سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليبيا الجديدة تدخل مرحلة الصراع على السلطة.. حفتر يقود عملية طرد الإرهابيين من البلاد.. وقيادات للجيش تجمد عمل المؤتمر الوطنى.. والحكومة المؤقتة تدعو للحوار.. 77 قتيلا و207 جرحى حصيلة الاشتباكات
فى تطور خطير للمشهد الليبى وقعت العديد من الصراعات المسلحة أمس الأحد فى العاصمة طرابلس، مما أسفر عن سقوط قتيلين وما يقرب من 66 جريحا نتيجة الاقتتال الدائر بين كتيبتى القعقاع والصواعق التى أعلنت انضمامها للواء ركن متقاعد خليفة حفتر والذى يقود عملية كرامة ليبيا ضد أنصار الشريعة فى البلاد. وقال اللواء الليبى المتقاعد خليفة حفتر إن العملية العسكرية التى بدأها، الجمعة، فى مدينة بنغازى، شرقى البلاد، "ليست انقلاباً ولا سعياً إلى السلطة ولا تعطيلا للمسار الديمقراطى الذى اختاره الليبيون". وفى بيان مصور بثته قنوات ليبية محلية، مساء السبت، قال حفتر إن ما قام به "هو استجابة لنداء الشعب الليبى وهى معركة الدفاع عن الشعب وصيانة لأرواح ضباط وجنود الجيش الليبى التى تزهق كل يوم". واتهم اللواء المتقاعد جزءا من السلطة بالتواطؤ مع الإرهاب، ورد على اتهامات الحكومة الليبية ورئاسة أركان الجيش الليبى له بالخروج عن الشرعية، بقوله: "نحن شرعيتنا من الشعب، ونحن نريد ليبيا خالية من الإرهاب، ونريد جيشا وشرطة أن ننفذ إرادة الشعب الليبى". يذكر أن مدينة بنغازى الليبية شهدت، الجمعة، اشتباكات مسلحة بين كتيبة "رأف الله السحاتى"، انضمت إليها لاحقا قوات من "كتيبة 17 فبراير"، التابعتين لرئاسة أركان الجيش الليبى، وبين قوات تابعة لحفتر، الذى أعلن "انقلابا تليفزيونيا" فى فبراير الماضى، فيما أفاد مدير الشئون الإدارية والمالية فى وزارة الصحة الليبية على نطاق الشرق الليبى، عبد الله الفيتورى، مساء السبت، بأن حصيلة هذه الاشتباكات ارتفعت إلى 75 قتيلا و141 جريحا من طرفيها. من جانبه، قال الرائد محمد الحجازى المتحدث باسم ما يعرف بالجيش الوطنى الليبى التابع للواء الركن السابق خليفة خفتر إن الوحدات التابعة لجيشه نزلت إلى الشوارع فى العاصمة الليبية طرابلس بهدف تطهير العاصمة من الميليشيات المتطرفة، مشددا على أن معركة جيشه لم ولن تقتصر على بنغازى فقط وإن كانت الأخيرة هى مهد الانطلاق لعملية الكرامة التى يخوضها الجيش الوطنى ومقر إدارة العمليات. يذكر أن مصدرا أمنيا فى طرابلس قال إن مُسلحين اقتحموا أمس الأحد مقر المؤتمر الوطنى العام "البرلمان" الليبى وسط العاصمة. وأوضح المصدر أن المسلحين يتبعون كتيبتى القعقاع والصواعق القبليتين، لافتاً إلى أنهم أطلقوا وابلاً من الرصاص والقذائف فى الهواء، ما تسبب فى ذعر العاملين بالمؤتمر ومغادرتهم المقر. من جانبه نفى محمد عمارى رئيس لجنة الاتصالات والمواصلات بالمؤتمر الوطنى الليبى ما تردد من أنباء حول اعتقال أعضاء من المؤتمر، مشيرا إلى أن ما يحدث هو عمليات تكسير وتخريب ونهب لمبنى المؤتمر الوطنى العام. وأوضح "عمارى" فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن رئيس المؤتمر الوطنى نورى بوسهمين بخير ولم يتم اختطافه كما تردد، مؤكدا أن جميع أعضاء المؤتمر الوطنى بخير ولم يصابوا بأى أذى، وتسود حالة من الضبابية والفزع من قبل العديد من المسئولين فى ليبيا لعدم استيعابهم لما يحدث فى طرابلس. وحول تهريب الساعدى القذافى من السجون الليبية أكد مسئول عسكرى رفيع المستوى فى ليبيا لليوم السابع أنه لا صحة للأنباء التى ترددت حول تهريب نجل الزعيم الراحل معمر القذافى والذى تسلمته طرابلس من النيجر مؤخرا. من جانبها، قالت مواقع إعلامية ليبية إن نائب رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد السلام القاضى، ووزيرى العدل والثقافة والمجتمع المدنى نجوا من محاولة اغتيال، أمس الأحد، عندما هاجم مسلحون مقر وزارة الرياضة حيث كانوا يتواجدون. ونقلت المصادر