فى الوقت الذى يعقد فيه مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، اجتماعه الأول بعد تشكيله الجديد غدا الأربعاء، قرر عدد من شباب الجماعة تشكيل وفد لمقابلة المرشد وأعضاء المكتب فى نفس التوقيت، لإبلاغهم باعتراضاتهم على الانتخابات ورفضهم للنتائج التى أسفرت عنها مع تسليمهم مذكرة وبيان بجميع مطالبهم وعلى رأسها إعادة الانتخابات. وطالب الشباب بتشكيل لجنة قانونية للبت فى شرعية الانتخابات، وبحث المخالفات التى شابت العملية الانتخابية، على حد زعمهم، من بدايتها إلى نهايتها، وكذلك بحث إعادة الانتخابات، مطالبين بإعادة النظر فى اللائحة التى تنظم عمل الجماعة، وخصوصا فيما يختص بالفصل بين السلطات، وتفعيل السلطة القضائية. وذكر بلال علاء، أحد شباب الجماعة والموقعين على البيان الذى سيسلمه شباب الجماعة للمرشد، أنهم لن يقبلوا أى رد غير منطقى أو أى تصرف لا يلبى مطالبهم، وشدد على أنهم متمسكين برأيهم فى عدم سلامة الانتخابات ومصرون على عدم الاعتراف بنتائجها بسهولة، واصفا ما تم خلالها بأنه غير أخلاقى، وقال "أن يصل الأمر إلى تخطيط د.محمود عزت والتحرك بهذه الطريقة لصالح اتجاه معين ضد الآخر فهذا سلوك غير صحيح وغير مقبول". وأكد عبد الرحمن عياش، أحد شباب الجماعة، أن اعتراضهم ليس على الأشخاص، ولكن لأن هناك أزمة، حسب قوله، فى الآليات والإجراءات التى نظمت الانتخابات، مشددا على أنهم لن يقبلوا بالنتائج بكل بساطة ولا ببيانات الجماعة التى ترجع ما حدث إلى رغبة البعض فى التنحى مثل د.عبد المنعم أبو الفتوح. وأوضح عياش أنه فى حالة عدم رد المكتب والقيادات بردود منطقية مقبولة سيتم دراسة جميع الخيارات لإبلاغ الجميع رسالة رفض قوية، قائلا" لن نسمح للقطبيين بأن يختطفوا الجماعة"، معتبرا أن ما حدث يؤكد أن من عاشوا فى التنظيم السرى والظلام لا يريدون الخروج للنور. وذكر أن أبو الفتوح كان متحركاً ولديه خطاب نخبوى فاستطاع أن يؤثر خارج الجماعة أكثر، بينما ترك الجماعة والتأثير الداخلى لشخصيات ليس لها قدرات أو إمكانيات، فتركهم يتغلغلون فى التنظيم ليكون فى النهاية أبو الفتوح واجهة إعلامية فقط وغيره هم القيادات التنظيمية. وذكر الشباب خمسة اعتراضات على ما تم فى انتخابات مكتب الإرشاد ومنها إدارة الجماعة بعيدا عن اللائحة الرسمية، وانتخاب مجلس الشورى القديم مكتب الإرشاد الجديد، وهو ما يعد تجاوزا صريحا واضحا للائحة، ويسحب صلاحيات مجلس الشورى القادم بما يعنى أن مجلس الشورى الجديد ليس له أى دور فعلى فى إدارة الجماعة. وأوضح الشباب أن الإجراءات المخالفة للائحة تسير بالجماعة بعيدا عن المعالم الرئيسية للمشروع الإسلامى الوسطى، وأن ما حدث تم فيه تجاوز قيم راسخة وعميقة مثل الشورى والحرية والعدالة والابتعاد عن التمسك بالمناصب، حيث دار حديث عن تنسيق جرى لصالح البعض وضد البعض الآخر، ويأتى هذا مع عدم وجود آليات رقابة حقيقية داخل الجماعة، حيث إن المشرع هو المنفذ، مما ولّد اختلاطا وخلطا فى المهام، وأصبح الخصم هو الحكم. واعترض كذلك على خروج الخلافات الداخلية إلى الإعلام، وتسريب التفاصيل الداخلية للصحف والفضائيات دون علم أعضاء الإخوان، ودون علم القيادة فى بعض الأحيان، مؤكدين على وجود مخالفات إجرائية فاضحة شابت عملية الانتخابات، واستندوا على ذلك بشهادات أعضاء مجلس الشورى العام، ونائب المرشد، وبدون تراجع من الذين أكدوا هذه المخالفات عن مواقفهم، وبدون صدور أى بيانات تكذيب من الجماعة أو من الذين شاركوا فى العملية الانتخابية. ويجمع شباب الجماعة حاليا التوقيعات على البيان، وأكدوا أنه من منطلق حرصهم على المشروع الإسلامى الوسطى وخوفا على الحركة الإسلامية من الغرق فى بحر الخلافات، ورغبة فى النصح وتصحيح المسار، قالوا كلمتهم فى الأزمة التى تعصف بالجماعة، مشددين على أن ما دفعهم لكتابة البيان اعتزازهم بالانتماء إلى الإخوان كحركة حاملة للمشروع الإسلامى الوسطى الذى أسسه حسن البنا، وكحركة نهضوية.