تنهار أم تتماسك تركه أم تقف إلى جانبه هذا هو حال الزوجة عندما تكتشف أن زوجها الذى اختارت أن تعيش عمرها معه.. مدمن! فكيف تتعامل الزوجة مع هذه المشكلة، سواء أحدث الأمر بعد الزواج أو كان الزوج مدمناً ولم يتم اكتشاف ذلك إلا عقب الزواج ؟. ينصح الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة الزقازيق، الزوجة فى هذه الحالة بأن تقرر من البداية هل ستتحمل ما سيحدث من نتائج ليست جيدة مثل عصبية الزوج أو تردده فى التعافى، فإذا أقرت فى داخلها وأصرت على المضى قدما فعليها أن تضع فى اعتبارها أن فترة العلاج لن تكون قصيرة وتحتاج منها أن تساند زوجها المدمن معنويا وعاطفيا، وأن تشجعه على التعافى وتملأ جو الأسرة بالحب والاحتواء، لكن إذا كانت تعرف أنها لن تتحمل ذلك فلتنسحب من البداية". ويرجع الدكتور أحمد بداية المشكلة إلى ما يعرف بزواج الصالونات الذى يتم فيه التعارف بين الزوجين عن طريق أحد الوسطاء، ويجتمعا بعد جلسة التعارف وسط الأهل عدة مرات قد لا تتجاوز المرة النصف ساعة تصبح بعدها الفتاة مطالبة بالموافقة على العريس مضيفا: "إذا كان العريس مدمن مخدرات فلن تستطيع الفتاة أن تكتشف ذلك خلال هذه المدة القصيرة، وبالتأكيد لن يأتى فيها الشاب لزيارة الفتاة وهو مسطول، وبالتالى سيصعب اكتشاف إدمانه إلا بعد الزواج ". ويضيف أستاذ الطب النفسي: "وهذه المشكلة لا تقابل الذين لم يعرفوا بعض فقط وإنما حتى المرتبطين بعلاقة حب طويلة قد تكون سببا فى إغفال أمور هامة باسم الحب، حيث يتم إظهار كل الأشياء الحلوة بداخلنا ولا نتحدث عن العيوب". الحل كما يراه الدكتور أحمد عبد الله: "أن تتعرف الفتاة على العريس جيدا ويجمع الأهل عنه المعلومات، وتتابعه وتراقب تصرفاته، وتأخذ بالها من ردود أفعاله، أما لو تم الزواج وعرفت بعدها أنه مدمن مخدرات فيجب أن تدرك أنه طالما لم يتوقف عن الإدمان قبل الزواج، رغم علمه أنه سيتحمل مسئولية أسرة وبيت وزوجة تثق فيه، فمن الصعب أن نتوقع أن يتوقف بعد الزواج، لأنه سيكون قد اعتاد على أن يهرب من مشاكله بالإدمان، إلا فى حالة أن يكون لديه إرادة كبيرة وحقيقية وقوية ستساعده على مواجهة كافة الضغوط العصبية والآلام الجسدية التى يواجهها المدمن فى فترة التعافى".