الإعلامية الليبية عن شهود عيان قولهم: "إن تبادلاً لإطلاق النار حدث بين المهاجمين والقوة المكلفة بحراسة مقر الوزارة، انسحب على إثره المهاجمون". وقام عدد من الشباب قد قطعوا الطرق فى حضور عدد من ضباط الجيش والشرطة الطريق المؤدية إلى شارع الزاوية وأبو سليم وطريق السكة وغيرها من الطرق الحيوية بوضع أكوام من التراب وسطها. وتشهد العاصمة الليبية طرابلس منذ ظهر الأحد توتراً أمنيا واضحاً بعد هجوم مُسلحين يتبعون كتيبتى القعقاع والصواعق القبليتين على مقر المؤتمر الوطنى العام وبعض المقرات الإستراتيجية. وأصدرت قيادات بالجيش الوطنى الليبى بيانا أعلنت فيه تجميد عمل المؤتمر الوطنى العام وتكليف لجنة الستين بالمهام التشريعية والرقابية فى أضيق نطاق. وجاء فى البيان الذى بثته قناة ليبيا الدولية، عدد من النقاط أبرزها: تجميد عمل المؤتمر الوطنى العام، وتكليف لجنة الستين لتكون السلطة الشرعية، وتكليف الحكومة المؤقتة بالاستمرار فى عملها حتى انتخاب البرلمان والرئاسة، وتفويض الجيش والشرطة والثوار الحقيقيين بمهام حفظ الأمن فى البلاد. وأكد البيان أن الشعب الليبى لن يقبل أن تكون بلاده مهدا للإرهاب والمتطرفين وأنهم استعادوا السلطة من يد من فرط فى الأمانة، وأعلن أن ما تم من حراك فى طرابلس أمس الأحد، ليس انقلابا على السلطة بل هو انحياز لإرادة الشعب الليبى. من جانبها، دعت الحكومة الليبية المؤقتة الأطراف المشاركة فى الاشتباكات التى اندلعت اليوم الأحد فى طرابلس إلى تبنى سياسة الحوار، وقال صلاح الميرغنى وزير العدل بالحكومة الليبية الموقتة، فى مؤتمر صحفى أذاعته قناة ليبيا الأحرار، إن الحكومة "تطلب التوقف فورا عن استخدام الترسانة العسكرية المملوكة للشعب الليبى للتعبير عن الموقف السياسى، وتدعو الجميع إلى الانطواء تحت رداء الشرعية". وأعرب الميرغنى عن استنكار الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثنى استخدام القوة العسكرية والترسانة المسلحة، مؤكدا أن وزارة الداخلية تحاول إرساء الأمن والاستقرار فى أرجاء البلاد بالرغم من الظروف الأمنية الصعبة، ودعا جميع أبناء الشعب الليبى لتبنى لغة الحوار لتحقيق المصالحة الوطنية وإقامة دولة المؤسسات. وقال الميرغنى إن من حق الليبيين التعبير عن آرائهم من خلال القنوات الشرعية السلمية، مشيرا إلى سقوط قتيلين و55 جريحا فى أحداث العنف التى شهدتها طرابلس مؤخرا. من جانبه، قال الحبيب الأمين وزير الثقافة الليبى إن الحكومة المؤقتة تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، مشيرا إلى أنهم سيكونون مسئولون عن قراراتهم حتى لا تذهب ليبيا للحرب الأهلية، مؤكدا أن الدولة الليبية ممثلة فى مؤسساتها يجب أن تستمع للشعب دون استخدام السلاح الذى يروع المواطنين. ونفى بيان الحكومة أن تكون هناك علاقة بين أحداث الأحد فى طرابلس وأحداث الجمعة فى بنغازى، فى إشارة إلى الاشتباكات بين قوات "الجيش الليبى" بقيادة اللواء خليفة حفتر ومجموعات مسلحة فى بنغازى. وأسفرت الاشتباكات التى وقعت أمس الأحد، بالعاصمة طرابلس، عن وقوع قتلى وجرحى، وأكد مسئول الإعلام بوزارة الصحة عمار الصرمانى ل"أنباء التضامن" الليبية أن مستشفيات العاصمة الليبية استقبلت قتيلين و66 جريحاً جراء اشتباكات مسلحة حدثت اليوم. ويسود الشارع الليبى حالة من الفزع والهلع بسبب الصراع المسلح الذى بدأ يظهر على السطح فى أعقاب عملية "كرامة ليبيا" التى أطلقها اللواء ركن متقاعد خليفة حفتر ويسعى من خلالها لتطهير ليبيا من العناصر الإرهابية المتواجدة فى البلاد، وقد تحالفت معه العديد من القبائل الليبية وعدد من الكتائب التى تتبع هيئة أركان الجيش الليبى ومنها كتيبتى القعقاع والصواعق فى العاصمة طرابلس، وحتى الآن يسود المشهد الليبى حالة من الضبابية فى المشهد السياسى، إضافة إلى حالة الضعف والوهن التى أصابت العديد من المؤسسات الأمنية والتشريعية فى البلاد.