"نعم نحن نستطيع نعم نحن مجبورون نعم نحن نقدر" كانت هذه العبارة هى الشعار الذى رفعه مئات الآلاف من النشطاء فى العالم من أجل المناخ والحفاظ عليه تلك التظاهرة التى وصفت بكونها الأكبر فى كوبنهاجن والأكثر عددا فى تاريخ الخروج للمظاهرات. على جانب آخر كانت المظاهرة التى بدأ يتدفق إليها المواطنون من كافة الدول المجاورة بالإضافة إلى النشطاء المشاركين سواء بالقمة أو بالمنتدى الموازى والذين توافدوا منذ الصباح الباكر ولم تفلح السلطات الدنماركية فى السيطرة على التظاهرة فقد تم استقدام جنود يبدو من مظهرهم أنهم تابعون لدول أوربية حسب تأكيدات مسئول أمنى لليوم السابع بأننا لا توجد لدينا الأعداد الكافية لتغطية مثل هذه الفاعلية. على جانب آخر كانت المظاهرة التى دعت إليها عدة حركات من بينها "حركة السلام الأخضر– والشيوعية العالمية– والعدالة للجميع– وكاريتاس العالمية وآخرون قد دعوا أنصارهم إلى الاحتشاد فى قلب كوبنهاجن رفضا للقمة واللقاء المرتقب الذى اختير له يوم أمس السبت. على جانب آخر واصلت التظاهرة توجه المتظاهرين بالهتافات وقرع الطبول لمركز "بيلا الحكومى" حيث يجتمع القادة السياسيون الكبار، وقاموا بالرقص على إيقاع الموسيقى وقرع الطبول بشكل متواصل حتى ساعات متأخرة من ليلة أمس السبت، مطلقين صرخاتهم الاحتجاجية على السياسيين الذى كانوا فى اجتماع تحضيرى وجلسات تمهيدية، مطالبين بضرورة تغيير هذه السياسة غير العادلة وليس المناخ. وقد حمل المتظاهرون لافتات كتبوا عليها "نعم لتغيير النظام ولا للتغير المناخى"، لمطالبة المجتمع الدولى بالتوصل إلى حل لهذه الأزمة، مشيرة إلى أنه "لا يوجد كوكب آخر قد نتمكن من العيش فيه إذا استحالت الحياة فى كوكب الأرض". وبعد ساعة من انطلاق المسيرة الحاشدة من ساحة مبنى البرلمان الدنماركى، وهتاف المتظاهرين يعلو ويعلو، قامت الشرطة بإطلاق ثلاث قنابل صوت تجاه المتظاهرين لتفريقهم، ولاحقا قد أطلقت ثلاث قنابل مسيله للدموع لتفريق الحشود المحتجة، وخلال الساعة الثانية من المظاهرة أغلقت الشرطة الشارع أمام المتظاهرين فى الصف الخلفى وقامت باعتقال العشرات واحتجاز المئات حتى ساعة متأخرة من الليل. واعتقلت الشرطة الدنماركية حوالى 900 من المتظاهرين فى محاولات غير مجدية ولم تؤت ثمارها من أجل الحد من المظاهرة التى كانت قد قاربت المليون شخص. اما الشىء اللافت للنظر فقد كان تواصل الأجيال خلال المظاهرة بوجود ثلاثة أوأربعة أجيال من أسرة واحدة للتظاهر فى مشهد لم ولن نألفه فى عالمنا العربى. وفى سياق متصل يبدو أن المناخ كان بمثابة القنطرة التى حاول كافة الرافضين لسياسة بلادهم أن ينقلوا من خلاله قضاياهم على الرأى العام فقد انتهزت جماعات سياسة إيرانية تلك التظاهرة ورفعت لافتات تطالب فيها بالقضاء على أحمدى نجاد وأتباعه مطالبين المجتمع الدولى بعدم تركهم وسط هؤلاء العصبة. الأمر لم يختلف بالنسبة لبعض مواطنى كوريا والذين راحوا يرفعون مجسمات لأسلحة "بيولوجية وكيماوية" قذرة مؤكدين على أن كوريا لا بد من التصدى لبرامجها الغير إنسانية.