا عن التجربة، وكيف يمكن لدار الإفتاء المساهمة فى تصحيح صورة الإسلام والمسلمين فى الخارج؟
- دأبت دار الإفتاء المصرية على إيفاد علمائها إلى الخارج لإزالة الصورة المشوهة عن الإسلام، وتقديم نماذج إيجابية من شأنها إزالة الصورة الذهنية العالقة فى رءوس ونفوس غير المسلمين من الأميركيين خصوصا، والغرب على وجه العموم، عن الإسلام وعن العرب، وهذه الزيارات تؤتى ثمارها بفضل الله تعالى، حتى إن الكثير هناك ناشدونا بتكثيف مثل هذه اللقاءات لغياب المعلومات الكافية.
والمؤسسة الدينية إن شاء الله فى الفترة المقبلة سيكون لها دور كبير ومؤثر، والذى لا يقف على أمر واحد بل يشمل كل أمور المسلمين، فعلى سبيل المثال أوفدت دار الإفتاء الدكتور إبراهيم نجم، المستشار الإعلامى، لدار الإفتاء إلى أميركا لتصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام والتواصل مع الجاليات المسلمة هناك والتفاعل مع قضاياهم، واستطاع من خلال المؤتمرات والاحتفالات أن تكون غزة حاضرة بقوة فى الزيارة، وأثناء احتفال الجالية الإسلامية بعيد الفطر المبارك فى نيويورك. وأمام عشرة آلاف من المسلمين الأميركيين قام بجمع ما يزيد على عشرة آلاف توقيع من الجالية الإسلامية لإرسالها إلى كل من البيت الأبيض والكونغرس الأميركى اعتراضا على جرائم الحرب التى تجرى ضد الأطفال والمدنيين فى غزة، وهذا الأمر قد أحدث صدى كبيرا فى أميركا بأن سلط الضوء على جرائم اليهود فى غزة وفضح انتهاكاتهم الصارخة ضد المدنيين العزل.
وإيمانا بدور المؤسسة أيضا بقضايا المسلمين فى العالم أوفدنا مؤخرا وفدا إلى البرازيل للإشراف على ذبح الحيوانات والطيور التى تقدم للمسلمين، وأيضا التى تقوم مصر باستيرادها للتأكد من تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية عند ذبحها، وهذا نابع من دورها العالمى فى تلبية احتياجات الجاليات الإسلامية فى تلك البلاد.
لكن يختلف الكثيرون حول جدوى الحوار مع الآخر فى الآونة الأخيرة التى تشهد حملات غربية عدائية ضد الإسلام.. كيف ترى أهمية الحوار فى بيان حقائق الإسلام ودحض الشبهات؟
- بالفعل، هناك من يريد الحوار والتعاون، وهناك من لا يريد الحوار ويريد الصدام فقط، لذلك نرى أن تعميم لفظ الآخر هنا ليس فى صالح القضية الإسلامية للطرفين، وعليه يجب علينا قبل كل شىء أن نفهم رأى من يريد الحوار والتعاون، وأن نحيد أو نغير رأى من يريد الصدام، ولا يجب أن نكتفى بالقول بأن هذا لا يريد الحوار، بل على أن أثبت سوء قصد هؤلاء وفساد رأيهم.
وعلى كل، لا بد من الجلوس مع الآخر والتحاور معه وسماع جميع آرائه بدلا من العزلة، التى غالبا ما تعكس صورة سيئة عن الطرفين وتعطى تصورا مشوها أيضا عنهما، ومن خلال الحوار نستطيع بيان كل الشبهات التى توجه للإسلام والرد عليها لإزالة كل ما أشاعه خصومه عنه فى وسائل الإعلام وغيرها، وعلينا أيضا القيام بدور كبير من أجل إحلال صورة وسطية ومعتدلة مكان الصورة النمطية المشوهة التى يأخذها بعض من أبناء الغرب عن الإسلام وإظهار جوهر الدين وأخلاقياته التى تعلى من قيمة الفرد والمجتمع، وأن نبتعد عن كل أنواع التشدد والمغالاة.
