مع تواجد الأمهات والآباء والأطفال فى ساحات المدارس، سادت الفوضى أغلب المدارس اليوم الأحد، مع بدء تنفيذ قرارات وزارة التربية والتعليم بتطعيم التلاميذ ضد مرض أنفلونزا الخنازير، وكان "الامتناع عن التطعيم" هو سيد الموقف. بمجرد دخولك مدرسة السلام الإعدادية بنات بشبرا الخيمة ستجد الطالبات يلعبن فى كل مكان، والفصول خاوية تماما ولا يوجد بها أحد، وإذا حاولت أن تسأل واحدة من الطالبات عن أماكن الحصول على المصل، فلن تحصل على أى نتيجة. تقول منى على طالبة بالصف الثالث الاعدادى: "لم أحصل على التطعيم علشان أنا سمعت فى التليفزيون إن المصل بيجيب شلل وله أضرار كتير، وبابا قالى ماتخدوهش دا غير كمان إن فى واحدة خدته وبعدين جالها شلل". ذهبنا إلى الممرضة التى تعطى التطعيم للأفراد بالمدرسة، كانت تجلس وأمامها مجموعة من الحقن الفارغة وتشرب كوبا من الشاى، ولا يوجد أى تلميذ يحصل على المصل، وحينما سألناها عن المصل، وإقبال الطلاب عليه ردت "المصل لسه ماجاش المفروض إن الطلاب تمضى إقرار الأول ونشوف هتاخده ولا لأ"، وعند سؤالها عن الأضرار التى نسمعها بكثرة عن المصل ردت بحدة: "وأنا اعرف منين أنا زيى زيك". طالبة أخرى سألناها عن المصل فردت: "أنا معرفش حاجة عن المصل ده هو مفروض لابتدائى وأطفال من 6 إلى 12 سنة بس أنا مش هاخده لأنى سمعتهم فى التليفزيون بيقولوا إن اللى بياخد الحقن بيجيله سرطان ومحدش مننا هياخده". مها محمد من أولياء أمور إحدى الطالبات بالصف الأول الإعدادى "لا طبعا أنا خايفة على ولادى كل الناس بتقول إن المصل ضار وبعدين لو مكنش ضار ليه بيمضونا على إقرار هما على طول بيدوا عيالنا التطعيم من غير إقرار ولا حاجة اشمعنى المرة دى؟!". ومن داخل مدرسة أخرى وهى مدرسة فؤاد محيى الدين الابتدائية، لم يختلف الوضع كثيرا، حيث حالة من الفوضى العامة تراها بمجرد أن تدخل المدرسة، وحينما بدأنا نسأل عن المصل أرشدنا المدرسون لغرفة الزائرة الصحية لنجد طبيباً جالساً وأمامه مجموعة من القرارات، وعندما سألته عن المصل رد "لسه التطعيم يوم الثلاثاء" الساعة 9 صباحاً، ومفروض دلوقتى التلاميذ تمضى إقرارات وبس الأول". وعن رأيه فى المصل قال: "معرفش والله احنا عندنا أوامر بننفذها، وزينا زيكم بنعرف الأخبار من التليفزيون". وعلى الرغم من أن الكثير من الطلبة وأولياء الأمور يرفضون التطعيم، إلا أن هناك من أبدى موافقته على التطعيم واطمئنانه من سلامته. طالبة فى الصف الرابع الابتدائى قالت: "أنا بابا قالى خدى التطعيم عادى علشان هما مش معقول الحكومة ح تضرنا"، وهنا تدخلت فى الحديث إحدى أولياء الأمور فقالت :"أنا ح أطعم ولادى، والدكاترة فى التليفزيون قالوا إنه مش ضار، وأكيد المدرسين والحكومة مش ح يموتونا يعنى". وفى مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية، سادت حالة من الجهل التام بالتطعيم، فلم يكن لدى التلاميذ أية معلومات عنه، وعندما توجهنا إلى الغرفة التى من المفترض أن يحصل فيها الطلاب على التطعيم كانت مغلقة، وأكد المدرسون أن الممرضة تأتى فى التاسعة، ولا يعرفون لماذا لم تأت وكانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة بقليل!". عند بوابة المدرسة قابلنا أحد الأمهات، قالت: "طبعاً مش ح أطعم ولادى الأثنين، علشان خايفة عليهم أنا حتى مجبتهمش النهاردة، وجيت أنا أشوف فى إيه".