أدنت حملات إبادة المسلمين فى أفريقيا الوسطى وطالبت المجتمع الدولى بتدخل عاجل لحل الأزمة.. من وجهة نظرك كيف يمكن لدار الإفتاء مساعدة الأقليات فى العالم الإسلامى؟
- بداية العنف لا يولد إلا العنف، ويجر إلى المزيد من سفك الدماء والتناحر، والمجتمع الدولى والأمم المتحدة مطالبان بمساندة الأقليات فى العالم، ونحن فى دار الإفتاء مستعدون لتقديم كل أشكال الدعم لمسلمى إفريقيا الوسطى وكوسوفو وكل الجاليات والأقليات الإسلامية فى أوروبا، والمؤسسات الدينية هناك، وتلبية احتياجاتهم من تعليم وتدريب على الإفتاء من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية، ومنع أى محاولة لتضليلهم بالشبهات والأفكار غير الصحيحة، والتى لا تمت للإسلام بصلة، وبالفعل نحن فى دار الإفتاء نعمل على هذا؛ فقد أصدرنا كتابا جديدا حول «فقه الأقليات»، والأحكام الفقهية المتعلقة بالمسلم الذى يعيش خارج بلاد الإسلام، والكتاب يحمل اسم «سؤالات الأقليات» ويضم الفتاوى المكتوبة والواردة عبر البريد الإلكترونى إلى دار الإفتاء المصرية الخاصة بفقه الأقليات، ويضم ما يسمى «مسائل عموم البلوى» التى شاعت فى بلاد الغرب كما هى فى بلاد المسلمين، والإجابة عن تلك التساؤلات تجرى بمراعاة ارتباط الحكم الشرعى بظروف جماعة ما فى مكان محدد، نظرا لظروفها الخاصة فى البلاد غير الإسلامية، لأن ما يصلح لها قد لا يصلح لغيرها، وهذا الكتاب مهم لاعتماد هذه الأقليات عليه لبيان الأحكام الشرعية الخاصة بهم.
نعانى من انتشار التشدد فى شبه جزيرة سيناء وبعض المحافظات.. ماذا علينا أن نفعله لمواجهة التشدد لضمان السلام الاجتماعى؟ وما دور علماء الدين والأئمة فى ذلك؟
- على الدعاة البعد عن القضايا الثانوية وإثارة القضايا حول الأمور التى حسمت من قبل، وأن يضطلعوا بمهامهم الأساسية وهى الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإرشاد الناس إلى ما فيه صلاح أمرهم فى الدنيا والآخرة، ولقد مدح الله تعالى الداعية القائم بأمور الدعوة إلى الله بقوله سبحانه وتعالى: «وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ»، فالأمور الخلافية تأخذ الداعية عن مهامه الأساسية فى الدعوة والتوجيه؛ ووجود الدعاة وتمسكهم بأدوارهم وأدائهم هو الخير، وهو ضمان لمسيرة الخير فى المجتمع، وصمام أمان للمجتمع بأسْره. قال تعالى: «وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».
وما رؤيتك للغط الذى يدور من وقت لآخر حول أحكام القضاء المصري؟ وما دور مفتى الديار المصرية فى بحث قضايا الإعدام؟
- نحن نحترم القانون والقضاء المصرى واستقلاليته، ودورنا ينحصر فى بيان الجانب الشرعى فى إنزال عقوبة الإعدام من عدمه من واقع ما جاء فى ملفات أوراق القضية المرسلة من هيئة المحكمة لنا، أما الجوانب الفنية فهى من اختصاص هيئة المحكمة ولا دخل لنا بها. وما يحدث من لغط حول قضايا الإعدام ناتج عن عدم تحرى الإعلام الدقة والموضوعية فى نشر الأخبار والتصريحات، ونشر الأخبار المغلوطة التى من شأنها أن تحدث بلبلة لا يستفيد منها إلا أولئك الذين لا يريدون للوطن خيرا.
هناك دعوات للعنف فى ذكرى فض اعتصام ميدان رابعة العدوية.. ما الدعوة التى تقدمها للداعين لذلك من أجل الحفاظ على الأرواح؟
- نحن نحذر الجميع، خاصة الشباب، من التورط فى اقتتال واحتراب لا شرعية دينية له ولا مصلحة فيه إلا لأعداء الوطن فى الداخل والخارج، لأنه يجب على جميع المصريين الحفاظ على مؤسسات الدولة المصرية ضد أى اعتداء يقع عليها بأى وسيلة كانت، كما أطالب الأجهزة الأمنية بتطبيق مبدأ سيادة القانون ومنع الخروج عليه وتقديم الخارجين إلى العدالة، لأن البلاد تمر بظرف صعب لا ينفع معه التهاون مع المخطئين.
كيف ترى مستقبل «الوسطية الإسلامية» وسط صعود التيارات الإسلامية المتشددة؟ وما الذى ينبغى علينا فعله لمواجهة التشدد مع الحفاظ على قدر من السلام الاجتماعى يؤمن لنا الحياة؟
- أرى أنه على الجميع أن يستمع إلى المنهج الوسطى والمعتدل الذى يتصف به الإسلام؛ لأن الغلو والتطرف والتشدد ليس من طباع المسلم الحقيقى المتسامح ولا من خواص أمة الإسلام بحال من الأحوال، ومنهج الدعوة إلى الله يقوم على الرفق واللين ويرفض الغلظة والعنف فى التوجيه والتعبير والتوازن والاعتدال والتوسط والتيسير، ومن خطورة التطرف والتشدد أنه تسبب فى تدمير بنى شامخة فى حضارات كبرى، وهو بكل أشكاله غريب عن الإسلام الذى يقوم على الاعتدال والتسامح، ولا يمكن لإنسان أنار الله قلبه أن يكون مغاليا متطرفا ولا متشددا.
بم تنصح المصريين فى هذه المرحلة ونحن مقبلون على الانتخابات البرلمانية؟
- فى هذه المرحلة بالذات، مستقبل الوطن يتعرض لاختبار صعب من قبل أيادٍ لا تريد لمصر وشعبها الخير والرقى والتقدم، لكن الإرادة الجماعية للشعب المصرى مصممة على تخطى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن، لذا أنا أطالب الشعب كله أن يتكاتف من أجل الوقوف أمام هذه الأخطار وتخطى المرحلة الحالية بالعمل الجاد على كل المستويات وإغلاق كل أبواب الفتنة والمشاركة الجادة فى بناء الوطن وعدم السماح لأى شخص ببث روح الفتنة بين صفوفهم، وكل هذا سيجرى فى أقرب وقت إن شاء الله تعالى.
لكن هناك فتاوى تحرم المشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.. فهل يعد هذا نوعا من التسييس للفتاوى؟ وما الهدف من ذلك؟
- الفتاوى التى تحرم المشاركة فى الانتخابات البرلمانية هى فتاوى شاذة مجافية للشرع والمصلحة العليا للبلاد، ومثل هذه الفتاوى لا علاقة لها بالفهم الصحيح للشريعة الإسلامية ومنهجها الوسطى القائم على ضرورة مراعاة مصالح العباد وما يسهم فى تحقيق منافعهم الدينية والدنيوية، وهذه الفتاوى تكشف عن هدفها الخبيث، وهو توظيف مُطلقها للنصوص والأحكام الدينية لخدمة الأغراض والأهداف السياسية والحزبية الخاصة، بما يمثل إقحاما للدين فى صراع سياسى يشوه سماحة الإسلام.
ما تقييمك للخطاب الدينى فى مصر حاليا؟
- أنا أرى أنه من الضرورى الآن تبنى خطاب دينى شرعى يتماشى مع متطلبات العصر ويناهض الفكر المتطرف والمتعصب وينشر تعليما وفكرا معاصرا، مستلهما التعاليم الصحيحة من صحيح الدين والسنة النبوية الشريفة، ولنا فى خطاب الله تعالى لعباده الأسوة الحسنة «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»، ودار الإفتاء تبنت منذ فترة طرح بعض الحلول لتجديد الخطاب الدينى والوصول به إلى ما نأمل، فنحن نأمل فى خطاب دينى يشتمل على الوصايا العشر فى قول الله تعالى: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِه شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النفس الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»، ليكون له آثاره الطيبة، وله ثماره الحسنة التى تجعل أبناء الأمة يصلحون ولا يفسدون، ويبنون ولا يهدمون، ويجمعون ولا يفرقون، ويتعاونون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان.
كما أن على من يحملون هذا الخطاب أن تتوافر فيهم مجموعة من الضوابط والمعايير تعينهم على توصيل رسالتهم، يأتى فى مقدمتها الإخلاص لله وابتغاء الأجر منه سبحانه وتعالى، كما أنه لا مناص من توافر العلم اللازم لذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة، ملتزما بالأسلوب الأمثل وهو الحكمة والموعظة الحسنة، والصبر والتحمل لما قد يلحقه؛ لأن الطريق ليس بالهين، يواجه فيه بعضا من المصاعب والمتاعب فالصبر الصبر، كل هذا فى إطار من الرحمة للناس تكون شعارا له يتمثل به أثناء سيره فى الدعوة إلى الله تعالى، جاعلا من نفسه القدوة الحسنة فهى أبلغ صور التبليغ.
من المهم أيضا أن ندرك أن الخطاب الدينى يتعامل مع الحياة، والحياة تسير بسرعة وبصورة معقدة؛ لذا فإنه ينبغى على الخطاب الدينى أن يجدد نفسه؛ لأنه لو انقطع عن التجديد ومواكبة العصر لمضت الحياة مقطوعة عن النهج الرباني، ولهذا فإن أساليب الدعوة وإدراك العصر ينبغى أن تكون دائما جزءا لا يتجزأ من تفاعل المسلم مع معطيات العصر.
وما دور العلماء والدعاة فى هذا الوقت العصيب الذى تمر به البلاد؟
- عليهم أن يسعوا جاهدين فى تحقيق الوحدة التى تعتبر فرضا من فروض الدين، وأساسا من أساساته وخاصة فى هذه الظروف التى تمر بها الأمة حاليا؛ حيث يتربص أعداؤها بها ويحاولون فرض روح الشحناء والتفرقة والنعرات الطائفية بين أبناء الدين الواحد، كما أطالب العلماء والمفكرين بالحض على تعاليم الإسلام السمح واتباع أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة فى الدعوة إلى الله وكيفية العيش مع الآخر وتقبله واحترام عقائده.
هل يمكن إلقاء الضوء على دور دار الإفتاء فى ظل الحراك الذى تشهده مصر فى الوقت الراهن؟
- دار الإفتاء المصرية هى واحدة ضمن المؤسسات التى تمثل المؤسسة الدينية الرسمية فى مصر، والتى تتكون من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف وجامعة الأزهر الشريف. ويتمثل دور دار الإفتاء المصرية فى الرد على أية تساؤلات توجه إليها فى الموضوعات المتعلقة بطلب رأى الدين أو الفقه فيها وأيضا القضايا التى تجد وتستحدث على المسلمين، وهذا ما تقوم به الدار منذ نشأتها وتطورها حتى الآن.
ودائما الدار على استعداد للإجابة والرد على أى تساؤل أو ظاهرة تحتاج رأى الدين، ولا بد أن نعرف جيدا الفرق بين الإفتاء والرأي؛ لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره؛ أى لا بد أن يتصور المفتى المسألة الفقهية ثم يقول فيها رأيه، وهذا يوضح الخلط الموجود بين الآراء والفتاوى والذى يقع فيه الكثير، وأيضا هناك فرق بين الموعظة والفتاوى، وكثير من الناس يخلطون بين الخطاب الدينى والفتاوى.. وهذا ما نحاول علاجه فى المرحلة المقبلة إن شاء الله تعالى.
هذا يجعلنا نسأل.. هل ساهمت الدار بالفعل فى حل بعض القضايا المطروحة على الساحة الآن؟
- مؤسسة دار الإفتاء حريصة على أن تكون حاضرة فى كافة القضايا التى تهم المسلمين، وإظهار الأحكام الشرعية للناس فى القضايا والظواهر الاجتماعية التى تجد وتستحدث فى المجتمع من حين لآخر، وفى الفترة الأخيرة رصدنا بعض الظواهر السلبية فى المجتمع وخرجت بعض الفتاوى التى حاولنا من خلالها القضاء على تلك السلبيات ومنها فتاوى مواجهة السلوكيات الخاطئة فى المجتمع والتى من شأنها أن تحدث بلبلة بين المسلمين وتكون عواقبها وخيمة، وأيضا تحاول الدار من خلال إداراتها التواصل مع الأمة فى تقديم الرأى والمشورة لحسم بعض المسائل الخلافية والجدلية التى تظهر على الساحة الإسلامية، وتنشر هذه الآراء والفتاوى لتوعية المسلمين بأحكام دينهم وعباداتهم فى كافة المواسم والمناسبات.
نريد أن نعرف أهمية الفتوى من وجهة نظرك؟
- أهمية الفتاوى تكمن فى كونها البيان الشرعى لحكم الله تعالى فى أمور الدين والدنيا، وهذه الأهمية تتمثل فى أنه يجرى من خلالها إبراز حرص الناس على دينهم عن طريق تساؤلاتهم فى أمور الدين ليطمئنوا على سلوكهم ويتجنبوا سخط ربهم، فهم يقدمون دائما على معرفة الأمور التى اختلطت عليهم فى أمور دينهم حرصا على تنفيذ تعاليمه، كما تظهر هذه الأهمية أيضا فى أن الدين الإسلامى دين شامل لكل أمور الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛ فعند النظر إلى موضوعات الفتاوى على مر العصور نجدها لم تقتصر على جانب واحد فقط من جوانب الحياة وإنما اشتملت على كل الجوانب الحياتية من اجتماعية لاقتصادية لأسرية لسياسية وغيرها، بالإضافة إلى أن الفتاوى يظهر من خلالها قدرة الفقه الإسلامى على التجديد والتطور والمرونة فى إطار ثوابت شرعية، حيث إنه يراعى الفوارق الزمنية والمكانية وعادات المجتمع. وتعد الفتاوى مصدرا خصبا من مصادر الدراسات التاريخية حيث إنها تشتمل على مادة غزيرة للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى أهملها التاريخ ولم يفطن لها المؤرخون.
موضوعات متعلقة:
المفتى: مستعدون لتقديم الدعم الكامل لمركز خادم الحرمين لمكافحة الإرهاب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.